كشف وزير السياحة والصناعة التقليدية السيد إسماعيل ميمون أول أمس عن عقد لقاء وطني يجمع المستثمرين والفاعلين في قطاع السياحة قبل منتصف شهر جانفي المقبل، للنظر في جملة من العراقيل التي تواجه مشاريعهم الاستثمارية عبر نقاش صريح ومباشر، مشددا على أن السياحة قطاع يحركه الخواص وعلى الدولة أن لا تتنصل من دورها في المرافقة والتوجيه في هذا الشأن. وقال السيد ميمون أثناء مداخلته في اليوم الدراسي حول السياحة الداخلية أن تطور السياحة الداخلية ينبغي أن يقوم على تشجيع الاستثمار السياحي وعصرنته وإعادة تأهيل العرض الفندقي وفقا للمعايير الدولية في هذا المجال، وكذا الاستغلال الأنجع لمختلف أشكال الإيواء ووضع وسائل النقل المناسبة بأسعار تفضيلية وتوفير كل الظروف لتمكين المواطن وعلى الخصوص شريحة الشباب، من التعرف على ثراء وطنه الثقافي والتاريخي ورصيده الطبيعي. وفي هذا الصدد، أوضح المسؤول الأول على القطاع أن كل القطاعات المعنية من متعاملين ومستثمرين في السياحة والمجتمع المدني، مطالبون بالتجند لدعم ودفع الحركية السياحية الداخلية، مناشدا المشاركين في اليوم الدراسي التمعن في الاقتراحات الرامية إلى وضع خطة محكمة للإقلاع بالسياحة الداخلية من خلال الاستفادة من تجارب البلدان الأخرى. وحول موضوع الندوة، أكد السيد ميمون أن الدولة تعتزم إيلاء القطاع دورا محوريا في تحريك النشاط الخدماتي برمته، بتوفير الآليات الضرورية لتشجيع الاستثمار السياحي وتخصيص الإمكانيات المادية اللازمة لتكوين الموارد البشرية وضمان جودة العرض السياحي وترقية مقصد الجزائر، على اعتبار أن تنمية السياحة في الجزائر أضحت حتمية تفرضها طموحات الوصاية في تثمين الرصيد الثقافي والحضاري والطبيعي الثري، كما تفرضه كذلك تطلعات الدولة إلى بناء اقتصاد حيوي ومتنوع يرتكز على مصادر أخرى غير المحروقات. وناشد الوزير مختلف المعنيين بالفعل السياحي لرفع التحدي للنهوض بالسياحة الجزائرية والارتقاء بها إلى مستوى إمكانيات ومؤهلات الجزائر الثرية والمتنوعة ولن يتأتى ذلك إلا بتظافر جميع الجهود وإحداث شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص. وأشار المتحدث إلى أنه إذا كانت تنمية السياحة الاستقبالية إحدى أولويات الخطة المعتمدة للنهوض بالسياحة، فإنه ينبغي أن يلقى تطوير السياحة الداخلية اهتماما أكبر بالنظر إلى انعكاساتها الاجتماعية والاقتصادية على المستوى المحلي، في الوقت الذي يعرف فيه العالم اهتماما واسعا ومتزايدا بإشكالية تطوير السياحة الداخلية، مما حفز المنظمة العالمية للسياحة على إدراج هذا الموضوع ضمن أولويات برنامج نشاطها المستقبلي. وأفاد السيد ميمون أن المؤهلات السياحية القابلة لامتصاص الطلب الداخلي كثيرة ومتنوعة، على غرار قدرات الجزائر في مجال السياحة الحموية والاستشفائية والاسترخائية، حيث يبقى الطلب الداخلي عليها متأصلا في تقاليد المجتمع الجزائري وذلك فضلا عن سياحة الشباب على مستوى المناطق الاستكشافية الطبيعية بالشمال والجنوب والسياحة الثقافية والإيكولوجية والساحلية وغيرها من الأنماط السياحية المتوفرة.