كشف المسؤول الأول في المنظمة العالمية للسياحة الداخلية، جون مارك مينيون، أن ''السياسات المنتهجة من طرف الحكومة الجزائرية غير كافية للنهوض بالقطاع السياحي، وتحديدا فيما يرتبط بإعادة الاعتبار للسياحة الداخلية وترويج هذه الثقافة في ذهنيات المواطنين''، معتبرا أن ''حصر النظر في ترقية الاستثمار السياحي فقط سيطيح بالمجهودات المبذولة لتطوير هذا القطاع الحساس والديناميكي، لذلك يستوجب على السلطات المعنية، تخصيص إعانات مالية لفائدة الأفراد ، موجهة أساسا إلى تغطية نفقات رحلاتهم السياحية''·واعترف مينيون، في لقائه أول أمس ب''البلاد''، أن ''إهمال وتهميش الشق التمويلي وغياب إستراتيجيات ومخططات مدروسة من طرف الفاعلين في القطاع السياحي، والرامية إلى سد جزء من مصاريف المواطنين خلال قيامهم برحلات سياحية، سينعكس سلبا على سياسات إنعاش هذا المجال الذي تعول عليه الجزائر كثيرا للتخلص من التبعية للمحروقات وتنويع مصادر إثراء الخزينة العمومية''، حيث دعا المسؤول ذاته، إلى ''وجوب إنماء التطلعات وتصويب الأهداف على المدى البعيد، وذلك من خلال تبني مخطط واضح يعنى بتشجيع السياحة الداخلية عبر منح تحفيزات مالية للمواطنين، تكون موجهة لإعانتهم على تغطية النفقات، خصوصا في ظل انخفاض دخلهم الفردي وارتفاع مستوى المعيشة، ما يعني أن هذه الإعانات ستكون بمثابة حملة تحسيسية بدور السياحة في حياة الأفراد وآثارها على الجانب الاجتماعي، النفسي والاقتصادي''· ودعا رئيس المنظمة العالمية للسياحة الاجتماعية، المسؤولين الجزائريين إلى ''إدراج النموذج الفرنسي المتخذ في هذا الشأن ضمن مخطط الإعانات المالية المذكور، حيث يرمي هذا التوجه إلى تخصيص صكوك سياحية، تخضع عملية الاستفادة منه إلى جملة من الشروط والضوابط''· من جهة أخرى، ستعقد وزارة السياحة والصناعات التقليدية، منتصف شهر جانفي القادم، اجتماعا وطنيا يضم كافة الفاعلين الاقتصاديين في القطاع السياحي لتأطير منحى الاستثمار السياحي ووضع استراتيجية لمواجهة العراقيل التي تحول دون تقدمه، حيث أقرن وزير السياحة، إسماعيل ميمون، خلال مداخلته في الملتقى الدولي للسياحة الوطنية الذي احتضنه فندق الهيلتون أول أمس، عملية تطوير وترقية السياحة الوطنية بتشجيع الاستثمار السياحي وإعادة هيكلة المؤسسات السياحية مع تحسين الخدمات، سواء تلك المتعلقة بالإيواء والنقل·واعتبر المتحدث، أن ''النهوض بالقطاع السياحي لن يتحقق إلا بتظافر جهود كافة المجالات الأخرى لضمان الإقلاع بالسياحة الداخلية وفق تطلعات الدولة التي توليه أهمية قصوى نظرا للمؤهلات والمخزون الذي تحوزه الجزائر''·