ينتظر العراقيون الإعلان قريبا عن تشكيلة الحكومة الجديدة التي ستتولى تسيير ملفات البلاد والتي يشكل الوضع الأمني أكبر تحدياتها في ظل استمرار أعمال العنف التي تواصل حصد المزيد من الأرواح في هذا البلد المتوتر.( الوكالات) ودخل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في أقل من أسبوعين قبل انتهاء المهلة الدستورية الممنوحة له في سباق ضد الساعة لتشكيل حكومته وهو ما جعله يدعو الكتل السياسية العراقية الفائزة بالانتخابات التشريعية إلى الإسراع بتقديم مرشحيها لشغل الحقائب الوزارية في حكومة الشراكة الوطنية. وأكد المالكي أن ''الحكومة ستتشكل قبل انتهاء المدة الدستورية التي حددها الدستور وهي 30 يوما ولن نسمح بتعطيل أو تجاوز المهلة المحددة لذلك''. ولكن سامي العسكري عضو مجلس النواب العراقى عن التحالف الوطني اعتبر ان موضوع توزيع الحقائب السيادية الثلاث ''تم حسمه'' خلال الاجتماعات التي عقدها ممثلو الكتل السياسية خلال اليومين الماضيين. ووفق مصدر عراقي مسؤول فقد حصل التحالف الوطني الذي ينتمي له المالكي على 17 وزارة والقائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق اياد علاوي على 9 وزارات والتحالف الكردستاني على 5 وزارات ووزارة واحدة لكل من تحالف الوسط والتغيير ووحدة العراق. ويترقب نواب عراقيون أن يعرض رئيس الوزراء المكلف نوري المالكي تشكيلة الحكومة الجديدة أمام مجلس النواب قريبا. وفيما ينتظر العراق الإعلان عن الحكومة الجديدة طالب مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان بحق الأكراد في تقرير المصير في مطلب أثار الكثير من التساؤلات حول مستقبل العراق الجغرافي. وفي ردها على هذا المطلب قالت القائمة العراقية التي يقودها اياد علاوي ''أنه في الوقت الذي كنا نأمل فيه أن يكون داعما لوحدة العراق والحفاظ على سيادته جاء البرزاني ليطالب بتقرير المصير''. للإشارة من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا حول العراق بعد غد الأربعاء في مقر الأممالمتحدة بهدف التعرف على مدى التقدم الذي حققه العراق وتعزيزه إضافة عن مناقشة السبل التي يمكن للأعضاء من خلالها مواصلة دعمهم لحكومة وشعب العراق. ويأمل المتتبعون في أن يساهم تشكيل الحكومة الجديدة واستقرار الوضع السياسي بالعراق في تحسين الأوضاع الأمنية بهذا البلد الذي لازال ينزف دما جراء أعمال العنف الهمجية التي تواصل حصد أرواح العراقيين. وفي هذا السياق لقي 13 شخصا من بينهم 10 أفراد من عناصر الشرطة وحاجين شيعيين مصرعهم في تفجيرين انتحاريين استهدفا أمس غرب وشمال شرق العاصمة العراقية بغداد. وكان اعنف تفجير ذلك الذي وقع بالقرب من مبنى محافظة الانبار وسط مدينة الرمادي الواقعة 100 كلم غرب العاصمة بغداد حيث خلف انفجار سيارة مفخخة مقتل 11 شخصا من بينهم شرطيين وامرأة ومصور يعمل لصالح قناة محلية. وقال مصدر طبي من مستشفى المدينة أن من بين الضحايا 41 جريحا من بينهم أطفال ونساء. وأكد قائد شرطة الرمادي رحيم زبن أن سيارة مفخخة كان يقودها انتحاري انفجرت صباحا أمام نقطة تفتيش على بعد 200 متر من مبنى المحافظة في وقت كان فيه العديد من الأشخاص في انتظار دخول المقر. ونفس المشهد الدامي شهدته مدينة بعقوبة الواقعة 60 كلم شمال شرق بغداد عندما فجر انتحاري حزامه الناسف وسط موكب من الحجاج الشيعة مما أدى إلى مقتل اثنين منهم وإصابة ثلاثة آخرين.