تستعد القوات العراقية لاستلام الملفات الامنية بالكامل من القوات الامريكية التي تستكمل انسحابها غدا الثلاثاء من الاراضي العراقية وسط تفاؤل باعتبار الظرف "محطة تاريخية" نحو استكمال السيادة الوطنية. وبحلول يوم غد تكون القوات القتالية الامريكية غادرت المدن والبلدات العراقية وفق الاتفاقية الامنية الموقعة بين الحكومة العراقية والحكومة الامريكية في نوفمبر 2008. ووفق تعهدات وبنود الاتفاقية المذكورة يفترض جلاء القوات العسكرية من كامل الاراضي العراقية والذي يفترض ان ينجز نهاية عام 2011. وتحسبا لهذا الرحيل دعا المجلس العراقي للسلم والتضامن الذي وصف يوم الثلاثين جوان بالمحطة التاريخية الشعب العراقي الى مزيد من اليقظة والحذر"لافشال أية اعمال عنف ارهابية وتفجيرات" قد تخطط الجماعات المسلحة في العراث لاحداثها بعد انسحاب القوات الامريكية من عموم المدن العراقية . وترى العديد من الاوساط السايسية والامنية والشعبية في العراق أن الظرف التي يعيشها العراق تلقي ب "مسؤوليات اضافية على جميع القوى في البلد لمواجهة تحديات الامنية والاجتماعية ورسم مستقبل مشرق" للبلاد . كما يرى المتتبعون ان استحقاقات هذه المرحلة والتحديات التي تنطوي عليها وفي مقدمتها العمليات المسلحة التي تصاعدت وتيرتها بشكل كبير تتطلب مزيدا من التلاحم بين أبناء الشعب العراقي على طريق المصالحة الوطنية وتحقيق التوافق الوطني حول جميع قضاياه. وقد أكد وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي وجود خطط متكاملة لحفظ الامن في البلاد حتى نهاية العام تمهيدا لاكتمال تطوير مختلف اركان القوات المسلحة معلنا استكمال استعدادات القوات العراقية لحفظ الامن بعد انسحاب الجيش الأمريكي من المدن إعتبارا من يوم غد. وقال العبيدي في تصريحات اليوم بعد حضوره اجتماع في لجنة الامن والدفاع في البرلمان لمناقشة الاستعدادات لملء الفراغ بعد انسحاب القوات الامريكية أن الوزارة "لديها تصورات كاملة بشأن كيفية تأمين إجراء الانتخابات البرلمانية والاستحقاقات الديمقراطية المقبلة " واصفا يوم الانسحاب الامريكي من المدن بانه يمثل "حالة وطنية مهمة" تجمع أبناء الشعب حولها . أما الجانب الامريكي فانه يرى في توقيت انسحاب القوات الامريكية من المدن العراقية "مناسبا" لان "الامن والاستقرار يسيران فى الاتجاه الصحيح" حسب ما صرح به قائد هذه القوات الجنرال راى اوديرنو. وكانت وزارة الداخلية العراقية قد أعلنت أن قوات الشرطة التي يبلغ عددها أكثر من 500 الف عنصر ستتولى مسؤولية حماية سبع محافظات عراقية تتمتع نسبيا بالامن والاستقرار كاملة لوحدها في حين ستتعاون مع قوات الجيش العراقي في حماية ثمانى محافظات أخرى هي بغداد وكركوك والموصل وصلاح الدين وديالى والانبار وكربلاء والبصرة. وقد اكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء عبد الكريم امس الاحد ان جميع هذه القوات نزلت الى الشارع بثقلها في كل العراق 100 بالمائة لتامين الاوضاع . تجدر الاشارة الى ان وحدات الشغب والشرطة المحلية العراقية اعتقلت أمس 65 شخصا خلال سلسلة من عمليات الدهم والتفتيش نفذتها في منطقة / الضلوعية / شمال بغداد قبل موعد الانسحاب الامريكي من المدن العراقية كعملية استباقية لاعتقال العناصر المسلحة اوالمشتبه بها لمنعها من احداث اضطرابات متوقعة بعد الانسحاب . وتحسبا لهذا الانسحاب قررت وزارة الداخلية العراقية الغاء جميع عطلات قوات الشرطة ووضعها في حالة تأهب قصوى . وبمناسبة الانسحاب الامريكي من المدن و البلدات العراقية سينظم احتفال جماهيري كبيرا الليلة وبرعاية رئيس الوزراء نوري المالكي يحييه عدد من كبار الفنانين والشعراء العراقيين. كما اعلنت الحكومة العراقية الثلاثين جوان يوم عطلة.