تعكف المديرية العامة للأمن الوطني، على إيجاد حلول ميدانية للتخفيف من أزمة السكن التي يعانيها إطارات وأعوان الأمن الوطني، لا سيما ما تعلق منها بالسكن الوظيفي، بحيث سيتم الإستنجاد بعدد من مواقع الشاليهات التي تمت تهيئتها لتسليمها لأعوان الشرطة كحل مؤقت، قبل أن يعاد إسكانهم في سكنات اجتماعية أو السكنات الوظيفية التي يتم استرجاعها . وحسب مصادر أمنية، فقد تمت تهيئة موقع الضفة الخضراء ببرج الكيفان للشاليهات، والذي يضم أزيد من 200 شالي لتسليمها لعدد من أعوان الشرطة العاملين بولاية الجزائر، والذين يعيشون حياة اجتماعية صعبة بسبب أزمة السكن، مع غياب السكنات الوظيفية أو حلول مماثلة، والتي من شأنها تخفيف العبء على أفراد الشرطة الذين يتخبطون في مشاكل معقدة يتقدمها مشكل السكن، الذي يعد من أهم الإنشغالات التي تعكف المديرية على حلها وإيجاد حلول سريعة لها. وتحاول المديرية العامة تخفيف الضغط الذي يعاني منه أفراد الشرطة ولو بحلول مؤقتة، وهو ما استحسنه عناصر الأمن وكوادرها، باعتبار الخطوة هامة وتفتح المجال لحلول أخرى، خاصة أنه وعلى مدار سنوات طوال، لم يستفد أعوان الأمن الوطني من مشاريع سكنية خاصة بهم، ماعدا بعض الحصص السكنية التي عملت المديرية على اقتطاعها لفائدة أعوانها، فيما يبقى السكن الوظيفي أحد أهم المشاكل بسبب غياب أوعية عقارية لإنجازها، مع مشاكل في استرجاعها بعد انتهاء مهام موظفي الشرطة سواء بالتقاعد أو التحويل أو الإقصاء. وكانت ولاية الجزائر قد قامت عشية شهر رمضان المعظم، بترحيل قاطني شاليهات الضفة الخضراء وهي العائلات التي سكنتها عقب زلزال ماي ,2003 ليتم بعدها مباشرة الإتفاق مع ديوان الترقية والتسيير العقاري لحسين-داي، باعتبارها المشرفة على تسيير الشاليهات والوصية عليها لتهيئة عدد من المواقع التي يمكن استرجاعها، والتي تتواجد فيها الشاليهات في حالة مقبولة، حيث تم تخصيص ميزانية من قبل المديرية العامة للأمن الوطني لإصلاح واسترجاع ما يمكن استرجاعه. وقد تم الإستنجاد بمواقع الشاليهات كحل مؤقت، إلى حين تمكن المديرية العامة للأمن الوطني من استرجاع عدد كبير من السكنات الوظيفية بعدد من الأحياء، والتي رفض قاطنوها الإستغناء عنها وإخلائها، على الرغم من استفادتهم من سكنات بصيغ أخرى، فيما رفض آخرون الخروج منها رغم إقصائهم من سلك الشرطة لأسباب مختلفة، وهو ما تعكف على حله المصالح المعنية بملف السكنات على مستوى المديرية. وحسب مصادرنا الأمنية، فإن إقامة أعوان الشرطة في الشاليهات ليست الأولى من نوعها في العاصمة أو بالمدن الأخرى، وكمثال على ذلك إقامة نحو 50 عائلة يعمل أفرادها بسلك الشرطة بشاليهات على مستوى قصر الثقافة وذلك لأزيد من 15سنة، بحيث استغلوا خلو الشاليهات التي كانت تمثل ''قاعدة حياة'' لإحدى الشركات التي عملت في السابق على مشروع بناء قصر الثقافة، ليستغلوها بموافقة من المديرية العامة للأمن الوطني التي لم تتردد في القبول بالوضع، قبل أن يتم لاحقا إسكانهم في سكنات لائقة.