لاقى قرار الحكومة البوليفية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع جوان 1967 ترحيبا فلسطينيا واسعا كونه أعطى دفعا آخر لفكرة دعوة الأممالمتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية دون انتظار نتائج مفاوضات السلام المتعثرة منذ اتفاقيات أوسلو. ورحبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقرار الرئيس البوليفي ايفو موراليس الذي كشف عنه في مؤتمر رؤوساء دول أمريكا اللاتينية وبمواقف كل شعوب ودول أمريكا اللاتينية المناصرة لقضية الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع وحقوقه الوطنية بما فيها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. واعتبرت الجبهة أن توالي الاعترافات بالدولة الفلسطينية ''يعبر عن دعم المجتمع الدولي للشعب الفلسطيني ورفضه للاحتلال وسياساته القائمة على الاستهتار بالشرعية الدولية، كما يكشف ازدواجية المعايير في الدول الغربية ويظهر مدى الحاجة لاستعادة الوحدة وتعزيز صمود ومقاومة الفلسطينيين باعتبارها الشرط لانتزاع الحقوق وتجسيدها على الأرض بالاستقلال والعودة''. كما اعتبرت جبهة النضال الشعبي توالي الاعتراف من قبل دول العالم بالدولة الفلسطينية يشكل ''انتصارا للشعب الفلسطيني'' و''تأكيدا على حقوقه المشروعة والثابتة وأنه بات المطلوب من المجتمع الدولي أن يضغط باتجاه إقامة الدولة الفلسطينية في ظل ما ترتكبه حكومة الاحتلال من جرائم بشعة بحق الشعب الفلسطيني''. وكانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قد رحبت على لسان تيسير خالد عضو مكتبها السياسي بقرار بوليفيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وتعد بوليفيا ثالث دولة بعد البرازيل والأرجنتين تعلن رسميا اعترافها بالدولة الفلسطينية بعد أن كانت عدة دول أخرى قد رفعت من مستوى التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني إلى مستوى سفارة. ويبدو أن الولاياتالمتحدة بدأت ترى في مثل هذه الاعترافات المتلاحقة بمثابة ضربة مباشرة لدورها كراعية سلام في منطقة الشرق الأوسط وتهديدا لمصالحها الاستراتجية في إحدى أغنى مناطق العالم وأكثرها أهمية من حيث موقعها الاستراتيجي في قلب العالم. وهو ما يفسر مسارعة مجلس الشيوخ الأمريكي إلى المصادقة على قرار رفض من خلاله أي مسعى لتكريس قيام الدولة الفلسطينية عبر مجلس الأمن الدولي. وصادق مجلس الشيوخ على قرار طالب فيه إدارة الرئيس باراك اوباما برفع حق الفيتو في وجه أي مسعى في هذا الاتجاه. ووصف غسان الشكعة عضو اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية موقف مجلس الشيوخ الأمريكي ب''إنحياز'' غير مبرر إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي وقال ''انه يتناقض تماما مع مصداقية الإدارة الأمريكية فى دعم جهود عملية السلام بل يضر بالعملية نفسها ضررا بالغاس. وكان عزام الأحمد رئيس كتلة حركة ''فتح'' في المجلس التشريعي الفلسطيني أكد مباشرة بعد إعلان مجلس الشيوخ الأمريكي عن موقفه أن القيادة الفلسطينية مصممة على موقفها بالتوجه إلى مجلس الأمن الدولي ونقل الملف الفلسطيني إلى الأممالمتحدة. وهو الموقف الذي اتخذته السلطة الفلسطينية بعد أن وجدت نفسها محاصرة بواقع ميداني سمته الرئيسية استيطان يهودي لا ينتهي ووعود أمريكية كاذبة وقضية بدأت تضيع وسط حسابات أمريكية-إسرائيلية ضمن معادلة تواطؤ مشبوه. وهي الوضعية التي جعلت منظمة المؤتمر الإسلامي تؤكد أمس أن أنشطة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة ''تقوض بشكل خطير'' الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى استئناف المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني وتسريع عملية السلام. وأبدت المنظمة تأسفها ''لاستمرار إسرائيل في تنفيذ هذه التدابير غير القانونية في ازدراء صارخ لإجماع المجتمع الدولي حول دعوته إلى تجميد جميع الأنشطة الاستيطانية بما في ذلك النمو الطبيعي المزعوم في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بما فيها القدس الشرقية''.