لاقت محاولات الفلسطينيين لانتزاع قرار دولي من مجلس الأمن حول إقامة دولتهم على حدود الرابع من جوان 1967، اهتماما بارزاً حيث اعتبرت أن مشروع إعلان الدولة يزعج الإسرائيليين. وقالت صحيفة «الاندبندنت» :"إن دعوة القادة الفلسطينيين ومنهم الرئيس محمود عباس إلى الاعتراف الدولي بهم أربكت السياسيين الإسرائيليين ومنهم رئيس حكومة الكيان الصهيوني «بنيامين نتنياهو»، الذي استنكرها واعتبرها، محاولة لتجاوز إسرائيل وتهمشيها من خلال الحصول على دعم مجلس الأمن الدولي". ورأت الصحيفة أن المشروع الفلسطيني لإعلان دولتهم "مبتكر" ولن يعتمد على نجاح مفاوضات العملية السلمية المتعثرة أصلا، وأن القادة الفلسطينيين سيسعون باتجاه حشد الدعم داخل أروقة مجلس الأمن للاعتراف بهم دولة مستقلة على الأراضي الفلسطينية على حدود ما قبل جوان عام 1967 عندما احتلت القوات الإسرائيلية الضفة الغربية وغزة، وهي خطوة حاسمة نحو تشكيل حقيقي لتلك الدولة". ونقلت عن مسؤولين فلسطينيين قولهم إنه على الرغم من عدم وجود مواعيد محددة، إلا أن النصف الثاني من عام 2011 سيكون موعدا مناسبا للتحرك باتجاه انتزاع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المقبلة، أي عقب انجاز خطة رئيس الوزراء "سلام فياض" في استكمال هياكل الدولة ومؤسساتها لضمان قيامها على نحو صحيح، وهي خطة يستغرق تنفيذها نحو عامين". وقال مسؤول فلسطيني آخر لنفس الصحيفة إن الدعوة للاعتراف بالدولة هي "آخر محاولة من معسكر السلام الفلسطيني" بعد فشل الولاياتالمتحدة في إقناع الإسرائيليين بتجميد كامل للنشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية. وقالت «الاندبندنت» إن القيادة الفلسطينية "المعتدلة" ترى في هذه الخطوة الأحادية بديل، وخصوصا على المستوى الداخلي، للضغوط الأمريكية المتزايدة عليها لاستئناف تلك المفاوضات مع الإسرائيليين من دون شرط تجميد بناء أو توسيع المستوطنات. وأضافت أن بعض المسؤولين قارنوا الخطوة الفلسطينية بخطوة إسرائيلية مماثلة عندما أنشأت دولة إسرائيل، حيث صدر قرار من مجلس الأمن آنذاك بالاعتراف بها في نوفمبر من عام 1947، ثم بيان الاستقلال الذي أعلنه «ديفيد بن غوريون» في ماي من العام التالي، والاعتراف السريع بها من قبل القوتين العظميين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي. أما صحيفة "التايمز" فكان عنوان مقالها: الولاياتالمتحدة ستحبط طموحات الفلسطينيين بالدولة المستقلة. وقالت الصحيفة إن الفلسطينيين يحاولون اللعب بورقة رابحة سبق لهم أن لعبوا بها عندما أعلنوا دولتهم المستقلة في عام 1988، والذي حظي بموافقة جميع الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة. إلا أن الصحيفة تقول انه لم يتغير شيء على الأرض منذ ذلك الحين سوى اللوحة التي توضع أمام مقعد الوفد الفلسطيني في اجتماعات الجمعية العامة، من مقعد مراقب لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى لوحة تحمل كلمة واحدة هي فلسطين.