قدم الباحث الجزائري قاسم رشيد أستاذ بجامعة فرحات عباس، قسم البيوكيمياء والنباتات الطبيعية مداخلة قيمة خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الأول للصحة الطبيعية الذي احتضنه مخبر الميكروبيولوجيا وبيولوجيا النباتات لكلية العلوم الدقيقة وعلوم الطبيعة والحياة بجامعة مستغانم، بمساهمة مخابر ''ماغ فارم''، حول أهمية زيت الحبة السوداء في استعمالها كمادة ضد الإلتهابات بقاعدة طبيعية، وكذا تأثير المستخلصات الطبية لنبات الحبة السوداء على استجابة الخلايا المتعادلة، وهو البحث الذي أخذ 20 سنة كاملة من عمر الباحث، ''المساء'' تحدثت معه حول هذا البحث العلمي، ومدى ميله للعودة إلى العلاج بالطبيعة. يقول الباحث قاسم رشيد ''المداخلة التي قدمتها للأطباء والمختصين كانت بعنوان ''تثبيط استجابة الخلايا المعادلة وإفراز إنزيم الايلاستاز بواسطة مستخلصات الحبة السوداء'' وهي خلاصة جهود الأبحاث على مستوى مخبر جامعة سطيف، والذي نسعى من خلاله إلى تطوير المركبات الطبيعية الطبية خاصة أن المدة الأخيرة عرفت بحوثا وتوجيهات كبيرة لتطوير الجانب الطبي الطبيعي خاصة أن النباتات ليست لديها أعراض جانبية مخيفة، وقد سعى البحث لتحقيق أهدافه منها تأثير المستخلصات الطبية لنبات الحبة السوداء على استجابة الخلايا المتعادلة وإفراز إنزيم البلاستاز، علما ان الإشكالية العلمية التي دفعتنا للبحث في هذا المجال هي أن هذا الإنزيم يزداد تركيزه على مستوى الإصابة الرئوية ويقوم بتحطيم النسيج على مستوى مكان الإصابة، ومن أهم الطرق العلمية التي وضعناها للوصول إلى الهدف اتباعنا لثلاث خطوات، في المرحلة الأولى قمنا باستخلاص الزيوت الأساسية بطريقة التقطير، أي تقطير الزيوت من بذور الحبة السوداء، ثم قمنا بعملية الفصل في الخلايا المتعادلة التي تمتاز بحيوية كبيرة 95 ، أما المرحلة الثالثة من البحث فقد اتسمت بعملية التقييم وتحديد حيوية الخلايا المتعادلة، ومن خلالها نبهنا إلى أن عملية تحديد التركيز الذي يسبب 50 تثبيط لتفادي التثبيطات المرتفعة والمنخفضة أيضا. وقد أوضحت النتائج تأثير الزيت الأساسي على الهجرة الخلوية، حيث يظهر تثبيط الهجرة الخلوية العادية أو الهجرة الخلوية في وجود مادة الجذب الكيميائي، كما أن التثبيط كان واضحا، ويعتمد على تركيز الزيت الأساسي في الحالة العادية أو في حالة الخلايا التي تنتقل تحت مادة الجذب الكيميائي وتأثير المادة على إنزيمات الانفعال. ويواصل محدثنا قائلا ''وقد وصلنا إلى أن مركبات الزيت الأساسي في ميدان البيوكيمياء الجزيئات الفعالة عبارة عن مثبطات قوية للوظائف الخلوية، ومن بينها الهجرة والإفراز الإنزيمي، وأشارت هذه النتائج إلى أن مركبات الزيت الأساسي أي الجزئيات الفعالة عبارة عن جزئيات مثبطة أوصلتنا أيضا إلى نتيجة أخرى وهي أن الوظائف التي يتم تثبيطها وهي الهجرة والإفراز تتم داخل الخلايا، لأن المركبات من ميزاتها الكيميائية أنها هيدرو مينيتوز أي تدخل عبر الغشاء البلازمي للخلايا، أي أن تأثيراتها داخلية، ووصلنا للنتيجة النهائية، وهي أن المواد المركبة لزيت الحبة السوداء ضد التهابية ويمكن استعمالها كمواد طبيعية، وليس لها أي تأثيرات جانبية''. وأضاف الباحث قاسم رشيد قائلا ''أمنيتي هي أمنية جميع الأساتذة والباحثين وهي أن تطبق النتائج التي نقدمها، ولابد أن تكون إرادة لتطبيق نتائج البحث العلمي الذي تحركه الإرادة السياسية، خاصة أنني أؤيد 100 العودة للطبيعة، فالكثير من الدول الحضارية قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال وأعطت نتائج ايجابية على كل الأصعدة، خاصة أنه لايوجد بها أي تأثيرات ثانوية على الجسم، ونتمنى أن نصل في يوم من الأيام إلى هذا المستوى. وحول السؤال التالي ''هل العقلية الجزائرية تتبنى الطب البديل؟'' رد الأستاذ قاسم ''للأسف الشديد من حين لآخر نسمع ونصل لنتيجة بأن بعض الأطباء لم يؤمنوا بعد بهذه النتائج العلمية، فمن المفروض أن ينصح الأطباء المرضى بالاستعمال العلمي العقلاني المبني على نتائج علمية''-.