لم يجد أنصار مولودية الجزائر الغاضبين على فريقهم أول أمس، عندما خسر نهائي كأس شمال إفريقيا من وسيلة للتعبير عن سخطهم، سوى اللجوء إلى تحطيم كل ماطالته ''أيديهم وأقدامهم'' في المدرجات، وحتى في غرف المراحيض التي طالها التخريب عن الآخر حسب مسؤولي الملعب الأولمبي. لم تكن مباراة أول أمس، عرسا كبيرا مثلما صرح به رئيس فرع كرة القدم في المولودية عمر غريب، حيث خابت كل الآمال في إنهاء المواجهة مثلما تمنى كل الجزائريين، برؤية العميد متوجا، والأكثر من ذلك ''المهزلة'' التي كان أبطالها أنصار الفريق الأكثر شعبية في العالم، تحت أنظار ضيوف الجزائر من رؤساء عدة اتحادات إفريقية لكرة القدم، حيث تفنن ''الشناوة'' في تخريب الكراسي البلاستيكية للملعب، في مشهد استغرب له كل الحاضرين في الملعب بمن فيهم مسيرو وأنصار النادي الإفريقي التونسي، خاصة وأن المضمار امتلأ بالكراسي المحطمة. ورغم أن عناصر الأمن الوطني تعاملت بحكمة مع الجماهير ''الهائجة'' إلا أن تهاطل الكراسي على المضمار استمر لمدة فاقت الربع ساعة، وتحولت الفرجة من الميدان إلى المدرجات في مشهد يعبر عما آل إليه وضع الكرة الجزائرية. وصرح مالك قاية، مدير الملعب مباشرة بعد نهاية اللقاء ''المشؤوم'' أن الخسائر كانت كبيرة جدا، كاشفا أن أنصار العميد لم يتوانوا أيضا عن تخريب المراحيض بالكامل تقريبا، مقدرا حجم الخسائر بالملايير، حتى قبل تقييمها بشكل نهائي. وحسب مدير الملعب فإن عميد الأندية الجزائرية مطالب بإيجاد ملعب له مستقبلا لأن إدارة ملعب 05 جويلية قررت أن تغلق أبوابها في وجه الفريق، بعد الذي حدث، كما أن إدارة غريب وعمروس، مطالبة بتعويض إدارة الملعب عن الخسائر التي تسبب فيها الأنصار. ولم يستبعد مالك قاية حرمان العميد حتى من الاستقبال في ملعب الرويبة الذي تنوي المولودية مواجهة ضيوفها فيه مستقبلا. متاعب بطل الموسم المنصرم، لن تتوقف عند هذا الحد بل أن عقوبات صارمة تنتظره في الساعات القليلة القادمة، من قبل اتحاد شمال إفريقيا، والاتحادية الجزائرية لكرة القدم، خاصة بعد حملة السب والشتم التي تعرض لها محمد روراوة طيلة أطوار المباراة.