ما تزال تداعيات أزمة اتحاد الكتاب الجزائريين تلقي بظلالها على واقع الساحة الثقافية الجزائرية، فبعد أن فقدت هذه الهيئة الحياة بسبب صراعات على كرسي القيادة وصلت القضية إلى المحاكم· عادت صراعات اتحاد الكتاب إلى الواجهة مؤخرا، بعد أن عاشت نوعا من السبات أقرّته محكمة سيدي امحمد قبل عامين بإصدارها حكما ابتدائيا يؤكّد شرعية مؤتمر سكيكدة ليعود التوتر من جديد، بعد أن ألقى عبد العزيز غرمول المنشفة وأعلن انسحابه من على كرسي العرش المهزوز، بحجة عدم قدرته على أداء مهمته، ليتم انتخاب الشاعر يوسف شقرة من عنابة خلفا له··· وبعد الاستقالة بأيام، أصدر المجلس الوطني للدولة قرارا نهائيا، يؤكّد بطلان مؤتمر سكيكدة قانوناً وبالتالي بطلان كل ما ترتب عنه وبإلغائه، هذا القرار أكّد شقرة خليفة غرمول المستقيل جهله به وعدم إشعار الاتحاد بحيثياته، مقرا بالامتثال لقرار العدالة والخضوع لأحكامها، لكن بعد ماذا؟· وبالمقابل، ما يزال عز الدين ميهوبي متشبّثا بشرعية مؤتمره متأسّفا من على كرسي الإذاعة الجزائرية على ما آل إليه أمر الاتحاد، رغم أنّ بداية الأزمة كانت في عهدته، عندما رفض قرار سحب الثقة الصادر في حقه ودخل في تناحر مع المجلس واللجنة التحضيرية للمؤتمر التاسع التي بادر بحلّها، قبل أن ينادي إلى مؤتمر استثنائي عقد بين ليلة وضحاها رفع عبد العزيز غرمول إلى كرسي الرئاسة، رغم الزوبعة الكلامية والشكوك المحيطة بشرعية المؤتمرالمنعقد بسكيكدة والمستندة إلى ارتكاب المؤتمر لأخطاء قانونية فادحة - حسب الطرف المنشق - بتجاوزه للنصوص القانونية المنظّمة لسير الهيئة من جهة وللمجلس الوطني المنتخب، في مراهنة واضحة على جملة عناصر منها المفاجأة والسرعة والأمر الواقع· ومن جهته، أقرّ غرمول بعد عامين ونصف من الحلم ، أنّه لم يقبل رئاسة الاتحاد "إلاّ بعد الإلحاح عليه رغبة في النهوض باتحاد الكتاب الجزائريين من كبوته ومن صراعات قيادته السابقة "، رغم أنّ هذه الهيئة لم تحرّك ساكنا خلال عهدته ولم تحاول حتى حلّ المشكل سلميا بين الكتّاب حفظا لماء الوجه ولكرامة الكتاب التي جرجرت في المحاكم· مضيفا أنّ " ثقة الكتاب فيه وقتها مثلت له موقفا لكتاب يتميّزون بنظافة اليد وحسن النوايا"، وهو نفس ما يكرّره اليوم خليفته شقرة، الذي أكّد أنّ قبوله لهذه القيادة الهشّة جاء استجابة للثقة التي منحها إياه المجلس الوطني والأمانة العامة للاتحاد···!! لكن كلّ هذه الشعارات الواهية يكذّبها الواقع الذي يكشف عن تناحر كتّاب حول كرسي يفترض أنه وضع لخدمة الكتاب والمبدعين···