وفقت مولودية وهران في قمتها ضد شباب قسنطينة برسم الدور الثاني والثلاثين من كأس الجزائر، وخطفت بطاقة الترشح للدور القادم من نفس الملعب (الشهيد حملاوي) وبثلاثية من توقيع بلايلي وبراجة (هدفين)، وأعادت بالتالي نفس سيناريو .1996 وبغض النظر عن الأداء الذي غالبا ما يغيب في منافسة الكأس، فإن ترشح المولودية الوهرانية يراه محبوها على أنه بداية لعودتها إلى تلك السنوات الزاهرة والتقاليد التي تميزت بها، حيث كانت دائمة التواجد في الأدوار المتقدمة، وأحيانا تنجح في مخاطبة ود السيدة الكأس، قبل أن تنقلب الأوضاع وتحل محلها أخرى عجاف، مل فيها هؤلاء الأنصار رؤية فريق خائر القوى أضعفته مشاكل من صنع أبنائه، فحتى وإن برز في حين، فإن ذلك لا يعدو أن يكون استثناء والشجرة التي تغطي الغابة، والفترة الحالية لا تخرج عن هذا النطاق حسب متتبعي شأن الفريق الوهراني الأول. فتألق تشكيلة المدرب شريف الوزاني في النصف الأول من البطولة، يغطي تصدعات في البيت الحمراوي، كان يتوقع أن تأتي عليه كلية في أي وقت، أمام كثرة التحركات المناوئة للرئيس الحالي الطيب محياوي، وكثرة الإشاعات التي أقالت هذا العضو، كما حدث مع العربي عبد الإله رئيس فرع كرة القدم، الذي قيل عنه أنه سئم الأوضاع داخل الفريق وقرر الاستقالة للنأي بنفسه عن مزيد من التعفن، ليتبين أنه لا أساس لصحة ذلك بتأكيد من المعني بالأمر، الذي قال ل''المساء '': ''لقد دهشت كثيرا لما سمعت بإشاعة استقالتي من مولودية وهران، وزادت دهشتي أكثر لما اتصلت بي لجنة العقلاء عارضة علي رئاسة المولودية في المستقبل القريب خلفا للرئيس الحالي محياوي إن أنا أدرت له ظهري وساهمت معهم في خلعه، وكل هذا حدث لما تغيبت عن التداريب ليومين كنت بحاجة ماسة إلى الراحة فيهما لا أكثر ولا أقل، والدليل على بقائي هو تنقلي مع التشكيلة إلى قسنطينة لمقابلة الشباب المحلي برسم منافسة الكأس''. أما بشأن الأموال التي يدين بها للمولودية، وما قيل من أنه ينتظر فقط استردادها لينسحب بعدها، رد قائلا : '' هذا كلام عار عن الصحة، والرئيس محياوي وأعضاء المكتب يعرفون أنني أقرض الفريق كل مرة يكون فيها في ضيق ولا يتوفر على السيولة المالية، وبعد أن تنفرج ضائقته أسترد أموالي بشكل عادي وطبيعي، وسواء أدين للفريق ب500 مليون سنتيم أو أكثر من هذا المبلغ أو أقل منه، فواجبي الوقوف مع المولودية في وقت الضراء كالسراء ''. أما عن الهدف من كل هذه الإشاعات و''التخلاط ''، فقال عبد الإله : '' النية واضحة لدى من يسمون أنفسهم بالمعارضة، وهي ضرب استقرار الفريق لما لمحوا نجاحه في منافستي البطولة والكأس، فأرادوا الاصطياد في المياه العكرة والاعتماد على وسائل دنيئة للنيل من المولودية، التي قاست كثيرا بفعل هذه التصرفات والسلوكات، وأخرتها لسنوات عن ركب الفرق القوية حتى صارت أضحوكة الوسط الرياضي في بلادنا، فهؤلاء لم يحفظوا الدرس جيدا ويريدون العودة بنا إلى ذلك السابق الأسود ''. أما عن تأهل المولودية والقمة المرتقبة ضد الجارة في الدور القادم، رد محدثنا : '' ترشحنا على شباب قسنطينة كان مستحقا، وقد أفادتنا خبرتنا وأداؤنا البدني في تجاوز خصمنا، الذي أشكر جمهوره ولاعبيه ومسيريه على حسن الاستقبال.أما المباراة القادمة ضد جيراننا من جمعية وهران، فأنا متأكد أنها ستكون عرسا كرويا يعود بنا إلى تلك المواجهات القوية والشيقة بين الفريقين التي كانت تشد ليس أنظار الوهرانيين فحسب، بل وكل الرياضيين الجزائريين المحبين للعب الجميل ''.