تستعد العائلات الوهرانية لاستقبال مناسبة جديدة، وتتعلق بحلول رأس السنة الأمازيغية والمصادفة ليوم 12 يناير من كل سنة، حيث يكثر الإقبال على اقتناء المكسّرات بأنواعها المختلفة وكذلك الحلوى والفواكه، مما أعطى هذه الأيام حلّة جديدة لأسواقنا وجعلها مزينة بديكور مزركش بجميع أصناف الحلويات والمكسرات. وللتعرف عن قرب على أسعار هذه المواد قصدنا سوق الأوراس (لاباستي سابقا) بوسط مدينة وهران الذي كانت أسعار المكسرات به مرتفعة الثمن، حيث بلغ سعر التين المجفف 240 دج للكيلوغرام الواحد، أما عن سعر ''الراع'' فقد تراوح ثمنه ما بين 600 و700 دج، أما الفستق فثمنه بين 100 دج و180 دج للكيس الواحد باختلاف الوزن والنوعية، أما عن سعر الجوز فقد اختلفت أسعاره ما بين 440 و480 دج للكيلوغرام الواحد، فيما بلغ سعر البكار 600 دج للكيلوغرام الواحد، أما عن ثمن ثمرة شجر البلادر الأمريكي فقد وصل سعره ل800 دج للكيلوغرام الواحد، علما أن هذه المناسبة لا تخلو مائدتها من الحلويات، إذ يتراوح سعر الحلويات الشرقية مثل حلوة الترك ما بين 150 دج و200 دج حسب النوعية والوزن، فيما تراوحت أسعار الشوكولاطة ما بين 100 دج و400 دج بين ما هو محلي ومستورد. كذلك تعرض للبيع سلال خاصة بخليط من هذه المكسرات، بالإضافة إلى الحلويات والشوكولاطة وهو ما يطلق عليه بالعامية عندنا اسم ''المخلط''،علما أن وزن السلة يتباين ما بين 500 غ و1كيلوغرام يتراوح سعر المخلط ذي وزن 1كيلوغرام 250 دج. كما تأخذ الفواكه والتمور حصتها من مقتنيات المناسبة، مثل التمر الذي قدر ثمنه ب200 دج للكلغ الواحد، فيما بلغ سعر الموز 120 دج، أما عن سعر فاكهة التفاح فقد تجاوز 200 دج للكيلوغرام الواحد، فيما بلغ سعر مادة الأناناس المعلبة من 40 دج بالنسبة لأصغر علبة إلى غاية 800 دج بالنسبة لأكبرها. وقد أجمع معظم المواطنين ممن التقيناهم يشترون أغراض مناسبة الناير على أن العادة هي التي تدفعهم لذلك بعد أن توارثوها عن الأجداد بالرغم من ارتفاع الأسعار، لكنهم يعتبرونها فرصة ليجتمع فيها الأهل والأقارب على مائدة متنوعة، وللأطفال الصغار ككل مناسبة دور كبير في إرغام الكثير من العائلات محدودة الدخل التي تضطر للاحتفال بمناسبة الناير لما يخلفه جو المناسبة من غبطة لهؤلاء الأطفال. ولمعرفة سعر تلك المواد لدى تجار الجملة المتمركزين بشارع معسكر المقابل لحي المدينةالجديدة، وجدنا أن الأسعار به هي الأخرى مرتفعة مقارنة بالسنة الماضية، حيث تراوح سعر الفول السوداني بسوق الجملة بين 200 دج بالنسبة للنوع الصيني و210 دج بالنسبة للمحلي، أما عن ثمن البكار فقد بلغ بالنسبة للنوع المتوسط 550 دج للكلغ الواحد، أما ذو النوعية الجيدة فقد وصل ثمنه إلى 800 دج، علما أن البكار هو نوع من المكسرات يشبه الراع، وبلغ سعر الراع 580 دج للكيلوغرام، أما عن نوع المخلط والذي يحتوي على مكسرات من النوعية الجيدة فقد وصل سعره 450 دج ووصل سعر 500غ من الحلويات الشرقية 300 دج، وحلوة الدراجي المصنوعة من اللوز ثمن الكيس منها من 460 دج إلى 500 دج والمتكونة من مادة الفول السوداني 165 دج فيما وصل سعر التين اليابس من النوعية الجيدة 260 دج، والمتوسطة ما بين 220 دج و250 دج أما النوعية الرديئة منه فقد وصل ثمنها إلى ما بين 100 و130 دج. وقد أرجع أحد تجار الجملة غلاء الحلويات إلى ارتفاع أسعار السكر أن هذه المواد تصنع، بل ويعتمد في صناعتها على مادة السكر ولا يقتصر إقبال المواطنيين على تلك المواد فقط، بل حتى الفول اليابس والقمح كان لهما جانبا من التوافد، وذلك بغية تحضير أكلة شهيرة يطلق عليها عندنا اسم الشرشم، وهي عبارة عن خليط من الفول اليابس والقمح والحمص وقد بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من مادة الفول اليابس 400 دج والقمح ب 60 دج للكيلوغرام الواحد و140 دج للحمص. وتبقى الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية أو ما يسمى عندنا ب''الناير'' في دول شمال إفريقيا تتمثل مراسيمها بالخصوص في إحضار وجبة عشاء مميزة عن باقي الأيام الأخرى، وذلك تيَمُنا بسنة فلاحية جيدة، وتكون الوجبة في الغالب الكسكسي بالدجاج، كما يتم إعداد طبق الشرشم فضلا عن تحضير أطباق من المكسرات، كما تتميز الاحتفالات بطقوس محلية عديدة تختلف باختلاف المناطق. وتفيد المعلومات بأن الأمازيغ لا يأكلون اللحم في هذه المناسبة ولا يغسلون أغراضهم التي تخص الطبخ، والاعتقاد السائد هو أن البركة ستحط عليهم إذا تركوا أغراض الطبخ دون غسل، ويعتمدون في هذه المناسبة على أنواع كثيرة من البقوليات، كما يمكنهم طبخ الكسكسي دون استعمال الحساء، بل يتم غمر الكسكسي باللبن فقط اعتقادا منهم أن هذه السنة الجديدة ستكون صافية مثل لون اللبن. فالتقويم الأمازيغي هو التقويم الذي اعتمده الأمازيغ منذ أقدم العصور، وهو مبني على النظام الشمسي ويعتبر رأس السنة الفلاحية هو رأس السنة الأمازيغية عندهم-.