إزدادت حمى التهافت على المكسرات في الأيام الأخيرة لرمضان بشكل غير معتاد من قبل المواطنين مما خلق إختلالا في ميزان العرض والطلب لا سيما في مادة الفول السوداني التي أصبحت المطلب رقم واحد وقد نجم عن ذلك فقدانها عند بعض بائعي الجملة بعدما قاموا ببيع كل مخزوناتهم من هذه المادة المطلوبة بكثرة لصناعة الحلويات والتي بيعت بسعر معقول تراوح بين 170 و180 دج للكيلوغرام من الفول السوداني المنزوع اللحافة وما بين 150 و160 دج بالنسبة لغير ذلك. ولعل الإقبال الكبير من لدن بائعي الحلويات الشرقية وأصحاب المخابز على إقتناء »الكاو كاو« بشكل مكثّف مع تزايد الطلب عليه من قبل ربّات البيوت لصنع حلويات العيد فهو السبب المباشر في ندوة الفول السوداني، وإختفائه من بعض محلات تجار الجملة وقد استغل الإنتهازيين الفرصة من أجل رفع سعره خلال الأسبوع الأخير من هذ الشهر الفضيل نظرا لكثرة الطلب، وفي المقابل العرض كان محتشما بمحلات بيع الجملة بالمدينةالجديدة إلى درجة أن بعض الباعة، بحي »صنانيص« أكدوا لنا أنهم لم يقننوا هذه المادة الضرورية في المناسبات نظرا لزيادة أسعارها بأسواق الجملة بسوق حي »السمار« الشهير بتجارة المكسّرات المستوردة بالعاصمة، مؤكدين بأن هناك أيادي خفية تتحكم في أسعار ترويج هذه المواد الغذائية في المناسبات والتي وصفوها بالأسعار المناسباتية، ومن الباعة من أكد لنا أمس على أن النوعية المتداولة بالأسواق جيّدة مقارنة بالسنة الفارطة وهو ما يفسر ارتفاعها في السعر، سيما »الكاو كاو« الذي تتعدى أصنافه لذا يختلف سعره من محل لآخر، ناهيك على أن تجار الجملة، درجات كل واحد حسب إمكانياته وهو ما يعني أن الذين تغاضوا على تسويق المكسرات مع اقتراب مناسبة عيد الفطر المبارك. غير قادرين على إقتنائه بالأسعار المعروضة بنقاط التوزيع، والتي يفرضها المستوردون وزيادة على تزامن شهر رمضان مع فصل الصيف الذي تكثر فيه الأعراس، والأفراح ويكثر فيه الطلب على كل أنواع المكسّرات الضرورية في تحضير الحلويات الشهية والأطباق الحلوة. وبالمقارنة لرمضان الفارط فإن سعر " الفول السوداني" إرتفع نسبيا حيث بلغ 250 دج للكيلوغرام عند بائعي التجزئة وما بين 200 دج و220 دج بالنسبة "للكوكاو" المحتفظ بلحائه، أما الفستق لقد تربع على عرش المكسرات ونافس في بدابة هذا الشهر سعر الجمبري إلى درجة أنه بيع بسعر 3000 دج عند بائعي التجزئة بسوق المدينةالجديدة وتراجع نسبيا إلى أن وصل إلى 1900 دج للكيلوغرام في أواخر الشهر وب 1700 دج عند تجار الجملة أما اللوز تداول أمس بسعر 800 إلى 1000 دج للكيلوغرام الواحد... والبندق ب 780 دج للجملة و 800 دج بأسواق التجزئة. كما عظم شأن "نواكاجو" الذي دخل قائمة المكسرات المطلوبة في تزيين الحلويات وتداول بسعر 900 دج للكيلوغرام. وحسب الباعة فإن الأرباح التي يجنونها من تسويق المكسرات في شهر رمضان أو في المناسبات عموما تراجعت هوامشها ولم تتجاوز 10 دينار عند تجار الجملة وتراوحت ما بين 15 و 20 دج بمحلات البيع بالتجزئة في الوقت الذي سجل فيه فارق كبير في ترويج مادة الفول السوداني على وجه الخصوص الذي تضاعف ثمنه بزيادة 100 دج للكيلوغرام الواحد مقارنة برمضان الفارط الذي روج به بسعر أدنى وصل إلى 120 دج للكيلوغرام مع أن النوعية المعروضة بالأسواق حاليا جيدة على إعتبار أنها مستوردة من بلدها المنتج البرازيل أو الأرجنتين وكذا الصين. وما جعل أيضا الإقبال كبيرا على إقتناء الفول السوداني بعدما تعذر على ربات البيوت شراء الأنواع الأخرى من المكسرات كالفستق والجوز كما جعل العرض محتشما مقابل الطلب الزائد خصوصا في أواخر هذا الشهر، الأمر الذي جعل بعض الباعة يراجعون أمس سعر الفستق الذي هبط منذ يومين إلى 1500 دج للكيلوغرام أي نصف السعر الذي تداوله الباعة في بداية الشهر وأرجع التجار إلى تكدس هذه المادة التي تحتمل التخزين مطولا ... وهو عامل ساعد على نفاذ مخزون " الكوكاو" ببعض محلات البيع بالجملة وإرتفاع سعره بالأسواق الموازية في الأسبوع الأخير من رمضان وهو ما جعل بعض التجار يخفضون الكميات المعروضة للبيع ويقتنون المكسرات بنسب محدودة.