تدعم العديد من المكتبات المتواجدة بمختلف ربوع الوطن التلاميذ المتمدرسين من خلال جعل الكتب المطلوبة تحت تصرفهم لمساعدتهم على فهم ما استعصى عليهم فهمه، بل وتقوم بعض المكتبات الأخرى من خلال العاملين بها من المربين على تلقين الأطفال بعض الفنون في كيفية تحرير بعض البحوث، وكيفية البحث على شبكت الأنترنت. ولعل مكتبة ديدوش مراد التابعة لمؤسسة فنون وثقافة واحدة من بين هذه المكتبات التي تعتني بالطفل خلال الموسم الدراسي وتعد له برنامجا ثريا ومتنوعا خلال العطل المدرسية. عاد الأطفال مؤخرا إلى مقاعد الدراسة بعد عطلة دامت خمسة عشر يوما، ولأن البعض منهم كان لديه احتكاك كبير بالمكتبات رغبت ''المساء'' في الاطلاع على الدور الذي تلعبه بعض المكتبات في إثراء الموسوعة الفكرية للطفل، وذلك من خلال القيام بزيارة ميدانية لمكتبة ديدوش مراد الواقعة بالعاصمة، حيث دردشنا أولا مع الآنسة راضية شيكيرد المكلفة بإدارة شؤون المكتبة. وحول دور المكتبة في مساعدة الأطفال خلال الموسم الدراسي حدثتنا قائلة ''حتى نجعل الاستفادة عامة فتحنا أبواب المكتبة خلال العطلة الشتوية لكل الأطفال الراغبين في الدخول والاستفادة مما تؤمنه المكتبة من نشاطات وبرامج متنوعة، ولأننا متعودون على العمل مع الأطفال ونعرف جيدا ما الذي يحبون القيام به وما هي الأشغال التي يرغبون في إعدادها، برمجنا نشاطات المكتبة وكيفناها حتى تلبي احتياجات كل الوافدين عليها، فمثلا خلال الموسم الدراسي يقصدنا الأطفال طلبا للمساعدة عند القيام ببعض البحوث التي يجدون فيها صعوبة، خاصة عندما يتعلق الأمر بمصدر المعلومة، ولأننا نعمل مع مربين نوكل إليهم مهمة الإشراف على مساعدة الأطفال من خلال توجيههم إلى مصدر المعلومة، سواء بالبحث في الكتب أو من خلال الاطلاع على شبكة الأنترنت تحت إشراف المربين حتى لا يسمح للأطفال بالدخول على بعض المواقع الممنوعة''. من ناحية أخرى قد يرغب الطفل في استعارة بعض الكتب إلى منزله، فنمكنه - تقول المتحدثة - من أخذ ما يشاء من الكتب التي تساعده في فهم بعض دروسه أو تنمي لديه حب المطالعة، وفي هذا الخصوص تحديدا ''لدينا ورشة خاصة بالكتابة والمطالعة، حيث يقومون بقراءة القصص ثم يقومون بإعادة صياغتها بأسلوبهم الخاص، هذه الطريقة تساعدهم على تقوية ملكاتهم اللغوية، كما تساعدهم على التحكم في أساليب التحرير بصورة سهلة ويسيرة، ولا يقتصر الأمر على إعادة الصياغة، بل إن البعض منهم يقوم بتشكيل رسومات تعكس ما قاموا بقراءته وفهمه، ناهيك على أن المكتبة تؤمن للأطفال الوافدين عليها جوا من الهدوء يساعدهم على مراجعة دروسهم بمساعدة المربين عند اقتراب موعد الامتحانات حيث يكثر عدد الأطفال الوافدين على المكتبة. من جهة أخرى كشفت ذات المتحدثة عن بعض المشاريع القارة التي تنوي المكتبة إدراجها ضمن نشاطاتها، والتي تصب دائما في مصلحة الطفل والمتمثلة في تمكين الطفل من الكتابة على جهاز الكمبيوتر والاطلاع على بعض تقنيات'' النت''، لاسيما وأن العصر اليوم هو عصر التكنولوجيا، الأمر الذي يفرض علينا - تقول - إعداد جيل واع يجيد لغة التعامل مع أجهزة الكمبيوتر في سن مبكرة، وهي السن التي تكون فيها للطفل قدرة كبيرة على استيعاب كل ما يقدم له. كما أشارت راضية إلى الوجه الآخر الذي تؤمنه المكتبة للأطفال، وهو عموما الجانب المفضل لهم، والذي من خلاله يتسنى لهم إفراغ طاقتهم الزائدة والتعبير عن ما يختلج بداخلهم من مواهب دفينة تبحث عن من يكتشفها، لاسيما وأن المكتبة تؤمن للأطفال العديد من الورشات كورشة الأشغال اليدوية وورشة للرسم والتلوين وكذا ورشة للبستنه وورشات للغناء والمسرح. ونحن ندردش مع الآنسة راضية لاحظنا امتلاء المكتبة بالأطفال المتعودين على القدوم إليها، وكذا من الذين يقصدونها لأول المرة، دفعنا الفضول لمعرفة ما الفائدة التي يجنيها الأطفال من خلال مواضبتهم على زيارة المكتبة فكانت البداية مع البرعمة الصغيرة خديجة هديا البالغة من العمر سبع سنوات، حيث حدثتنا قائلة ''أحب كثيرا القدوم إلى المكتبة من أجل المطالعة، ولأقوم بالرسم والأشغال اليدوية وأتمنى أن أنجح في دراستي وأصبح طبيبة في المستقبل''، بينما حدثتنا الطفلة أمال عبدي قائلة ''أحب المجيء إلى المكتبة لأن المربيات يساعدونني في فهم بعض الدروس التي لا أفهمها، كما أحب أيضا أن آتي كي أتعلم الكثير من الأشغال اليدوية'' بينما حدثنا محمد رضا أنيس البالغ من العمر تسع سنوات قائلا ''تساعدني المكتبة على إنجاز بحوثي، كما أني أتمرن مع المربيات على أداء بعض الأغاني والأناشيد لأني أحب الغناء'' .