في كل سنة يتكرر سيناريو الايام الصعبة التي تعيشها كرة القدم بولايات الجنوب الغربي، من خلال الصورة التي تعكس النتائج السلبية وما تؤول إليه المستديرة، خاصة بالولايات الثلاث، بشار، تندوف، أدرار، ففي كل موسم تسفر المنافسة على احد الفرق الصاعدة من الجهوي الثالث الى قسم ما بين الرابطات، بعد معارك كروية حامية الوطيس خلال الموسم الكروي. فكلما صعد احد الاندية، نزل النادي الذي توج بلقب البطولة الموسم الفارط من القسم الجهوي برابطة بشار وعاد الى حظيرة المنافسة الاولى، فلم يسجل لحد الآن صعود احد الاندية التابعة لرابطة بشار الجهوية إلى القسمين الثاني أو الأول، او حتى استقراره والمحافظة على مكانته ضمن مجموعة ما بين الرابطات، رغم التاريخ الحريق لكرة القدم بولاية بشار، خاصة اذا ما تعلق الأمر بأمجاد الوفاق البشاري ومسيرته مع هذه اللعبة، أو فريق اتحاد ذوي منيع الذي أنجب الكثير من الكوادر وكبار الاسماء التي وقعت في دفاتر الإتحاد الذهبي بخير من الأناقة واللوحات الفنية المرسومة في ملاعب وهران وسعيدة وغيرها من الملاعب، التي خاض فيها اتحاد ذوي منيع مباريات في سنوات العطاء، قبل أن تعصف ريح العجاف بمستقبل النادي فتسقط ورقات الامل، ويبدأ مسلسل الخذلان مع المتاجرة بلقاءات حاسمة، لكي لا تبقى إلا ذكرى تلك المباريات معلقة في اذهان انصار الفريق. فقد شهدت السنوات الماضية تناوب اربعة فرق على الصعود.. الوفاق البشاري، وإتحاد بشار لنادي اتحاد تيميمون بأدرار، بعدما خسر على ارضه وأمام جمهوره بهدفين مقابل هدف، في مقابلة أذهلت الجمهور الحاضر آنذاك بمستواها وطريقة تسجيل الاهداف من قبل فريق اتحاد تيميمون، حسب متتبعي اللقاء من انصار الفريق المضيف. وعاد فريق اتحاد تيميمون هذا الموسم، ليسجل هبوط غير مسبوق حيث خرج من المنافسة بدون رصيد، ليعيد سيناريو الرحلة ما بين الرابطات حسب تعليق احد الانصار، ليظفر فريق »شباب الساورة« المريجة بلقب هذا الموسم، ويسجل صعوده لأول مرة إلى قسم ما بين الرابطات بعد منافسة كانت على أشدها، خاصة بين انصار الاندية المنافسة، أين تم معاقبة الكثير من الاندية لتلعب دون جمهور بسبب الشغب الذي كان يلازم جل مباريات الدوري، فيطرح لدى متتبعي كرة القدم العديد من التساؤلات، هل سيشد شباب الساورة الرحال إلى موسم يشبه بصورة قريبة المواسم التي رحل إليها الوفاق والإتحاد؟ أم سيجد ضالته هناك ويعكس الصورة الاخرى لكرة القدم في ولايات الجنوب الغربي. فالمستديرة في الجهة الجنوبية لغرب الجزائر، تحتاج في نظر المحللين إلى مراجعة جذرية لعوامل النهضة بكرة القدم، بداية من توفير السيولة اللازمة، وصولا إلى التعاقد مع مدربين أجانب لهم خبرة واسعة، من شأنها أن تساهم في دفع عجلة الثقافة الكروية إلى الامام، وإقحام لاعبين من مستويات اعلى داخل المنافسة في الجهوي، وتعطي لونا مغايرا للمنافسة في الجنوب. فقد لانحتاج إلى عصا »الشيخ سعدان« السحرية، او قدم زياني وحنكة بورة لننافس على الصعود للقسمين الأول والثاني أو الكأس، بقدر ما نحتاج إلى إنشاء مدارس تهتم بصقل المواهب الكروية، واكتشاف الطاقات والقدرات لدى هواة المستديرة والعمل على صناعة اللاعب الذي يمتاز برؤية مستقبلية وثاقبة، بعيدا عن »الوجهية« والعرقية واحتكار الاندية.