عرفه الجمهور الواسع بأدائه المميز للأغاني التي تصنع بهجة الأفراح والحفلات الجزائرية وعلى رأسها »جات الشتاء جات لرياح« و»فريق العاصمة«، كما عرفه رواد الأعراس الشعبية في القصيد، حيث غنى لكبار شيوخ الفن الشعبي، ويستعد لضم صوته الى الأصوات التي سجلت »كوفري« أو صندوق التراث الجزائري، إنه المطرب مراد جعفري الذي استضافته ''المساء'' بهذا الحوار: ''المساء'' : بداية نرحب بك ونسأل كيف هو حال الشعبي؟ مراد جعفري : الحمد لله الشعبي دائما بخير بجمهوره ومحبيه ومبدعيه، وهو في حالة عودة قوية الى الأصل، خاصة أن الأعراس الجزائرية مؤخرا سجلت عودة الى قعدات زمان، حيث أصبحت العائلات تفضل أن تقيم الأعراس في سطح البيت وحتى القعدات وسط الأحياء الشعبية بغرض الاستماع للقصائد الشعبية في أجواء من نفح الماضي. يبدو أنك نشطت الكثير من الأعراس على هذه الشاكلة؟ بالفعل، لقد نشطت الكثير من الأعراس على هذه الشاكلة المهربة من الماضي الجميل، وأذكر منها عرسين بباب الزوار وبالضبط في حي 5 جويلية، كانت أعراسا رائعة تركت أثرا كبيرا على مستوى الحضور وحتى في نفسيتي. ما رأيك في الأصوات الجديدة التي سطع نجمها في فضاء الشعبي على مستوى الكلمات والألحان والأداء؟ صراحة، الشعبي يبقى دائما نفسه سواء ذاك الذي يؤديه المطربون المغمورون أو المعروفون، لأن الكل يعتمد على القصائد التراثية التي ألفت منذ قرون، كونه ذو قاعدة أساسية وتربوية، فالكثير من الأشخاص تعلموا الكثير من القصائد، ومن المطربين الجدد من يستلهم من التراث، كما أن العرس الجزائري خاصة يتطلب القصيد مثل التعليلة في المدحات، فإذا لم نسمع للأغنية »رانا جينا« كما لو أننا لم نستمع أي شيء، والجدير بالذكر أن البرنامج الذي يضم الطقطوقات فقط ممل ولا يستقطب الجمهور لكن القصيد يلم الشمل ويبقى الحضور لنهاية الحفل أو العرس. إذن أنت تراعي هذا الجانب في برنامجك؟ طبعا فالشعبي أيضا لديه أسسه وغالبا ما أبدأ بالأنصرافات والتوشية أو التوشيحة وهي قواعد هامة. منذ مدة لم تتحفنا بعمل جديد، هل هو إرجاء أم تأخر؟ صراحة هو تأخر بالفعل، فمنذ 2003 لم أقدم ألبوما، وأنا شخصيا أتساءل عن السبب رغم أنني أعيش جملة من المعطيات التي حالت دون تقديم الجديد، على غرار البرنامج الكثيف للأعراس والحفلات، مما يحول دون التركيز في ذلك الأمر، كما أن هناك أمرا آخر جد هام وهو أن الفنان كلما تقدم به العمر، يحاول تقديم عمل فني جيد يراعي من خلاله كل الجوانب، كما أن عنصر الإلهام ليس حاضرا في كل وقت. هل هذا معناه أنك تعتمد على ذاتك في كتابة الألحان والكلمات؟ في الواقع ليس بالضرورة أن تفعل كل هذا بمفردك لكن قد تكون لديك فكرة وتطرحها على مؤلف أو ملحن لتصبح قصيدة أو طقطوقة جاهزة، لكن أحيانا أحضر طقطوقات وألحنها بمفردي، لكن هذا لا يمنع أن تبحث عن مختص في الميدان لديه أفكار وإبداع، قد يتبنى فكرتك ويقدمها في أحسن حلة. من بين الملحنين وكتاب الكلمات الموجودين، مع من تحب التعامل؟ صراحة لم أتعامل مع أي اسم حتى الآن، لكن أتمنى أن أتعامل مع بعض الأسماء في ألبومي الجديد، منها ياسين أوعابد، خالد سفيان، كمال شرشار، وهناك أيضا أسماء غير معروفة إلا أنها مبدعة فعلا. هل تفكر في تسجيل صندوق تراثي، وهل عرضت عليك الفكرة؟ صراحة لم يقترح علي الأمر، لكن صراحة سأكون سعيدا جدا وعلى أتم الاستعداد لتسجيل ألبوم تراثي، خاصة أن الجمهور لا يعرفني في القصيد، بل يعرفني في الطقطوقة فقط، وسيكون تسجيل صندوق تراثي فرصة لمعرفة قدراتي الفنية في هذا المجال. كلمة أخيرة... الحمد الله، الشعبي بخير، وأود الترحم على روح عبد الله القطاف المطرب المحبوب الذي فقدته الساحة الغنائية والذي أحبه الجمهور في الكثير من أنحاء الوطن رغم قلة ظهوره الإعلامي.