في بعض الأحيان يصف الطبيب المعالج بعضا من الخضروات والفواكه كبديل عن الأدوية لبعض الأمراض، وعلى هذا الأساس فإن الإصابات المرضية قد يكون سببها نقص أحد العناصر الغذائية، وفي هذه الحالة نستغرب إذا ما وصف لنا الطبيب تناول الكبد، أو الدجاج، أو الفاكهة والخضراوات الطازجة بدلاً من الأدوية، فأحياناً لا يكون الدواء في الصيدليات وإنما في أسواق الخضر والفواكه، فهل نفقه حقيقة أفضلية الغذاء على الدواء! تشير الدراسات الطبية الكثيرة إلى أن هناك صلة وثيقة بين صحة الجسم والتغذية الجيدة، فالكثير من الأمراض التي تصيبنا قد يرجع سببها إلى سوء التغذية كما ونوعا بالزيادة أو النقصان، كما أن نصائح الأطباء الكثيرة ترتكز على تناول الغذاء الصحي بالموازاة مع الدواء، أو أن يعتمد المصاب على أنواع من الأغذية لمعالجة أمراض معينة بدءاً بأبسط حالات الحساسية إلى أمراض شرايين القلب والسكري والسمنة، وحتى بعض الأورام السرطانية، مثل أطباق حساء الخضار الطازجة والفواكه الموسمية مع اعتماد نشاط رياضي يومي أبسطه المشي، وعليه يظهر أن للغذاء أهمية قصوى في حياتنا، بل إنه الشيء الذي يجب أن نعتمد عليه في بناء أجسامنا، مع الإشارة إلى أن هناك العديد من الأمراض يكون الغذاء الذي نأكله سببا فيها فأحب الأطعمة إلى شريحة واسعة من الناس تلك الجاهزة مثل الهامبورجر و''الفريت أوملات'' والشاورما وغيرها. الغذاء مفعول سحري.. والدواء سلاح ذو حدين..! انتشرت في مجتمعنا ظاهرة الأكل السريع وكثرة الإفراط في تناول أطعمة ''الفاست فود'' المشبعة بالدهون فزادت بالمقابل معدلات البدانة التي أظهرت مختلف الدراسات مؤخرا ارتباطها الوطيد بعدة أمراض مزمنة، كما أن نمط المعيشة الذي أصبح مرتبطا أكثر فأكثر بوسائل التكنولوجيا الحديثة واستعمال السيارة قلت معها ممارسة الأنشطة الرياضية، ما يحفز ظهور أعراض مرضية قد تكون نتائجها وخيمة، ولكن إذا كنا نفقه هذه الأمور وندرك مدى خطورة الأكل غير الصحي فلماذا لا نستبدله بالغذاء الصحي؟ ولماذا لا نخصص وقتا لإعداد طعام قليل وصحي؟ ولماذا أصبحنا نفضل الشاورما و''التشيز'' على أطباق حساء الخضار، بينما تركت الفواكه مكانها للشكولاطة أو أنواع الكعك؟.. هل ندرك حقا أن الغذاء أفضل أحيانا من الدواء؟ في الموضوع تحدثت إلينا سيدة تقول إن الحياة العصرية أثرت كثيرا على حياة الفرد بما في ذلك الأكل الذي أصبح ''سريعا'' هو الآخر، وبالرغم من إدراكها لأهمية الغذاء الصحي إلا أنها تعترف أنها كثيرا ما تحضر وجبات سريعة لأسرتها معتمدة في ذلك على المقليات، بالمقابل تقول إن اعتماد هذا النمط المعيشي أكسبها وزنا إضافيا وجعلها تعاني من ازدياد نسبة الكولسترول الذي تخضع بسببه لعلاج منذ مدة، وتؤكد أنها أصبحت بذلك تعتني أكثر بغذائها بحيث تعتمد أكثر على الخضروات وتتجنب القلي كليا. من جهتها ترى إحدى الموظفات الشابات أن الدواء يصنع أساسا من بعض النباتات مثل الأشربة والكبسولات وحتى أقراص الفيتامينات، ويظهر ذلك جليا في تركيبة الدواء نفسه الذي تكتب فيه مكونات الدواء، ويظهر فيه اسم هذه النبتة أو مستخلص تلك، ''وعليه فأنا أفضل تحضير منقوع نبتة معينة أتناوله كشراب مثل التيزانة المعروفة لدينا، أو ان أتناول برتقالة فذلك أحسن بكثير من تناول أقراص الدواء قد تكون لها آثار جانبية أبسطها آلام في المعدة''، تقول المتحدثة. وفي سياق متصل ترى موظفة أخرى أنه لا مجال للمقارنة بين الغذاء والدواء. ''الغذاء هو الدواء، - تقول مضيفة - ربما هذا الأمر يجهله الكثير من الناس من خلال اتباعهم لنظام غذائي غير صحي، وهو ما يؤدي إلى مشاكل صحية نحن في غنى عنها، ولكني أعتقد ان نقص الثقافة الغذائية الصحية والصحيحة هو ما يجعل نسبة كبيرة من الناس يستعيضون عن الغذاء بالدواء، أسوق هنا مثلا فأذكر العسل هو غذاء ملكي ولكنه يشترى لدى شريحة واسعة من الناس على أساس انه دواء في حين انه لا ينفع كثيرا إذا اخذ في حالة المرض، لذلك فانا أعتقد ان اعتماد نظام غذائي صحي يقوم على الخضر وبعض الفواكه والعصائر الطبيعية أحسن من كيماويات الأدوية التي تضر بالصحة وتستنزف الجيب أيضا''. أما ربة أسرة حدثتنا في الموضوع فأكدت أمر ''الصحة في الغذاء'' تقول شارحة وجهة نظرها : ''أنا لا ازور الطبيب بتاتا وإنما أعتمد على تحضير بعض الاشربة من منقوع بعض الأعشاب أو أن أتناول الحلبة أو غيرها. اعتمد على نصائح كتابي ''الطب النبوي'' أو حصص تلفزيونية خاصة بالتداوي بالأعشاب مثل حصة ''غذائي دوائي''، وبما ان معظم الأدوية تصنع أساسا من بعض الأعشاب التي يفوق استعمالها بعض الأدوية الكيماوية مثل حبة البركة التي ثبت أنها أفضل نبات يقوي جهاز المناعة. وقرأت عن فوائد الملفوف والزهرة (الشفلور) في الوقاية من أمراض القلب، وتفاجأت بفائدة الخرشوف في غسيل الكبد وكذلك الخضراوات والفواكه الطازجة على وجه العموم للوقاية من السرطان ، لذلك أعتقد أن الغذاء مليء بعناصر لها تأثير طبي فعال''. والدواء سلاح ذو حدين، فإذا تم استخدامه بالشكل الصحيح عندها يكون نعمة قد تتحول إلى نقمة تضر بصحة الإنسان إذا تم الاستهتار بتوجيهات الطبيب المعالج واحترام عدد الجرعات. يقول احدهم مواصلا بقوله ان الغذاء يقوم بدور الدواء في الجسم دون أضرار جانبية، فكل غذاء يؤكل يظهر له تأثير صحي معين قد لا ندركه بالضرورة ولكنه أكيد ينفع جسم الإنسان، فلا يوجد شيء في الطبيعة قد يضر بالإنسان لأنها وجدت من اجله فقط، كذلك هناك حالات مرضية لا يمكن للغذاء ان يشفيها مثل القلب أو الكلى أو أنواع السرطانات وكذلك السكري هنا تظهر أهمية العلاج بالدواء وفقا لنصائح وتوجيهات الطبيب، وعليه لا بد أن ندرك أن أي زيادة للغذاء أو للدواء عن حاجة الجسم يجعلهما يتساويان في الضرر.
حالات التجشؤ.. الغثيان والصداع سببها الغذاء ! من المعروف أن الحالة الصحية والعمر والجنس تفرض نوعية الدواء الذي يصفه الطبيب لمريضه. ولوصف الدواء على الطبيب معرفة الطبيعة الغذائية الحقيقية للمريض وعلى ضوئها يمكنه وصف بعض الأدوية، أو تقديم الأدوية مع جملة من النصائح لتصحيح السلم الغذائي للمريض بهدف الحفاظ على صحته، تقول أخصائية الطب العام الدكتورة ''بوبكري.م نصيرة'' مواصلة حديثها إن الكثير من الناس يشعرون أثناء النهار بأنهم على غير ما يرام، وآخرون يستيقظون صباحا على آلام الصداع، فيما يظهر آخرون أنهم أكبر من سنهم الحقيقي، والسبب في ذلك عادات غذائية غير صحية تؤثر بشكل أو بآخر على صحة الفرد، ويجب أن نعلم ان هناك تكاملا بين الغذاء والدواء، إذ ان الطبيب يصف الدواء لعلاج مرض موضعي ويقدم نصائح لغذاء صحي مثل تفادي المقليات والإكثار من الخضر والفواكه الطازجة. والمعادلة العلمية تقول ''0 تدخين + 5 خضر + 5 فواكه + 30 دقيقة مشيا يوميا''. وتوجز الأخصائية نصائح بسيطة حول أفضلية الغذاء على الدواء والتي من السهل على أي شخص اتباعها لكي يتمتع بصحة أفضل ويقلل من مخاطر التعرض لأية أمراض بالقول إنه على الفرد أكل أصناف متنوعة من الأطعمة للحصول على الطاقة والبروتينات والفيتامينات والمعادن والألياف، مع الاعتدال في تناول المواد السكرية لأن ضررها أقل من نفعها فهي تمد الجسم بسعرات حرارية عالية كما تسبب تسوس الأسنان، إلى جانب الموازنة بين تناول الطعام وبين ممارسة النشاط الرياضي، واختيار الأطعمة قليلة الدهون التي تساعد على الحفاظ على الوزن المناسب ومحاربة الإصابة بالكولسترول وتخفيف الإصابة بالأزمات القلبية والسرطانات، مع ضرورة اتباع نصائح الطبيب المعالج فهو الأدرى بما يفيد المريض من غذاء ودواء على السواء''.