تصطف على طول بعض الطرقات عربات بائعي الخضر والفواكه ممن أوجدوا لأنفسهم أمكنة لتصريف بضاعتهم عوض المكوث بالأسواق الثابتة. والملاحظ خلال هذه الفترة من السنة أن وفرة الإنتاج المحلي يسمح للمواطن باقتناء كل ما يشتهي وبأسعار معقولة. إلا ان الفواكه طغت على الديكور العام ، اذ تبصر بين الصناديق المتراصة كل أنواع الفواكه والخضر التي تريدها لمطبخك، أما الألوان فقد زينت المنظر العام وهو ما يجعلك حقيقة تحتار في الاختيار . خلق الله تعالى لنا الفواكه والخضراوات وجعلها صيفا لحِكَم لا يعلمها إلا هو، فربما كانت منها مواجهة حرارة الصيف والعطش بطعام كثير الماء قليل السعرات، به من الأملاح ما يحافظ على توازن أملاح الجسم وسوائله ومن الفيتامينات ما يواجه طول النهار وكسله بنشاط وحيوية. ومع تزايد حرارة الأجواء فإن مواجهتها تتطلب أنواعا خاصة من الأطعمة والمشروبات التي تخفف حرارة الصيف اللاهبة. وفواكه الصيف إحدى المرطبات الحقيقية التي يمكن أن تلطف حرارة الجو، وتسد حاجة الجسم من الفيتامينات والسوائل التي يفقدها الجسم صيفا. وتبدأ الأرض بطرح خيراتها من الخضراوات والفواكه ذات الألوان البهيجة واللذة المختلفة مع نهاية فصل الربيع وقدوم الصيف. والحقيقة ان حرارة الأجواء تؤدي إلى الإبتعاد عن تناول الأطباق الدسمة وهي ميزة أغلب الأطباق في مجتمعنا، لذلك فإن الكثيرين يفضلون الاكتفاء بالسلطات المتنوعة، وآخرون يكثرون من شرب المياه وهناك من يلجأ الى إلتهام الكثير من الفواكه مستغنيا عن الوجبات. وهذا الأمر مفيد للصحة كثيرا، فالفواكه تمد الجسم بالمياه والأملاح اللازمة التي تقيه شر الجوع. قد يكون السر في ألوان الفواكه، وقد يكون في طعمها وفوائدها الغذائية الكبيرة والأكيد انه في الاثنين معا. ومثلما تختلف أنواع أزهارها في فصل الربيع تتنوع الثمار وألوانها في الصيف. وسر هذه الألوان مثلما تكشفه بعض الدراسات العلمية هي الفيتامينات التي قد نغفل مدى أهميتها ولكن بتناولنا للفواكه الصيفية فإنها توفر للجسم تركيبة متنوعة من الفيتامينات الضرورية المفيدة في تقوية الجهاز المناعي، وكذا للحفاظ على الصحة والنشاط والحيوية ونقصها يعني الكثير من العلل والأمراض. وتطلعنا العديد من التقارير بأن الخضروات والفواكه مفيدة للبشرة وطول عمر الإنسان خاصة وأنها تقيه من أمراض كثيرة لعل أهمها أمراض القلب والسرطان. ولا ننسى هنا الإشارة إلى المثل القائل "تفاحة يوميا تبقيك بعيدا عن الطبيب". قد يعاني الفرد من فقدان الشهية الأمر الذي قد يتضاعف في فصل الحرارة خاصة مع الرطوبة والتعرق فلا يجد أمامه سوى شرب كميات كبيرة من المياه ولكن قد لا يعلم ان أكل الفواكه يفتح الشهية من جهة ويحسسه بالشبع من جهة أخرى، حتى بالنسبة لمن يعاني من فقدان الشهية. ولعل من الأمور المبتكرة في فصل الصيف اعتمادا على الفواكه هو طبق "سلطة الفواكه المشكلة" ولكل ان يستمتع بتحضير هذا الطبق المعتمد على ألوان وأنواع من الفواكه مع حرية الاختيار في إضافة الماء أوالعصير دون الإكثار من السكر. كما ان الكثير من الشباب أوجد لنفسه مصدر استرزاق موسمي باعتماده على تشكيلة من الفواكه الصيفية التي يضعها على طاولات وإلى جانبها آلة عصير ومكعبات الثلج وعلى الزبون اختيار نوع العصير الذي يريد من الفاكهة التي يريد، كما بإمكانه شرب عصير كل الفواكه المعروضة.