أخيرا وبعد انتظار وشوق كبيرين، حلت عطلة الربيع في أجواء مناخية هادئة طبعتها خضرة الأرض وصفاء السماء، وهي فرصة للتلاميذ والطلبة للتحرر من قيود الدراسة التي تفرض النوم المبكر والإستيقاظ الباكر أيضا ومنه عدم مشاهدة الكثير من البرامج التلفزيونية، وتختلف آلية انفاق وقت أيام العطلة حسب الجنس والسن وهذا ما رصدناه لكم من خلال هذا الاستطلاع الذي جمعنا بعدد من التلاميذ والطلبة· تختلف وجهة المراهقين خلال أيام العطلة، فهناك من يفضل مقاهي الانترنت، في حين يختار آخرون التنزه مع الأصدقاء أو لعب كرة القدم في الحي، كما يجد بعضهم ضالتهم في التسكع بالشوارع· يقول عبد الحميد 16 سنة تلميذ بالثانوية "خلال عطلة الربيع لا يمكن التخطيط للسفر، نظرا لضيق الوقت، لهذا أفضل الخروج والتنزه مع أصدقائي في الحدائق العامة أو في الملاهي حيث نقضي أوقات من المرح واللعب، كما أجد متعة كبيرة في الدخول إلى "السيبير"، حيث أنظم إلى غرف الدردشة وأتعرف على أصدقاء جدد عبر العالم وأعمل على ربط علاقات متينة معهم قد تتحول إلى صداقة أبدية··· ومنه تبادل الزيارات"·· سألناه عن كيفية تأمينه لمصاريف السيبير فقال إن والده يعيطه المبلغ الذي يطلبه لقاء البحث في الانترنت عن الدروس التي تنفعه وتساعده على النجاح!!· أما عمر 18 سنة، مقبل على شهادة البكالوريا، فيظهر حريصا على مستقبله الدراسي، يرى أن أيام العطلة فرصة للتنفيس عن الذات من خلال تبادل الزيارات مع الأصدقاء أو الخروج في نزهات مع أفراد الأسرة، في حين يظل مقهى الانترنت ملاذه الوحيد يقول "لقد رسمت هدفي في الحياة·· أنا أريد النجاح في الدراسة لدخول الحياة المهنية لتحقيق الاستقلالية الذاتية، وقد وجدت في الانترنت ما يساعدني في تطوير ثقافتي وإثراء معارفي مع متابعة الجديد، حيث أطرق باب البحث ساعتين كل يوم· في حين أكد خالد صاحب مقهى انترنت بالعاصمة أن معظم المراهقين والشباب يعرجون على المواقع الإباحية، إلا أن أكثرهم يحاول اخفاء هذه الحقيقة عند الحديث إليهم، لأنهم يدركون جيدا أن هذا الفعل مرفوض اجتماعيا وأخلاقيا، إلا أنه يدافع عن رغبته في الاطلاع عن المواقع الجنسية بالقول أنه يدخل في كل مجالات الانترنت لتقوية معارفه في مختلف الميادين الحياتية حتى يكون فهمه للأشياء واضحا ودون ملابسات· ويجد الكثير من الشباب والمراهقين ضالتهم في متابعة البرامج التلفزيونية، يقول رضا 22 سنة "أنا شخصيا أستقبل أيام العطلة بفرح كبير، فهي فرصة للنوم المتأخر ومشاهدة القنوات التلفزيونية، حيث أحتكر جهاز التحكم في النهار والليل وأتابع كل جديد أفلام الاكشن ·· ويواصل محدثنا قائلا "كما أني أدخل يوميا غرف الدردشة فربما حالفني الحظ في التعرف على إمرأة أوروبية ومنه - نقطع البحر - سألناه عن حيز الدراسة في حياته، وهو طالب جامعي، فرد أنه يكتفي بما يقدمه الأساتذة في المدرجات· تدافع سمية 23 سنة، طالبة بشراسة، عن ادمانها على الانترنت واقبالها الدائم على الكمبيوتر الذي تعتبره صديقا وفيا يشبع نهمها في مختلف الميداين العلمية، فعلاوة على اعتمادها عليه في تحضير البحوث، طورت مهاراتها في الطبع واستطاعت التواصل مع عالم الموضة الذي يأتي دوما بالجديد· أما ريم 18 سنة، فترى أن أيام العطلة فرصة ذهبية لتبادل الزيارات مع الصديقات وتدارك النقص في بعض المواد من خلال دروس التقوية خصوصا في الانجليزية والرياضيات لتنال شهادة البكالوريا·