تستغل العائلات الجزائرية هذه الأيام المتزامنة مع العطلة الشتوية لتمكين أطفالها من الراحة و الترفيه بعد انتهاء الفصل الأول من الموسم الدراسي واعدادهم نفسيا استعدادا للفصل القادم لضمان انطلاقة جديدة والعودة إلى مقاعد الدراسة بنفس جديد. وقد تزامن اهتمام العديد من العائلات بكيفية قضاء أبنائها لعطلتهم مع اهتمام متزايد من طرف المرافق الثقافية والترفيهية التي سطرت بالمناسبة برنامجا في مستوى طموح هؤلاء البراعم. لقد أخذت العطل المدرسية خلال السنوات الأخيرة بعدا ثقافيا وتربويا بصفتها مكملة للمسار الدراسي السنوي، بعدما كانت في فترة ليست بعيدة لا تحظى بالاهتمام الكافي سواء من طرف الأولياء أو المدرسة نفسها أو حتى المرافق الثقافية الترفيهية من دور الشباب والمراكز الثقافية. وقد برز هذا الاهتمام خلال العطلة المدرسية الشتوية عبر البرنامج الثري الذي تم إعداده على أكثر من مستوى، والذي كانت فيه المدرسة السباقة بفتحها أقساما للدروس الاستدراكية للأسبوع الأول فقط من العطلة، اقتصرت على تلاميذ السنة الرابعة متوسط والسنة الثالثة ثانوي بصفتهم مقبلين على امتحانات رسمية، وهي المبادرة التي استحسنها أغلب الأولياء كونها تمنح فرصة أمام الطلبة لاستدراك ما لم يتم استيعابه خلال أيام الدراسة، كما أنها فرصة مفيدة للمراجعة، وقد سطرت المؤسسات الثقافية والإعلامية العمومية والخاصة برنامجا خاصا بالمناسبة وعلى رأسها ديوان الثقافة والإعلام الذي وسع برنامجه هذه السنة ليضم عدة نشاطات تنوعت بين عروض مسرحية وأفلام ومعارض علمية وتثقيفية يطلع من خلالها الطفل على سبيل المثال على حقوقه وعلى عالم الرياضة، حيث تضمن البرنامج معرضا حول حقوق الطفل وآخر حول اللاعب الدولي في كرة القدم رونالدينو، إضافة إلى عروض ترفيهية لعرائس القراقوز وعرض فيلم "أليس في بلاد العجائب" الذي يحظى بإعجاب عدد كبير من المشاهدين الصغار ويسحر على الخصوص الفتيات الصغيرات. ويعتبر قصر الثقافة بالعاصمة فضاء آخر يجلب منذ بداية العطلة أعدادا متزايدة من الأطفال خاصة منهم محبو المطالعة والكتب بمختلف أنواعها من علمية وقصصية وغيرها، والفرصة هي افتتاح صالون خاص بالمطالعة موجه للأطفال تتخلله مسابقة خاصة بالمطالعة والقراءة. ولم يتجاهل من جهته المسرح الوطني محي الدين بشطارزي الأطفال خلال عطلتهم، حيث أدرج ضمن برنامجه العادي عروضا مسرحية خاصة بالأطفال تعرض مساء كل يوم اثنين نذكر من بينها مسرحية "حديقة الأطفال" . خرجات عائلية وفرصة للتراشق بكريات الثلج
وبعيدا عن الإبداع المسرحي والأفلام وقصص عرائس القراقوز المشوقة ومغامرات أفلام الكارتون لم يبخل بعض الأولياء عن أبناءهم بالخرجات العائلية الذين غالبا ما يختارون الحظائر حيث الألعاب المخصصة للأطفال، كحظيرة الأحلام بالصنوبر البحري وحظيرة التسلية ببن عكنون. هذه الفضاءات التي أصبحت تمتلئ بزوارها الصغار خلال العطل الأسبوعية وعلى الخصوص العطلة المدرسية بعدما تعود الأطفال المتمدرسون لسنوات طويلة البقاء طيلة العطلة في البيت مع الخروج تارة إلى الشارع بحثا عن شيء من التسلية والترفيه. إلا أن أجواء الطقس التي ميزت العطلة الشتوية هذه السنة وبعد تساقط الكميات الأولى من الثلوج أثارت الرغبة لدى العديد من العائلات في اغتنام الفرصة السانحة للتمتع بالثلوج، حيث تشهد كل من مرتفعات الشريعة بالبليدة ومركب تيكجدة بالبويرة إقبالا كبيرا من مختلف أنحاء الوطن، ليستعيد بذلك بعض الأطفال فرصة ملامسة الثلج وممارسة مختلف الألعاب على أرضية اكتست ببرنوس أبيض، بينما يكتشف البعض الآخر من الأطفال ولأول مرة الثلوج ومتعة اللعب في فضاء ثلجي ساحر.