على وقع الأهازيج والبارود، وبأنغام العيساوة وسيدي بلال، ستعيش جوهرة الغرب الجزائريتلمسان أجواء متميّزة احتفالا بمولد سيد خير الأنام من الرابع عشر إلى السادس عشر من فيفري الجاري، وسيكون ذلك انطلاقة وطنية لتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' وقبلة لمريدي مختلف الطرق الصوفية وهواة ''الحضرة'' والضيوف القادمين من شتى أصقاع الجزائر. احتفالات المولد النبوي الشريف ستحتضنها مختلف فضاءات مدينة سيدي بومدين الغوث، وستكون بمثابة تمهيد للانطلاق الرسمي لتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' المزمع شهر أفريل القادم، وستكون البداية في الرابع عشر فيفري من الزاوية الهبرية التي ستتحوّل إلى فضاء لاستحضار مناقب سيّدنا محمد صلى اللّه عليه وسلّم في ذكرى ميلاده. هذه الاحتفالات ستعرف تنظيم زيارة إلى ضريح الولي الصالح سيدي بومدين الغوث بمنطقة ''العبّاد''، الذي يشكل ضريحه مزاراً عالمياً، فهو الرجل المتصوف، والشاعر، وقد شارك في معركة حطين الشهيرة بقيادة ''صلاح الدين الأيوبي'' وقطعت ذراعه ودفنت في القدس، وقد توفي في ''العبّاد'' في طريقه إلى المغرب، وكان قد اختار ثرى تلمسان، ليدفن فيه حينما اشتد عليه المرض، وحرص كل الملوك المتوالين على ترميم ضريحه، ووظّف الكتاب والموسيقيون من أجيال مختلفة، سيرة الولي الصالح في أعمالهم الإبداعية. وبعد هذه الزيارة سيعرّج زوّار ''أغادير'' على ساحة ''المشور'' المقابلة لدار الثقافة للاستمتاع بتنشيط ثقافي من توقيع فرقتي ''سيدي بلال'' من سعيدة و''بارود'' من تلمسان، وذلك قبل الافتتاح الرسمي من قبل وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي على وقع أنغام موكب الفرق العيساوية القادمة من تلمسان، عنابة وقسنطينة مع تقديم عروض فنية، وتسليم راية العيساوة لوزيرة الثقافة، مع تسجيل وصول مواكب من مليانة وشرشال تحمل ''المنارة'' رفقة فرقة ''الزرنة''. وبحدائق دار الثقافة، تحيي ''المدّاحات'' قعدة فنية بالحناء والطمينة، لتتبع بعد ذلك بعرض فني في الهواء الطلق من تقديم فرقة ''بني عباس''، لتتحوّل قاعة دار الثقافة إلى فسحة لتمازج المدائح الدينية القبائلية، بأهازيج فرقة ''الأهاليل'' من تيميمون و''بنات المغرة''، وكذا فرقة ''الزفنات لالة فاطمة'' من القنادسة، و''الفردة'' من بشار، وأيضا فرقة ''المايا'' من بني عباس. اليوم الأخير من هذه الاحتفالية سيكتسي رداء''المدائحية'' من خلال سهرة فنية تمتدّ جسورها من الجزائر العاصمة إلى تلمسان الساحرة، عمادها أصوات عدد من الفنانين الجزائريين على غرار عبده درياسة، ندى الريحان، توفيق بن غبريط، ليلى بن مراح والمجموعة الصوتية ''نغم''.