تصدت تنسيقية النساء الصحراويات اللائي قدمن من الأراضي المحتلة أول أمس لتهديدات عدد من المتطرفين المغربيين المشاركين في المنتدى العالمي الاجتماعي المنعقدة أشغاله بالعاصمة السينغالية دكار. وقام وفد النساء الصحراويات بتنشيط ندوة تاريخية حول انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها الشعب الصحراوي في أراضيه على يد زبانية جيش الاحتلال المغربي. وتمكنت النساء الصحراويات من عقد هذه الندوة بعد أن تمكن أعضاء الوفد المغربي من منع عقد ندوة حول القضية الصحراوية في اليوم الأول من فعاليات هذا المنتدى. وسبق عقد الندوة تدخل قوي لعناصر الأمن الذين قاموا بطرد ما لا يقل عن ثلاثين شخصا جاءوا ليمنعوا تنظيم هذا النقاش الذي كان من المقرر أن يكون ''مستقلا'' و''ديمقراطيا''. وتميز اللقاء الذي شهد تدفق جمع غفير من الضحايا الصحراويين والمناضلين عن حقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية والجمعيات الدولية المساندة لكفاح الشعوب من أجل الاستقلال وكذلك ممثلين عن الصحافة الدولية بشهادات جد مؤثرة وحقيقية حول الانتهاكات ''الممنهجة'' لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية. وخلال هذا اللقاء أدلى عدد من المتدخلين بشهادات حول ما تعرضوا من انتهاكات وابرزوا ''الهمجية والتجاوزات التي يقترفها النظام المغربي في حق أطفال ونساء وشيوخ من أجل قمع شعب يكافح من أجل حقه في تقرير المصير''. ودام اللقاء أكثر من ساعتين تحت حراسة أمنية مشددة لضمان سلامة الصحراويين عقب وقوف المشاركين إلي جانبهم الذين هددوا بمغادرة المنتدى في حال إقدام الوفد المغربي على ارتكاب اعتداءات جديدة في حق أعضاء الوفد الصحراوي. وفي مداخلتهم أكدت كل من ليلى إيليلي ولخليفي نهابوها وجميلة عبد الوهاب دمبار أنه ''لا يوجد يوم واحد يمر دون أن يكون هناك انتهاك خطير لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة''. وأضفن أن عمليات ''التعذيب والاختطاف والاعتقالات والمحاكمات والاغتيالات أصبحت تشكل يوميات الشعب الصحراوي'' مما أثار استنكار وإدانة جميع الحاضرين. كما كان للشهادات حول الانتهاكات التي تم سردها خلال اللقاء تأثير كبير على الحضور وحتى على بعض المغربيين المتواجدين في المنتدى، حيث كان من الصعب عليهم إخفاء مشاعرهم بعد الاستماع لهذه الشهادات. وأضافت المتدخلات أن السلطات المغربية لا ترفض فقط إطلاق سراح الصحراويين الذين تم اعتقالهم بشكل تعسفي ولكن ''تخفي أيضا أماكن اعتقالهم كما ترفض أيضا الشكاوى التي ترفعها عائلاتهم''. وقبل انطلاق أشغال الندوة أدان المشاركون بالإجماع ''صمت السلطات الفرنسية التي لم تتوقف عن العمل من أجل إخفاء انتهاكات حقوق الإنسان التي يذهب ضحيتها الشعب الصحراوي''.