عبّر المشاركون في الندوة الرابعة للتضامن مع العمال والشعب الصحراوي المنعقدة اشغالها أمس، بمخيم العيون عن تضامنهم التام مع الشعب الصحراوي في مسيرة كفاحه لنيل حقوقه المشروعة التي أنكرها عليه المغرب بالرغم من إقرار الشرعية الدولية بحق هذا الشعب في تقرير مصيره. وقال لعبدة كزيزة المكلف بالشؤون الخارجية على مستوى الاتحاد العام لعمال الساقية الحمراء وواد الذهب، أن الندوة تهدف الى البحث عن أنجع وسيلة لتطبيق القرارات والتوصيات التي سبق وخلصت إليها الندوات السابقة في مجالات حماية حقوق الإنسان والثروات الطبيعية الصحراوية ودعم اتحاد العمال الصحراوي لعضويته في المنظمات الدولية. وتم عقد أول ندوة للتضامن مع العمال والشعب الصحراوي عام 1997 بالعاصمة الإسبانية مدريد في حين تم عقد الندوة الثانية عام 2000 بمخيم السمارة بتندوف بينما عقدت الندوة الثالثة بالعاصمة الايطالية روما. وتركزت كل مداخلات ممثلي النقابات الذين جاؤوا من افريقيا واستراليا واسبانيا وايطاليا على ضرورة وضع برنامج عمل دولي للتحسيس بمخاطر استمرار استغلال المغرب للثروات الطبيعية في الصحراء الغربية والتضامن مع العمال الصحراويين في المناطق المحتلة الذين يعانون من التمييز مقارنة بنظرائهم المغاربة. ودعا رشيد آيت علي ممثل الاتحاد العام للعمال الجزائريين المشارك في هذه الندوة العمال الصحراويين إلى تنسيق الجهود مع باقي شركائهم من اجل تقديم دعم أكبر للشعب الصحراوي في نضاله المشروع من أجل نيل حقوقه. وقال الممثل الجزائري أن المشكل الرئيسي لا يكمن على مستوى النقابات بل على مستوى الحكومات التي تعين عليها القيام بتحرك عاجل لحماية حقوق الصحراويين خاصة في مجالي حقوق الانسان ونهب الثروات من قبل المحتل المغرب. وأشار رشيد آيت علي الى ضرورة بذل مجهود أكبر من اجل ضم اكبر عدد من الحركات النقابية في العالم والمنظمات الدولية لإيصال صوت الشعب الصحراوي الى كل دول العالم. وعاد النقابي الجزائري إلى تصريحات الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز التي ادلى بها خلال اليوم الأول من افتتاح المؤتمر السادس للعمال الصحراويين والذي استنكر منح الاتحاد الأوروبي المغرب صفة "وضع متقدم" رغم كل التبعات التي يمكن ان تنجم عن مثل هذا القرار غير المتبصر والذي سيكون من أولى نتائجه استمرار نهب الثروات الطبيعية الصحراوية في وقت يعاني فيه الشعب الصحراوي الحرمان من أدنى حقوقه. وكان الرئيس محمد عبد العزيز طالب بوجه خاص كل من اسبانيا وفرنسا التي تضمن الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي بممارسة ضغوط متزايدة على المغرب لحمله على الانصياع للشرعية الدولية والإيفاء بالتزاماته إزاء تسوية النزاع الصحراوي. من جهته ذكر رون غاي با ممثل الوفد النقابي الاسترالي في مداخلة له بالعمل التضامني الذي تقوم به عدد من النقابات الاسترالية المتضامنة مع القضية الصحراوية. وأعلن في هذا السياق عن تأسيس أول مجموعة برلمانية للصداقة مع الصحراء الغربية في ال7 نوفمبر القادم تضم نوابا من الأحزاب الرئيسية الثلاثة في استراليا. كما أعلن بالمناسبة أنه سيقوم بتوجيه مراسلة منتصف الشهر القادم الى كل سفارات بلاده في مختلف العواصم العالمية والحكومة الاسترالية لتحسيسهم بالوضعية المأساوية التي يعيشها العمال والعائلات الصحراوية في الأراضي المحتلة ومنع الشركات الاسترالية من المشاركة في المشاريع الخاصة بنهب واستغلال الثروات الطبيعية في الصحراء الغربية. وأشار النقابي الاسترالي إلى أن أغلبية المساهمين في الشركات الاسترالية المتورطة في مثل هذه المشاريع يجهلون حقيقة الوضع في الصحراء الغربية. وقال أنه في إطار توضيح ما يحدث في الأراضي المحتلة تسعى الحركة النقابية الاسترالية إلى إجراء اتصالات مع عدد من المساهمين في شركة "وست فارمر" التي تعد واحدة من بين ثلاث شركات تربطها اتفاقات شراكة مع المغرب لإثارة قضية استغلال الثروات الطبيعية الصحراوية وانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة. وكشف النقابي الاسترالي في مداخلته أن القضية الصحراوية صيتها يذاع بين مختلف فعاليات المجتمع المدني الاسترالي من خلال الجهود التي يقوم بها ممثل جبهة البوليزاريو في استراليا كمال فاضل الذي يعتبر المهاجر الصحراوي الوحيد في هذا البلد ومن خلال الزيارات التي قام بها عدد من النشطاء الحقوقيين الصحراويين الى هذا البلد. وعرفت الندوة تدخلات ممثلي نقابات ايطالية وجنوب افريقية أجمعوا خلالها على ضرورة حشد الدعم والمساندة للعمال الصحراويين بشكل خاص وكل الشعب الصحراوي بشكل عام لتمكينهم من نيل حقوقهم المشروعة. مبعوثة "المساء" إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين: ص.محمديوة