أوضح الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية السيد وحيد بو عبد الله أن الإجراء الخاص برفع التجريم عن فعل التسيير لا يعني التيسير للإفلات من العقاب، أو منح حصانة للمسؤولين، ودعا في سياق متصل إلى ضرورة تحديد مفهوم الفعل العادي للتسيير غير المجرم، والفعل غير العادي المجرم، معلنا من جانب آخر عن تخصيص الجوية الجزائرية لغلاف مالي بقيمة 700 مليون دولار لاقتناء طائرات جديدة. ففي حين اعتبر السيد بوعبد الله بخصوص ما تضمنه بيان مجلس الوزراء الأخير في عبارة ''رفع التجريم عن فعل التسيير'' أنه من الضروري تحديد الفعل العادي للتسيير غير المجرم والفعل غير العادي المجرم، أكد في حديث للقناة الإذاعية الثالثة أن رفع التجريم عن فعل التسيير لا يعني منح حصانة للمسؤولين، مشيرا إلى أن هذا الإجراء يدخل في سياق منح المزيد من الثقة للمديرين، ويحفزهم على الاضطلاع بما تمليه روح المسؤولية عليهم. واستغرب المتحدث الفهم الذي يربط بين المسؤولية والمسؤولية الجنائية، موضحا بأن المسؤولية الجنائية، تتصل بإساءة استخدام أموال الشركات، والتلاعب في منح الصفقات، والتحرش الجنسي والإجرام والقتل، وتزوير العلامات التجارية، وعدم دفع الأجور، وغيرها من الأفعال التي تدخل في ضمن هذا المفهوم. مشددا في السياق على ضرورة اضطلاع رجال الأعمال بدورهم في صياغة القواعد الضامنة في الحفاظ على استقرار السوق، ومنها الاستقرار الوطني، الذي يدعمه مناخ الحرية. كما أعرب عن تأييده لإشراك المسيرين في إعداد قانون جزائري للأعمال مطابق للمعايير العالمية، معتبرا في هذا الصدد بأن المراقبة والتحقيق في الأفعال المتصلة بالتسيير يتطلبان محققين وقضاة تلقوا تكوينا وتخصصوا في تسيير المؤسسة. في حين تأسف السيد بوعبد الله لتسليط عقوبات مشددة ضد العديد من كبار المسيرين بعد ارتكابهم أخطاء بسيطة، وكذا لحبس آخرين أبرياء خلال سنوات، ثم أطلق سراحهم دون أن يتلقوا تعويضات أو يعاد إدماجهم في مناصبهم. وشدد في سياق متصل على ضرورة إعداد عدة قوانين مسيرة للصفقات مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات القطاع والمؤسسات التي تعمل فيه، مؤكدا بأن ضمان التسيير العقلاني الفعلي مرتبط بضمير ونزاهة المسؤولين. من جانب آخر أكد الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية أن هذه الأخيرة خصصت غلافا ماليا بقيمة 700 مليون دولار لاقتناء طائرات جديدة، مشيرا إلى أن الشركة ستستلم قريبا 4 طائرات من نوع ''بوينغ ''737 المدرجة في إطار برنامج تعزيز الأسطول الذي يضم في مجموعه 11 طائرة، منها 4 طائرات صغيرة، بطاقة 70 مقعدا لضمان رحلات نحو المناطق المعزولة و7 طائرات كبيرة بسعة 250 مقعدا، علاوة على طائرات خاصة بعمليات النقل الصحي. كما أشار نفس المسؤول إلى أنه في إطار برنامج تعزيز إمكانياتها المادية والبشرية، قامت الشركة مؤخرا بتوظيف أزيد من 1000 عامل جديد، وتعتزم أيضا التزود بأحسن أدوات التسيير ومراقبة تسعيرات التذاكر، متأسفا بخصوص البيع الإلكتروني للتذاكر لكون دفع تذاكر شركة الخطوط الجوية الجزائرية عبر الانترنت تعتبره السلطات المختصة وسيلة غير أكيدة. وأبرز السيد بوعبد الله جهود الشركة الجزائرية من أجل الحفاظ على أسعار التذاكر متلائمة مع القدرة الشرائية للمواطن، معلنا عن ارتقاب تطبيق تقليص جديد خاص بالأشخاص المسنين، فيما طالب السلطات العمومية بمراجعة القرض المستندي، الذي تم اعتماده بموجب قانون المالية التكميلي لسنة ,2009 مشيرا إلى أن الخسائر المالية التي تسبب فيها القرض المستندي للخطوط الجوية الجزائرية تقدر بملايين الدولارات.