تعهد وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي السيد الطيب لوح أول أمس، بإجراء تحقيقات شاملة حول ظاهرة ''المفاضلة'' في منح مناصب الشغل. وأشار لدى ترؤسه جلسة بولاية المسيلة أن الحكومة ستوسع مجال تدخلها لتمكين الشباب من ولوج عالم الشغل. وأوضح السيد لوح خلال الجولة التي قادته إلى ولاية المسيلة أن السلطات العمومية ستباشر قريبا تحقيقات حول ممارسات ''المفاضلة'' في التوظيف عبر الولايات التي توجد بها استثمارات هامة مولدة لمناصب الشغل. وذكر أن وزارة العمل ''لن تقبل بأي تجاوز مرتبط بتوظيف يد عاملة غير منحدرة من الولاية، حيث توجد مؤسسات على حساب اليد العاملة المحلية تتوفر على نفس المؤهلات''. وحذر الوزير من ظاهرة المفاضلة التي تولد في الغالب الشعور بالظلم، وتؤدي إلى حرمان طالبي الشغل المحليين من فرص العمل المتاحة. ودعا من جهة أخرى إلى تمكين كافة الشباب من الفرص التي تتيحها مختلف آليات التشغيل التي وضعتها الدولة. وبعد أن ذكر بأن الدولة وضعت منذ سنوات عديدة الأجهزة الخاصة بدعم التشغيل أشار السيد لوح إلى أن أداء هذه الأخيرة تشوبه بعض النقائص من بينها ضعف تطبيق النصوص القانونية وغياب الاتصال بين مسؤولي التشغيل والمتعاملين الذين عادة ما يجهلون المزايا التي تقدم لهم عندما يعرضون مناصب عمل لفائدة البطالين. وأكد الوزير أنه يتعين على مسؤولي أجهزة التشغيل ''المرافقة والإقناع والتحلي بالعدل''. مشيرا إلى أنه على الرغم من التقدم المحقق في مجال التشغيل فإن المزيد من المجهودات لا بد أن تبذل للتكفل بهذا الملف الذي يشكل أهمية وطنية. وركز في تدخله أمام السلطات المحلية على ''العلاقة الوثيقة بين مكافحة البطالة والتنمية الاقتصادية وتشجيع الاستثمار المولد لمناصب الشغل'' موضحا أن الأمر يتعلق بمهمة ظلت الحكومة منشغلة بها منذ .1999 ومن جهة أخرى وخلال جولة قادته إلى مركز دفع تابع للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية بمدينة بوسعادة أكد وزير العمل أن السلطات العمومية تدرك تمام الإدراك التحديات التي تواجهها في مجال التشغيل وعليه فهي مصممة على مواصلة الجهود للتخفيف من البطالة وذلك بطرح آليات تشغيل حديثة. وكان الوزير صرح قبل أيام أن الحكومة بصدد مناقشة خطة جديدة لدعم التشغيل سيتم الإعلان عنها في القريب العاجل. وأمام جمع من الشباب من الذين يبحثون عن فرص عمل اقتربوا منه أثناء تفقده المركز طمأن الوزير بأن إشكالية التشغيل سيتم التكفل بها بشكل جدي وبكل ما تطلب الأمر من طاقة. ويتكفل مركز الدفع الذي تفقد السيد لوح مختلف أقسامه ب28 ألف مؤمن اجتماعي بالمنطقة الجنوبية لهذه الولاية ويستقبل على الخصوص أزيد من 3 آلاف شخص يوميا تحديدا من أجل التعويض عن المصاريف الطبية. ولدى إشرافه على تشغيل المقر الجديد لمفتشية العمل ببوسعادة استفسر الوزير حول معدل امتصاص اليد العاملة خاصة من طرف مؤسسات قطاع البناء والأشغال العمومية والري. وأفاد المسؤولون المحليون في هذا الإطار بأن هذا القطاع ''لم يتمكن من الاستجابة بالشكل المرجو لمشاكل البطالة بالنظر إلى غياب اليد العاملة المؤهلة في مجال البناء''. ويمتد الاختصاص الإقليمي لمفتشية العمل لبوسعادة التي أنجزت بغلاف مالي بقيمة 40 مليون د.ج ليشمل 23 بلدية بالمنطقة الجنوبية للحضنة. وبمدينة المسيلة وتحديدا بمقر المديرية الولائية للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية الذي يتكفل بأكثر من 146 ألف مؤمن اجتماعي قال الوزير لدى مساءلته من طرف مجموعة من موظفي الصندوق كانوا منذ ثلاث سنوات محل إجراء تحفظي يقضي بتعليق نشاطهم عقب قضية تخص اختلاس أو تبديد أموال عمومية أن هذا الإجراء يندرج ضمن مكافحة الرشوة والفساد بشكل عام. وتفقد وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي كذلك المقر الولائي للصندوق الوطني للمعاشات (التقاعد) كما دشن المقر الجديد للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لغير الأجراء وذلك قبل ترأسه بمقر الولاية جلسة عمل بحضور السلطات المحلية وإطارات القطاع مخصصة لدراسة حصيلة النشاطات في مجال التشغيل والضمان الاجتماعي.