أكد وزير المجاهدين السيد محمد الشريف عباس أمس الجمعة بأم البواقي أن الجزائر تسعى إلى تعميق ممارسة المسار الديمقراطي الذي قطع أشواطا متعددة في ظل الاستقرار والأمن، داعيا بالمناسبة إلى صيانة رسالة الشهداء ونقلها للأجيال المتعاقبة. وقال وزير المجاهدين في كلمة له بدار الثقافة ''نوار بوبكر'' بمدينة أم البواقي التي احتضنت الاحتفالات الرسمية الوطنية ليوم الشهيد في ذكراها ال22 ''ان الجزائر تسعى إلى تعميق ممارسة المسار الديمقراطي الذي قطع أشواطا متعددة في ظل الاستقرار والأمن الذي ساد ربوع البلاد ''والتي تشكل جميعا الشروط المحققة للنمو والازدهار ورفاهية المجتمع الجزائري ''الذي لا يحتاج لإملاءات أحد''. وذكر الوزير أن كسب الرهانات وتعميق الإصلاحات التي أعلنها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة مؤخرا ''تتطلب من الجميع الجد والعمل للوصول بها إلى تحقيقها ضمانا لعزة الجزائر واستقرارها''، داعيا الى ''الوقوف بالمرصاد'' من خلال ''توحيد ركائز المدرسة التاريخية الوطنية'' ضد ''ما تتعرض له اليوم الثورة من محاولات النيل والاستهانة بتضحياتها من طرف خصوم تقليديين وأذنابهم''. كما شدد وزير المجاهدين من جهة أخرى على ''وجوب تثمين تضحيات شهداء'' ثورة التحرير المجيدة و''إبراز هذه التضحيات للأجيال الصاعدة والدفاع عنها'' و''الوقوف دوما عندها للاستفادة منها واتخاذ العبر منها''. وقال الوزير ''ان تضحيات الشهداء هي كل متكامل''، معتبرا مناسبة إحياء يوم الشهيد ''فرصة لتعميق الوعي الذاتي الوطني وبالمنجزات الكبرى التي حققتها مخططات التنمية في شتى المجالات في الجزائر الجديدة''. ومن جهة أخرى جدد السيد محمد الشريف عباس التأكيد على أهمية كتابة تاريخ الثورة لنقله ''بأمانة وصدق'' للأجيال الصاعدة باعتبار ذلك ''أمرا إلزاميا''، مشيرا الى أن وزارة المجاهدين ''مصممة على تقديم كل أشكال الدعم'' المادي والأدبي للباحثين والمؤرخين والمهتمين بكتابة تاريخ الثورة المشرف بالعطاء والتضحية التي ''مكنت من انتزاع الاستقلال الوطني نزعا''. ومن جهتها شددت مختلف التنظيمات الحاضرة بهذه المناسبة على ''وجوب صيانة أمانة الشهداء'' و''الالتفاف حول القيم المجيدة الإنسانية'' التي استشهدوا من أجلها و''رفض كافة أشكال التدخلات الأجنبية في الشأن الوطني بعد أن رست سفينة الوطن واستقرت وإلى الأبد''. وبالمناسبة أشرف وزير المجاهدين رفقة سلطات الولاية على حفل توزيع أوسمة وتكريمات على عدد من المجاهدين وأرامل شهداء. وكان وزير المجاهدين قد توجه قبل ذلك رفقة حشود كبيرة من المواطنين وممثلي مختلف التنظيمات إلى مقبرة الشهداء بالولاية، حيث تم وضع إكليل من الزهور ورفع العلم الوطني وقراءة سورة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء الطاهرة. وفي إطار تخليد ذكرى يوم الشهيد دعا الأمين الوطني لمنظمة أبناء الشهداء الطيب الهواري بباتنة إلى ضرورة التمسك بمبادئ ثورة أول نوفمبر الخالدة وتفعيل الحوار بوصفه أحسن وسيلة للتواصل ومناقشة عديد القضايا التي لها علاقة بانشغالات الشباب. وحذّر السيد الهواري خلال إشرافه أول أمس بدائرة سريانة على الاحتفالات المخلدة ليوم الشهيد من مغبة الانسياق وراء الدعوات المغرضة واستغلال الشباب الذين حثهم بالمناسبة على ضرورة الحفاظ على مكتسبات الاستقلال والإسهام في عملية البناء والتشييد. وتميزت احتفالات هذه السنة بالذكرى بتوجه السلطات المحلية والأسرة الثورية لمقبرة الشهداء بسريانة أين تليت فاتحة الكتاب على أرواح الشهداء. وكانت أول نقطة للوفد المشارك في هذه الاحتفالات زيارة المكان الذي استشهد فيه أول شهيد بالمنطقة، حيث تم تدشين النصب التذكاري للشهيد مزوجي محمد الذي يعتبر أول شهيد خلال الثورة المباركة. وبفسديس أشرفت السلطات الولائية على وضع حيز التشغيل لغاز المدينة بفسديس لفائدة 143 عائلة بالفرع البلدي المعروف ''ببوعتشاون''. وبولاية تيزي وزو أحيت قرية اغيل ايمولا بواضية (30كلم جنوب غرب الولاية) يوم أول أمس يوم الشهيد المصادف لتاريخ 18 فيفري من كل سنة الذي عرف حضورا كبيرا وقويا للمسؤولين والمجاهدين، إضافة إلى المواطنين والتلاميذ. وسطر القائمون على تنظيم هذه التظاهرة التي احتضنتها المدرسة الابتدائية لقرية اغيل ايمولا التاريخية برنامجا ثريا تضمن عرض مسرحية تناولت ثورة نوفمبر من تقديم التلاميذ متبوعا بغناء حول الثورة ،كما تم التعريف بقرية اغيل ايمولا من خلال قراءة على الحضور تاريخها الذي صنعه أبناؤها رجالا ونساء الذين ضحوا من اجل الاستقلال. كما تم بالمناسبة إعطاء الكلمة لبعض المجاهدين وكذا أرملة علي زعموم للحديث عن اندلاع ثورة نوفمبر وكيفية التحضير لهذا التاريخ الذي غير موازين الثورة الجزائرية وقادها إلى الحرية واسترجاع السيادة. ومن جهة أخرى أحيت معظم بلديات ولاية الشلف ذكرى 18 فيفري المخلدة ليوم الشهيد في أجواء احتفالية تمجد بطولات الشعب الجزائري في مواجهة الاستعمار الفرنسي. وشهدت هذه الاحتفالات تقديم شهادات حية لمن عايشوا الحدث، حيث قدموا رسالة صادقة لأولئك المجاهدين والشهداء الذين ضحوا من أجل استقلال الوطن.