اتفقت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات والنقابة الوطنية للصيادلة الوكالات ''سنابو'' على إنشاء لجنة مختلطة ستعكف على تحضير الصياغة النهائية لمشروع قانون الصحة وتحديدا الشق المتعلق بسياسة الدواء والصيدلة. كما ستعكف هذه اللجنة على تحضير مشاريع القرارات الثلاثة المتعلقة بالمهنة والمتمثلة في تنظيم المداومات وقائمة الأدوية والأقراص المهدئة. وشارك في الاجتماع الذي انعقد بمقر وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالإضافة إلى النقابة الوطنية للصيادلة، وكالات ''سنابو''، إطارات الوزارة والمدراء العامون لمختلف الهياكل التي لها علاقة بالأدوية والصيدلة من بينها شركة صيدال، معهد باستور والصيدلة المركزية للمستشفيات. ويأتي هذا الاتفاق أياما قلائل بعد إبلاغ وزير الصحة هذه النقابات خلال اجتماع سابق معها عن عزمه تنصيب لجنة مختلطة، تتولّى إعادة النظر في القانون الأساسي الخاص، وفق الاقتراحات المقدمة من النقابات والتي سيصل المشاركون فيها إلى صيغة توافقية في تعديل ومراجعة القانون، كما يأتي هذا الاتفاق من جهة أخرى في الوقت الذي لم تتوقف الأصوات الداعية إلى ضرورة إعادة تنظيم تجارة الأدوية. مع الأخذ بعين الاعتبار التغييرات التي طرأت على السوق الوطنية خلال السنوات الأخيرة، لا سيّما السياسة الجديدة المنتهجة من طرف الدولة في مجال الأدوية من جهة نمو حجم الاستهلاك وظهور أمراض جديدة، مما أدى إلى المطالبة بالإنشاء الفوري لوكالة الدواء التي من شأنها ضبط السوق ووضع سياسة للدواء، مشيرا إلى أنه تمّ الإعلان عن إنشاء وكالة للدواء، كما أكدت مختلف النقابات أن إعادة تنظيم سوق الدواء يتطلّب أكثر تنظيما وأكثر توقّعات وذلك بوضع أداة إحصائية ناجعة تعطي للمنتجين الجزائريين التوقّعات الدقيقة حول حجم الحاجيات من الأدوية التي يتطلبها السوق. وبخصوص ندرة الأدوية التي تطرق لها اجتماع أول أمس الأربعاء أيضا فيرجعها مصدر نقابي إلى تزايد حجم الاستهلاك وأنه لا علاقة لها بمنع استيراد الأدوية التي تنتج في صيغتها الجنيسة بالجزائر، فضلا عن سوء التنظيم في شبكة التوزيع، كما ترى نقابة صيادلة الجزائر العاصمة أن المشكل لا يكمن في منع استيراد الأدوية، لكن في وضع برامج استيراد بما أن المخابر الأجنبية لا تستجيب لمطلب الجزائر المتمثّل في الحصول على مخزونات استراتيجية لمدّة ثلاثة أشهر، مقترحة في هذا الصدد وضع مخطّط وطني لتطوير الإنتاج الوطني بهدف تنسيق التداخّل في كلّ القطاعات. كما شكلت المداومة خلال الفترة الليلية وأيام العطل والأعياد هي الأخرى نقطة هامة تطرق إليها ممثلو وزارة الصحة رفقة نقابة الصيادلة واعتبروها حساسة للغاية لما تخلفه من معاناة للمواطنين الذين يضطرون خلال هذه الفترات إلى التنقل في الكثير من الحالات لكيلومترات بحثا عن الدواء. وكثيرة هي الحالات التي تعرضت فيها حياة مرضى للخطر بسبب صد أبواب الصيدليات أمام المواطنين وهو الأمر الذي يفرض على وزارة الصحة الإسراع في إيجاد حل لهذا المشكل.