أكد المدير العام للمركز الوطني للدراسات والأبحاث المتكاملة في البناء "كنوريب"، السيد حميد عفرة ل "المساء"، انطلاق الجزائر من خلال المركز في تنفيذ المشروع النموذجي لإنجاز سكن ريفي تعتمد فيه النجاعة الطاقوية في قطاع البناء من خلال استعمال الطاقة الشمسية، وهو مشروع متوسطي اقترحه الاتحاد الأوروبي في إطار برنامج "ميدا" تصل تكلفته إلى63 ألف أورو· وحسب السيد حميد عفرة في تصريح ل "المساء"، فإن اعتماد هذا المشروع النموذجي يأتي للتقليل من أثار الإنبعاث الحراري الناتج عن الاستعمال المفرط للطاقة من كهرباء وغاز ويتجه في مرحلته الأولية نحو اعتماد هذه التقنية في مجال البناء الذي يقف وراء استهلاك أكثر من 30% من الطاقة المستعملة في جميع القطاعات، ويتفق حسب محدثنا المشروع المذكور مع القوانين التي استحدثتها الجزائر لحماية البيئة من الانبعاث الحراري الناتج عن استهلاك الطاقة، حيث تم في1999 استصدار قانون حول النجاعة الطاقوية وصدر في 2000 مرسوم تنفيذي يخص تقنين اقتصاد الطاقة في القطاع الصناعي والنقل والسكن، وتتجه الجزائر في هذا المجال نحو التقليل من استعمال الطاقة بنسبة 30 إلى 40% في قطاع البناء، ويضيف محدثنا بأن الاتحاد الأوروبي عرض مناقصة في إطار برنامج الشراكة "ميدا" لإنجاز المشروع النموذجي المذكور "ماد إيناك" وتم من مجموع 35 عرضاً قبول 10 مشاريع، وصنفت الجزائر في المرتبة السابعة من مجموع المشاريع بعد استجابتها للعرض المطروح· وحسب السيد عفرة فقد تم اختيار المركز الوطني للدراسات والأبحاث المتكاملة في البناء لتطبيق هذا المشروع النموذجي والذي تصل تكلفته الإجمالية إلى63 ألف أورو وهو ممول من طرف الاتحاد الأوروبي، ومن المنتظر أن يسلم أواخر سنة 2008 حيث سيشرف على تدشينه رئيس الاتحاد الأوروبي كأول عينة ستسمح بالوصول إلى التحكم في هذه التقنية واعتمادها كأرضية للإنطلاق في تجسيد المشاريع السكنية التي تعتمد الطاقة الشمسية في مجال البناء والاستهلاك اليومي لهذا النوع من الطاقة· ويتربع المشروع النموذجي الخاص بإنجاز هذا النوع من السكن الريفي على 80 متراً مربعاً وهو عبارة عن حيز معزول عن الطاقة المنبعثة من الأرض، ويتم في أول الأمر توجيه السكن نحو الطاقة الشمسية واستعمال مواد بناء غير مستعمل فيها الطاقة وتكون المادة الأساسية للبناء مادة التربة كما يتم اعتماد آلية العزل لتفادي احتمال صعود ودخول الطاقة المسكن، واستعمال لاقط للطاقة الشمسية وتكون التدفئة والتهوية طبيعية بالإضافة إلى الإنارة· من جانب آخر، سيعمل المركز حسب مديره على تنظيم ملتقيات وأيام دراسية لصالح مكاتب الدراسات ومختلف المتدخلين في قطاع البناء لتحسيسهم بأهمية اعتماد هذه التجربة خلال مختلف تدخلاتهم في قطاع السكن والتعمير·وما تجدر الإشارة إليه هو أن هذه الآلية في البناء تعتمد على مواد محلية قد تصل إلى نسبة 100%·