كشفت المعارض التي تم تنظيمها مؤخرا لإخراج المرأة الماكثة بالبيت من منزلها، وجعلها فردا منتجا مستغلا لموهبته أو لشهادته أو لصنعته، عن الجهل الذي لا تزال تعاني منه فئة كبيرة من النسوة في ما يخص القروض عامة... كما كشفت أيضا عن الوعي الكبير للمرأة بضرورة ان يكون لها وزنها ومكانتها بالمجتمع. فمن خلال الزيارة التي قادتنا الى معرض الأبيار الذي احتضن مؤخرا ما يزيد عن 30 عارضة مستفيدة من قروض الوكالة الوطنية لتسيير القروض المصغرة، واحتكاكنا ببعض العارضات اللواتي حضرن بقوة لعرض ما أبدعته أناملهن ولإثبات وجودهن، اتضح لنا ان المرأة الماكثة بالبيت تحديدا استيقظت من سباتها وأبت إلا ان تنشط في مجال تخصصها أو من خلال استغلال موهبتها أو صنعتها، إلا أن أهم الأسباب القوية التي جعلت بعض النساء من اللواتي تحدثت إليهن ''المساء'' يقتحمن عالم الشغل بقوة، الخوف من المستقبل.. غلاء المعيشة.. تأمين مستقبلهن وإثبات وجودهن.. فهذه السيدة ربيعة متزوجة وأم لخمسة أطفال حدثتنا عن سبب وجودها بالمعرض قائلة '' بعد أن بلغني خبر تنظيم هذا المعرض للنساء المستفيدات من القرض، قررت القدوم من أجل طرح بعض الأسئلة على المشرفين على المعرض حول القرض وكيفية إعداد مشروع، وحتى أطلع في ذات الوقت على ما أنجزته النساء المستفيدات واستفيد من تجاربهن''. وتضيف ''أجهل الفرق بين الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب والوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر.. وأجهل حتى المكان الذي ينبغي ان اقصده لطلب النصيحة أو الإرشاد.. وأفكر في مشروع روضة أطفال، فأنا متحصله على شهادة ليسانس في علم النفس التربوي إلا أني لا أعرف كيف أتصرف وأين اتجه...''. وعن السبب الذي دفعها الى التفكير في هذا المشروع تقول '' بعد ان تزوجت وكونت عائلة قررت الالتفاتة الى نفسي واستغلال شهادتي، ولأني لا أثق في ما يخبئه لي المستقبل، قررت أن اعمل لأتجنب غدر الزمن''. في حين حدثتنا السيدة لونيس صاحبة مشروع الحلويات المنزلية عن السبب الذي دفعها الى الاتصال بالوكالة الوطنية لدعم تسيير القروض المصغرة قائلة '' لم أكن على علم بأي شيء يخص القروض وكيفية الحصول عليها، غير أن تعرض زوجي لحادث سير أفقده البصر جعلني أتحمل مسؤولية أبنائي، فقررت البحث عن مورد للرزق، ولأني أملك صنعة الحلويات التي تعلمتها من والدتي، التحقت ببعض مراكز التكوين لأحصل على شهادة وتقدمت لطلب القرض من الوكالة الوطنية لتسيير القرض أين تم إرشادي وتوجيهي وتوعيتي بكل ما يخص القرض وكيفيه تسيير مشروع، ورغم ان مبلغ القرض كان صغيرا إلا أني أؤكد لكم اني حققت أرباحا معتبرة واليوم أتلقى طلبات من محلات كبرى''. وتعلق قائلة ''اشعر اني تأخرت كثيرا فلو كان لدي بعض الوعي لكنت أقدمت على هذا المشروع الناجح منذ مدة، ولكن لم يفت الأوان لأني أفكر حاليا في كيفية توسيع نشاطي ولم لا التصدير نحو الخارج''. أما السيدة صفية فدفعتها الغيرة من بعض النساء الماكثات بالبيت من اللواتي حصلن على قروض وتحولن الى صاحبات مشاريع ناجحة، إلى الخروج من المنزل والاستفسار عن كل ما يخص كيفية الحصول على القرض وطريقة صرفه للاستفادة منه، وبالفعل تقول '' لدي شهادة تكوينية في التزيين بالورود للعرائس وحصلت على مبلغ القرض من وكالة الوطنية لتسيير القروض المصغرة، اشتريت المادة الأولية وبدأت بالعمل بمنزلي... واليوم افتخر بنفسي لأن ما اجنيه اليوم من عملي كبير مكنني من تلبية كل حاجياتي والفائض منه ادخره.. كما اني أصبحت معروفة ويقصدني الزبائن من مختلف المناطق لدرجة اني أفكر في طلب قرض أكبر حتى أتمكن من توسيع نشاطي''. وعن الانشغالات التي لا تزال تعيق نشاط العارضات، فقد صبت كلها في نقطتين أساسيتين، هما عدم وجود سوق يتم فيه الترويج والتعريف بنشاطهن، حيث أكدت لنا معظم العارضات أنهن يستغللن المعارض من أجل الاحتكاك بالزوار للتعريف بما ينتجن بحكم ان اغلب العارضات ينشطن على مستوى المنازل.. ومن أجل هذا يطالبن بالتكثيف من هذه المعارض في مختلف ربوع الوطن، وهو أيضا مطلب لمسناه حتى عند زائرات المعرض اللواتي اعتبرن هذه التظاهرة فرصة للاطلاع على ما تبدعه أنامل الحرفيات وحتى يتم الاحتكاك بهن ولم لا العمل معهن أو لديهن أو لتعلم الحرفة منهن، بينما تتمثل المشكلة الثانية في عدم استفادة معظم الحرفيات من المحلات التي برمجتها البلدية في إطار 100محل لكل بلدية، وهو ما اعتبرنه إجحافا في حقهن رغم ان الوكالة الوطنية لدعم القرض المصغر تسعى في كل مرة الى إدراج ملفاتهن للاستفادة من محلات البلديات التي يبلغها خبر توزيع.