على مدى ثلاثة أيام، كان المسبح الأولمبي بالمدينة الجديدة قبلة ل381 سباحا وسباحة للمشاركة في البطولة الوطنية في أصناف (الأصاغر والأشبال والأواسط) مثلوا 54 فريقا من 18 ولاية، وهي البطولة التي تباينت الآراء حول مستواها الفني لكنها أكدت مميزات كانت تكشفت في المرات السابقة، منها انخفاض المستوى الفني للفرق العاصمية مقارنة بنظيرتها الوهرانية والتلمسانية، وقد تحالفت حجج مدربي فرق العاصمة في تأخر بداية تحضيراتها لهذا الموسم، وقلة المسابح وضعف التسيير بها، وهذا ما حذا بمدرب إتحاد العاصمة معنصري علي لدعوة وزارة الشباب والرياضة للعودة مجددا لتسيير المسابح لفائدة الفرق خاصة والسباحة الجزائرية عامة. في حين دعا مدرب شباب بلوزداد إبراهيم إلياس إلى تنسيق أكبر بين الاتحادية الجزائرية للسباحة ووزارة التربية الوطنية، حتى تتمكن جل الفرق من الاستفادة من كامل سباحيها الذين انشغل بعضهم بالتزاماتهم الدراسية (تحضير شهادة البكالوريا)، وهذا مايعني برمجة هذه البطولة في فترة أخرى، وهو ما اعتبرته السيدة عفان زازة عضوة اللجنة المديرة التي تتكفل بتدبير السباحة الجزائرية في الوقت الراهن بالأمر الصعب، وفوق طاقة هذه اللجنة التي أدت ما عليها -بحسبها- لما أخرت إجراء هذه البطولة أسبوعا كاملا ولنفس السبب. بالعودة إلى مخلفات هذه البطولة، نقف عند الاستثناء الذي صنعه فريق أولمبي القليعة الذي أكد مرة أخرى على أنه مدرسة ممتازة بفضل عملها القاعدي الجيد الممثل في السباحتين اليافعتين نفسي رانيا وموالفي سارة، وهو ما استبشر به نجار العياشي مدرب الفريق الوطني الأول، الذي استحسن كذلك تطور مستوى السباحة بكل من ولايتي تلمسان ووهران، هذه الأخيرة التي يجب عليها شكر الجمعية الرياضية للتربية والرياضات المائية لعين الترك على تميزها ونتائجها الإيجابية جدا، التي رفعت شأن السباحة الوهرانية عاليا في هذه البطولة، التي راهن عليه مدربها أنور بوتبينة كثيرا للتأكيد على الصحة الجيدة لجمعيته، رغم عائق بعد مكان التدريب عن مدينة عين الترك وصعوبة توفيق سباحيه بين الدراسة والرياضة. أما مدرب وداد تلمسان يادي رضا، فاعتبر تحسن مستوى فريقه منطقي جدا بعدما تحسنت ظروف العمل، وخاصة بعد استفادة الوداد من المسبح الذي بني سنة ,2003 الذي كان بداية الانطلاقة في عمل قاعدي جدي، بدأ يعطي ثماره منذ سنة،2007 حيث تلاحقت التتويجات آخرها بطولة الناشئين ذكور في باب الزوار في وقت سابق من هذا العام. واعتبر كتفة عبد الناصر مساعد المدير التقني الوطني، المستوى الفني لهذه البطولة مقبول على العموم، والنتائج المسجلة فيها منطقية باعتبار أن أصحاب المراتب الأولى هم أعضاء في مختلف المنتخبات الوطنية، لكنه نبه إلى نقطة هامة تتعلق باستعجال بعض المدربين، ولهثهم وراء النتائج الفنية الآنية على حساب التكوين الجيد للسباحين، وتساءل كيف يسمح هؤلاء المدربين لأنفسهم إقحام سباحين في منافسة وطنية وهم لم يشاركوا حتى في بطولات ولائية؟ مشددا على أن مثل هذه الأمور ستهوي بمستوى السباحة الجزائرية إلى الحضيض وهي المنخفضة أصلا، فرفقا بالسباحين اليافعين - يقول كتفة - الذين قال عنهم إنهم مستقبل السباحة الجزائرية وهذا من خلال ما شاهده عن قرب في هذه البطولة الوطنية.