قررت الجمعية الجزائرية للأمراض الصدرية والسل أن تجعل من 2011 سنة ''مكافحة التبغ''، وستسعى من أجل ذلك لتنظيم العديد من الملتقيات عبر كافة مناطق الجزائر، مع التركيز في حملاتها التحسيسية التي ستمتد طيلة العام وليس فقط يوم 21 ماي (اليوم العالمي لمكافحة التبغ) على المدارس، بعد أن لاحظت انتشار استخدام كل أنواع التبغ لاسيما السجائر لدى فئة المراهقين بنين وبنات . ذلك ما أكد عليه السيد سليم نافتي رئيس الجمعية على هامش الأيام الوطنية العشرين للأمراض الصدرية التي عقدت بالتزامن مع المؤتمر الرابع عشر للفدرالية المغاربية للأمراض التنفسية اللذين احتضنتهما الجزائر طيلة ثلاثة أيام. وفي برنامج الملتقى الذي حضره عدد كبير من الأطباء الشباب، الذين فتحت لهم أبواب الانضمام للجمعية بهذه المناسبة، نجد عدة مواضيع ذات علاقة بالأمراض التنفسية لاسيما ارتفاع ضغط الشرايين الرئوية (hatp) الذي يمس بالخصوص النساء الشابات (بين 18 و30 سنة) وهو مرض وصفه الدكتور نافتي ب''الخطير جدا'' لأن اكتشافه صعب في ظل نقص التكوين في هذا المجال، موضحا أن هذا المرض يصعب تشخيصه من طرف الأطباء العامين لأنه غير معروف لديهم. والمشكل أنه مرض ينتشر بسرعة ويؤدي إلى وفاة أغلب المصابات به. وحسب محدثنا فإن المصابات به ونظرا لجهل الأطباء بطبيعته يجدن أنفسهن ينتقلن من طبيب لآخر، دون أن يتمكن أحدهم من تشخيص دقيق لنوع الداء، ويضيع الوقت الذي يكون مميتا بالنسبة لهن. والأدهى من ذلك أن الأدوية الخاصة بمعالجة هذا المرض ليست متوفرة ببلادنا بعد. مع العلم أنه مرض ذو طبيعة جينية ومن أعراضه توقف التنفس وفقدان الوعي وبصق الدم. ويتطلب علاج هذا المرض التوجه إلى مختص في القلب للتكفل بالمصابين الذين عليهم إجراء فحوصات دقيقة على شرايين الرئة. لذا اعتبر أنه من الضروري جدا تحسيس مهنيي الصحة وهو ما يسعى إليه المؤتمر والأيام الطبية التي خصصت ورشات لمناقشة المواضيع الستة المطروحة بحضور خبراء من الجزائر وتونس والمغرب وفرنسا. ومن هذه المواضيع نجد الاختناق خلال النوم بالنسبة للمصابين بصعوبات تنفسية والذين يتميزون بالشخير ليلا وقد يتعرضون للموت أثناء النوم، وهو ما قال إنه مشكل خطير جدا لاينتبه إليه الكثيرون ومنهم الأطباء نظرا لضعف التكوين، وهو مادفع الجمعية إلى برمجة دورات تكوينية عن هذه الحالات. كما ناقش المشاركون في اللقائين أهم الأمراض التنفسية مثل الربو والالتهابات الشعبية، والسل، مرض الانسداد الرئوي المزمن الذي يمس 600 مليون شخص في العالم، وتتراوح نسبة انتشاره بين 8 و12 بالمائة، وهو ما يمثل ثلث المدخنين، مع إعطاء أمثلة وشروحات دقيقة عن هذه الأمراض وتدعيمها بدراسات تبين حالات معينة، دون أن ننسى مرض سرطان الرئة الذي يعد هو الآخر من أكثر الأمراض انتشارا لاسيما عند الرجال. ويبقى التدخين أهم سبب للأمراض التنفسية وإجمالا يتسبب في 25 مرضا خطيرا، لذا تركز الجمعية على مكافحة تناول التبغ بكل أنواعه، لاسيما وأن الأرقام تشير إلى ارتفاع عدد مستخدمي التبغ ببلادنا إلى 45 بالمائة بالنسبة للرجال و9 بالمئة بالنسبة للنساء، وبين 15 و20 بالمائة بالنسبة للمراهقين، واعتبر سليم نافتي أن التبغ ''مخدر'' لأنه يجعل مستهلكه غير قادر على التخلي عنه، ولهذا أكد على أن المسألة جد هامة، وأن مكافحة التدخين تعد أولوية الأولويات، لأنها الوقاية الضرورية التي تمنع حدوث اغلب الأمراض التنفسية والصدرية ببلادنا، وهكذا تتم حماية المواطن والصحة العمومية من جهة، وتخفيف تكاليف العلاج وتحسين نوعيته من جهة أخرى، ويشار إلى أن التكوين في مجال مكافحة التدخين هو الآخر غير متطور بالجزائر، لذا تسعى الجمعية الجزائرية للأمراض الصدرية والسل إلى تنظيم ملتقيات تكوينية لفائدة أعضائها كل عام-.