تقاسمت أمس مجموعة من المعاقين حركيا لحظات من الفرح بمديتاك حسين عسلة بالجزائر الوسطى، حيث جمعهم حفل تكريمي نظمته مؤسسة فنون وثقافة بالتنسيق مع جمعية ''الأمل'' للمعاقين حركيا من أجل رسم الابتسامة على وجوه فئة ذوي الاحتياجات الخاصة احتفاء بمناسبة العيد العالمي للمرأة واليوم الوطني للمعاق المصادف ل 14 مارس من كل سنة. وكانت المناسبة التي شهدت تكريم 15 معاقا محطة للزوار الراغبين في الاطلاع على بعض الأعمال الحرفية الفنية التي تفنن بعض المعاقين في صنعها، وشملت المعروضات قطعا مطرزة ومزينة بالورود عكست الصورة الحقيقية لفئة المعاقين حركيا، ممن برهنوا على قدراتهم على الإنتاج والإبداع، محطمين بذلك النظرة القاصرة للمجتمع إزاء هذه الشريحة. وكان المعرض الذي دام من 8 إلى 15 من الشهر الجاري فرصة لترى أعمال الحرفية ''فراي.ك''(منخرطة في جمعية الأمل) النور لأول مرة بميديتاك حسين عسلة، حيث عرضت أجمل ما أبدعته من رسومات على الزجاج.. وفي كلمتها قالت ل''المساء'': ''هذه أول مرة أعرض فيها منتجاتي.. واختارت هذه المناسبة بالتحديد ليكون العرض بمثابة هدية تدخل الفرحة على قلوب المعاقين، والذين أطمح إلى تعليمهم فن الرسم على الزجاج في المستقبل القريب''. وفي كلمتها أبرزت مسؤولة ميديتاك حسين عسلة ''مليكة نالوف'' أن التظاهرة التي احتضنها الميديتاك عبارة عن التفاتة انسانية لتغيير نظرة المجتمع القاصرة تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة،ممن أثبتوا من خلال ما قدمه فكرهم وأناملهم من أعمال حرفية أنهم فئة قادرة على الإبداع نظرا للمواهب الكامنة لديهم،والتي ليست بحاجة سوى إلى من يفجرها. ومن جهته أوضح السيد عبد الغني كايوش، عضو بجمعية الأمل، أن اليوم الوطني للمعاق هو مناسبة للتذكير بمساعي الجمعيات المتكفلة بهذه الشريحة، والتي تتركز في جانبين، أولهما يتعلق بالاحتياجات المادية على غرار الكراسي المتحركة. وثانيهما -بحسب المصدر- يرتبط بالتحسيس الرامي إلى تغيير نظرة المجتمع، انطلاقا من فكرة أن الإعاقة الحقيقية تكمن في واقع المحيط الاجتماعي ككل، كونه يفتقر إلى أدنى التسهيلات التي من شأنها أن تزيل العوائق التي تعترض المعاقين الراغبين في العمل وممارسة حياتهم الاجتماعية مثل البقية، وهو ما يتجلى على سبيل المثال من خلال انعدام تهيئة الأرصفة والمداخل التي تسهل عملية السير للمعاقين. ولخص وجهة نظرة قائلا: ''هناك معاقون مبدعون، ولا ينقصهم سوى التسهيلات التي من شانها أن تبرز قدراتهم''. ''دليدة قرماش'' هي واحدة ممن تحدوا الإعاقة بتعلم فن الطرز والتزيين بالورود لتعرض بمديتاك حسين عسلة بعض النماذج من أعمالها.. وبهذا الخصوص ذكرت ل ''المساء'': ''هذه ثالث مرة أشارك في المعرض،حيث فتح لي تعلم هذه الحرفة اليدوية آفاقا جديدة، إذ أطمح إلى تسويق منتجاتي. وتستكمل''دليدة'' حديثها لتنقل رسالة مفادها: ''طالما أن هناك حياة هناك أمل..وأنا بدوري أدعو كافة المعاقين حركيا لتعلم الحرف''.. وفي هذا الصدد تضم معلمتها في مجال الطرز والتزيين بالورود صوتها إليها لتقول: ''الإعاقة لا تمنع الابداع والإنتاج.