ككل سنة، أحيت جمعية الأمل للمعاقين حركيا بالتنسيق مع بلدية الجزائر الوسطى، اليوم الوطني للمعاقين المصادف ل 14 مارس، بحفل فني كبير نشطته نخبة متميزة من الفنانين، حيث رقص وغنى المعاقون، في حين أبهج المهرج بخفته ورشاقته الأطفال الذين انسجموا معه ونسوا إعاقتهم. ويعد العيد الوطني للمعاقين فرصة لتذكير المجتمع بما تعانيه هذه الفئة من مشاكل رغم ما تبذله الجمعيات الناشطة في الميدان من جهود، وهو ما عبرت عنه الآنسة حيزية رزيق رئيسة جمعية الأمل للمعاقين حركيا، على هامش الحفل الذي أقيم بفندق السفير، حيث قالت '' نحاول في كل عيد ان نحتفل مع المعاقين لندخل البهجة والسرور على قلبوبهم وننسيهم ما يعانونه من متاعب . كما نقوم ايضا بالتنسيق مع بلدية الجزائر الوسطى بتقديم هدايا لبعض الفئات كالكراسي المتحركة والعصي وبعض الهدايا الرمزية التي نحفز بها المعاقين الذين يبذلون جهودا كبيرة لتحدي الإعاقة ولإثبات وجودهم بالمجتمع''. وعن جملة المشاكل التي لا يزال المعاق يعاني منها على أرض الواقع، حصرتها ذات المتحدثة في خمس نقاط، تمثلت في ضرورة ان يتم تخصيص سكنات مهيأة وفقا لاحتياجات هذه الفئة، أي ان تخص هذه الفئة ببرامج سكنية خاصة، الى جانب مراجعة قانون التقاعد فيما يخص المعاق الذي يصل سنا معينة يصبح فيها عاجزا عن القيام بالعمل، والرفع من مبلغ المنحة، وكذا الإعانة الاجتماعية، وإلزام المؤسسات بتوظيف المعاقين، ناهيك عن تهيئة المسالك والمعابر الخاصة بهذه الفئة. هذه النقاط تقول المتحدثة، لو تم أخذها بعين الاعتبار تزول معها معاناة المعاق. من جهة أخرى، تؤكد حيزية انه لا ينبغي انتظار اليوم الوطني للمعاق من اجل الالتفاتة إليه والاطلاع على ما يعانيه، بل ينبغي أخذ مشاكله بعين الاعتبار والعمل على تعديل العديد من النصوص القانونية التي لا تخدم المعاق ولا تتماشى واحتياجاته . جهد الجمعيات غير كاف لحل مشاكل المعاقين كان من بين الجمعيات المشاركة بعيد المعاقين جمعية الوفاق لذوي الاحتياجات الخاصة لولاية تيبازة.. ''المساء'' اقتربت من رئيسها، السيد سمير زيبوش، وحول المعاق وما يعانيه حدثنا قائلا '' بات واضحا ان المجتمع المدني يتذكر المعاقين في المناسبات فقط، لذا نحاول نحن كجمعيات ان نستغل مثل هذه المناسبات كاليوم العالمي للمعاق والعيد الوطني للمعاقين لنوصل صوتنا إلى الجهات المعنية، إلا ان هذا العمل يظل غير كاف لأن عمل الجمعيات لم يعد قادرا على التكفل بكل انشغالات المعاقين، كما لمسنا في الآونة الأخيرة عزوف بعض المعاقين وذويهم عن اللجوء الى الجمعيات التي باتت عاجزة عن حل بعض المشاكل، وتكتفي بتقديم الوعود وفق إمكانياتها، وهو الأمر الذي لم يعد يتسع له صدر المعاق ويرفض تقبله". ولعل أهم انشغال ركز عليه رئيس الجمعية، هو مشكل المنحة التي تقدر ب 3000 دج، اذ يعتبرها غير كافية لسد احتياجات فئة تحتاج الى كل شيء، كما آثار نقطة قانونية تستوجب التعديل في قانون المعاق، حيث قال '' الطفل المعاق لا يحق له الحصول على المنحة حتى يبلغ سن 18 سنة، أما اذا كان والد الطفل عاطلا عن العمل فيقع على عاتقه تكوين ملف إداري معقد ليحصل على المنحة، وهو الأمر الذي يعد مجحفا وغير عادل، لان اغلب الملفات ترفض ويضطر أولياء الأطفال المعاقين الى تحمل أعباء ابنائهم، هذا دون ان ننسى التعليم الذي يعتبر من أكثر المشاكل التي تعيق المعاق وتؤرق ذويه، لان الحديث عن التعليم يعني الحديث عن النقل، وهذا الأخير يطرح مشكل المسالك غير المهيأة لتلبية احتياجات المعاق''. ولأن سمير وهو معاق حركيا محب للرياضة وفائز بالعديد من البطولات الوطنية في السباحة، استغل فرصة تواجد ''المساء'' لطرح انشغال يخص المعاقين المقيمين بتيبازة، حيث قال '' نضطر نحن المعاقين الى التنقل للجزائر العاصمة من أجل ممارسة بعض الألعاب الرياضية بالرابطة الرياضية الموجودة على مستوى العاصمة، نتيجة عدم تكفل مديرية الشبيبة والرياضة بالرابطة الرياضية للمعاقين الموجودة بتيبازة والمتوقفة عن العمل منذ ,1998 وهو انشغال نتمنى ان تتكفل به الجهات المعنية''. وفي ذات السياق، أشار سمير الى بعض العراقيل الإدارية التي تجهض بعض المشاريع المفيدة لفئة المعاقين، حيث قال '' خلال هذه الأيام سأشرع في فتح مدرسة لتعليم السياقة لفئة المعاقين بعد ان عانيت على غرار باقي المعاقين من هذا المشكل، خاصة وان هناك فئة كبيرة من المعاقين ترغب في تعلم السياقة، إلا ان المشكل الذي واجهته هو عدم وجود مقر دائم للمدرسة وهو الانشغال الذي أتمنى أن يحل، لاسيما وان النقل يعد من أهم العراقيل التي يعاني منها المعاقون''. بلديات الجزائر الوسطى تحصي 463 معاقا تشارك بلدية الجزائر الوسطى ككل سنة في الاحتفالات التي تقيمها بعض الجمعيات التي تتكفل بانشغالات المعاقين، حيث تساعد هذه الأخيرة ماديا من اجل شراء الهدايا او كراء المكان لإقامة الحفل. ''المساء'' اقتربت من السيد عبد الحكيم بطاش المكلف بالشؤون الاجتماعية، وحول المساهمة في أعياد المعاقين وكيفية التكفل بهم على مستوى البلدية قال: ''نعد في كل سنة برنامجا مع بعض الجمعيات تنفيذا لقرارات وزارة الداخلية التي تحث على ضرورة دعم الحركات الجمعوية، كما أننا ندعم الجمعيات التي تنشط بصورة مكثفة في الميدان''. وأضاف ''بلدية الجزائر الوسطى تحصي 463 معاقا متكفلا بهم من الناحية المادية والإدارية، اذ يحوز الجميع على بطاقة المعاق ويحصلون على منحهم في الآجال القانونية، ولأن البلدية معنية بتطبيق قانون المعاق الذي يحث المؤسسات على توظيف ما معدله 1بالمئة من فئة المعوقين، وظفنا 17 معاقا يقدمون أعمالا تتماشى وإعاقتهم، كما أن أبواب البلدية مفتوحة أمام كل المعاقين لتسوية وضعياتهم وحل مشاكلهم وفقا لما يتماشى وواجباتها الإدارية''.