''وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون'' صدق الله العظيم بقلوب حزينة راضية بقضاء الله وقدره، تلقينا نبأ وفاة زميلنا الصحفي الفقيد علي يونسي الذي تعرض لحادث مرور ليلة أول أمس الأربعاء عندما كان في زيارة عائلية بولاية بجاية. وبهذه المناسبة الأليمة لا يسعنا إلا رفع أكف الدعاء لرب الناس أن يتغمدك يا علي بين الصالحين وأن يسكنك فسيح جنانه وأن يلهم ذويك الصبر والسلوان. لقد عرفناك يا علي والبسمة تسكن فيك، لقد عرفتك شخصيا أثناء تغطية زيارة رئيس الجمهورية لولاية قسنطينة في حملة المصالحة الوطنية في شهر سبتمبر من سنة ,2005 وكم كنت سعيدا بهذا التعارف الذي رأيت من خلاله وأنا شاب، ذاك الشاب في مقتبل العمر، المتفائل، الطموح، المحب لكل الناس، عرفت فيك التواضع وحب العمل في الخفاء، عرفت فيك الصدق والتفاني في العمل، عرفناك وكم نعتز بذلك. وإذ نودعك يا علي اليوم وصوتك لا يزال يسكن مخيلتنا، خاصة عندما كنت أتصل بك حيث تسبق ضحكتك كلامك وأنت تقول ''واش أحوالك يا زبير وأحوال قسنطينة''، فأرد عليك الحمد لله وأمازحك ''واش أحوالك أنت هل من زيارة الى الصحراء الغربية'' فكنت تضحك كثيرا. واليوم ما عسانا أن نقول والخبر وقع علينا كالصدمة إلا: ودعناك يا علي والدموع ترسم أحلى ابتسامة على محياك. ودعناك يا علي والقلب ينبض بالحب الذي زرعته بين زملائك. ودعناك يا علي واللسان يعجز عن الكلام. ودعناك يا علي وتركنا القلم يبكي على فراقك. ودعناك يا علي والورق يسأل عن لمسة يدك. ودعناك يا علي بعد أن باركنا لك منذ أشهر قليلة دخولك القفص الذهبي. ودعناك يا علي ونحن نقرأ لك آخر مقال عن مناقشات البرلمان لقانون البلدية. ودعناك يا علي ونحن نبكي عليا. ودعناك يا علي واسمك سيخلد في نفوسنا إلى أن نلقى ربنا. فوداعا وداعا وداعا علي يونسي...