الحياكة فن يدوي مارسته المرأة منذ القدم، وذلك لتصنع من الخيوط الصوفية أو القطنية اللباس وقطع الديكور كذلك، إلا أنه لا تكفي الرغبة لإتقان هذا الفن ، إنما لابد من الهواية للتمكن من الاشتغال بالسنارة التي تتطلب صبرا كبيرا.. هكذا تقول الحرفية أمباركة بولمطارد من ولاية سطيف، والتي تركت وظيفتها منذ عدة سنوات لتتفرغ إلى العمل الفني اليدوي. يحمل فن الحياكة الحرفية ''أمباركة'' على إسقاط ما يدور في مخيلتها بواسطة السنارة (الكروشيه) لتنتج قطعا وزرابي غاية في الدقة والجمال وبنماذج وألوان متعددة تترك وراءها بصمات التقاليد كعنوان للأصالة والعراقة. هذه الحرفية التي التقت بها ''المساء'' مؤخرا في معرض المرأة، قالت إنها أحبت أشغال السنارة منذ صغرها، وكانت تشعر دوما بأن فنا يقبع بداخلها، ولابد أن يخرج إلى العلن، فكانت وسيلتها في ذلك فن الحياكة الذي يضاف إلى الإبداع الفني الذي تجسده من خلال الرسم على الحرير. الطرز يعد كذلك من اهتمامات محدثتنا، حيث تستغله أيضا في إنجاز بعض اللوحات الفنية، متبعة في ذلك الأسلوب التركي.. هي باختصار موهبة تنبع من الإلهام الذي كثيرا ما يأتيها ليلا. وتؤكد أنها منذ 15 سنة اشتغلت بالسنارة لتنتج عدة قطع، وكانت زبوناتها في معضمهن من نساء منطقتها، لكن سرعان ما توسعت دائرة المقبلات على القطع والزرابي التي تصنعها بعد أن أصبحت تعلم فن الحياكة لغيرها على مستوى الجمعيات، حيث اكتسبت شهرة ملفتة، كما أن المعارض التي تنال نصيبها من الإشهار تساعدها في صرف 50 بالمائة من منتجاتها. وإضافة إلى الأشغال التي تنجزها في مجال فني الحياكة والطرز، اللذين يتطلبان الكثير من الصبر، تعشق الحرفية ''أمباركة بولمطارد'' فن صناعة عرائس القراقوز، وهو ما استحسنته مديرية الشبيبة والرياضة بسطيف، لتطلب منها تدريس فن صناعة الدمى التي تتحرك بالخيوط للإناث بدار الشباب.الآن وقد حققت الفنانة ''أمباركة'' شهرة في محيطها الاجتماعي، تطمح أن تخرج أعمالها من النطاق الوطني نحو الدولي ليطلع الأجانب على إبداع يمتد من الماضي.. تقول: ''أتمنى أن تتاح لي الفرصة للمشاركة في معارض دولية''، كما تأمل أن يفي وزير التكوين المهني بوعده في مساعدة الحرفيات على إنشاء موقع على الويب لتعطي صورة للغير عما تصنعه يدها بواسطة السنارة