أعلنت وزيرة الثقافة، خليدة تومي، نهاية الأسبوع الفارط، عن استحداث القطاع الذي تشرف عليه ل119 مهرجان ثقافي، موزعة بين مهرجانات خاصة بإبداعات المرأة، وأخرى بإبداعات الرجل، آخرها المهرجان الثقافي الوطني الأول الخاص ب”النسيج”، الذي أشرفت على افتتاح فعالياته في 12 ماي الجاري والذي يختتم فعالياته في ال18 من نفس الشهر النسيج آخر الملتحقين بركب المهرجانات قالت تومي، على هامش افتتاحها لفعاليات هذا المهرجان، إنّ هذا الكمّ من المهرجانات الثقافية المرسّة والمدعومة من قبل الدولة، تعدّ مؤشرا دالا على صحة المسار التنموي الوطني، الذي خصص لقطاع الثقافة جزءا كبيرا من الموارد البشرية والمادية، كما أنّ استحداث هذا المهرجان يهدف لتسليط الضوء على إبداعات المرأة الجزائرية، خاصة تلك التي تنتمي إلى الولايات الداخلية من أرض الوطن، خاصة وأنّ هذا المهرجان يشارك فيه ما يزيد عن 23 ولاية ممثلة بطاقات نسائية شبابية، تحترف النسيج ومختلف الحرف التقليدية التي تندرج ضمن الموضوع الذي خصص لهذه التظاهرة في طبعتها الأولى، التي جاءت بالموازاة مع احتفاء الجزائر بشهر التراث، الذي جاء ليبرز دور المرأة المبدعة في حماية والحفاظ على التراث الثقافي الشعبي المحلي، الذي يعد حسب المتحدثة، ذاكرة وروح الأمة. وتميز اليوم الأول من هذا المهرجان، بعرض أعمال حرفية وفنية من مختلف الولايات والمتمثلة في زرابي تقليدية ومنتجات منسوجة التقليدية الشعبية والتقليدية التي تحمل ميول عصرية، ذات ميول عصري. كما خصّصت محافظة المهرجان الذي تشرف عليه حميدة أقسوس، بمعرض خاص بالأدوات والتقنيات التي تستعملها الحرفيات في النسيج كآلة “الحياكة”، وغيرها من الآلات التي تدخل في صناعة المنسوجات التقليدية، كما تم عرض عدد من الكتب التاريخية النادرة التي تتحدث عن تاريخ الحرف التقليدية في الجزائر وبخاصة النسيج، ككتاب “المنسوجات المزخرفة”، للكاتب والباحث لوسيان قولفان، وكتاب “دراسة تحليلية لصناعة الصوف في الجزائر” للباحث كومونا وسش امروفال. كما يتضمّن المهرجان الذي ستتواصل فعالياته إلى غاية ال18 ماي الجاري، عدة ورشات لتعليم فن النسيج، وكذا محاضرات تدخل كلها في إطار الموضوع المخصص لدورة الأولى لهذا المهرجان. أما اليوم الثاني من هذه التظاهرة، فقد شهدت فتح أبواب “قصر رياس البحر”، الذي يحتضن فعاليات هذا المهرجان، أمام الزوار الذين توافدوا بكثرة على”حصن 23”، وبخاصة الزوار الأجانب الذين أعجبوا بإبداعات المرأة الجزائرية، كما تم تنظيم يوم دراسي حول موضوع”طقوس النسيج بين الأسطورة والواقع”، نشطتها الباحثة مليكة مالك عزوق، وتحدث فيها عن واقع النسيج في الجزائر، منذ الإرهاصات الأولية له وصولاً إلى التقليد التي تتبعها كل منطقة من مناطق الوطن الشاسع في صناعة الزرابي، ومختلف المنسوجات التقليدية، على غرار “الزربية”، “الحايك” و”البرنوس”. وفي هذا الصدد، قالت عزوق إنّ القطعة المنسوجة لا تعد شيئا نفعيا فقط بل شهادة عن نشاط تقليدي بسيط ومعقد في نفس الوقت، يساهم في الحفاظ على الذاكرة الجماعية لهذه الأمة، وأضافت أنّ هذه الحرفة التقليدية، التي يتوارثها جيل بعد آخر، لها طقوسها الخاصة بها كل حسب المنطقة التي تنتمي إليها الحرفية. وأشارت المتحدثة إلى كون صناعة النسيج ليست عملية مادية مربحة لكنها إبداع يساهم في الحفاظ على الموروث الشعبي لأي دولة تسعى لأن يكون لها ماضي، وحاضر ومستقبل. وأحيت بالمناسبة، الفنانة القديرة، بهجة رحال، حفلاً فنيا ساهراً بمسرح الهواء الطلق “فضيلة الدزيرية”، بالعاصمة، تغنّت من خلاله رحال، بأجمل الأغاني التراثية الجزائرية على غرار أغنية “آه يا سلام”، وأغنية” ويحمل برنامج المهرجان، العديد من النشاطات الفنية والفلكلورية والمسرحية، حيث سيلتقي، مساء اليوم السبت، جمهور قاعة الموڤار، بالعرض الشرفي لمسرحية “رأس الخيط”، للمخرجة والفنانة صونيا من إنتاج المسرح الجهوي لمدينة سكيكدة، والتي تتخلص في سلسلة من اللوحات، إذ تتشابك وتتلاشى خيوط القصة، لتحكي للمشاهد رواية عن ماضيها الراهن والصاخب بالمآسي، وبالأحلام والأمل، فيم سينظم يوم الأحد 16 ماي، محاضرة من تقدم عائشة حنفي محاضرة حول “الزرابي الجزائرية تراث وهوية”، أما يوم الإثنين 17 ماي، فسينظم حفل فني تقليدي، من إحياء الفرقة النسوية “فن ونشاط”، التابعة لولاية مستغانم، وذلك فضاء فضيلة دزيرية، بالمعهد العالي للموسيقى، بالعاصمة، على أنّ يشهد يوم الاختتام المصادف ل18 ماي الجاري، تسليم وسام الطبعة الأولى للمهرجان الوطني لإبداعات المرأة لأفضل مبدعة في النسيج، الذي ستتنافس فيه العارضات على حمل وسام الطبعة الأولى من هذا المهرجان.