ذنبه الوحيد أنه تماطل في تحديد موعد زفاف ابنه البالغ 24 سنة والذي خرج عن طاعة والديه، والذي وجه في تلك الليلة المشؤومة لأبيه كلاما جارحا وهو في حالة سكر قائلا له "سأقتلك بنار هادئة"، هذا ما صرح به الأب خلال المناقشة. بتاريخ 2 سبتمبر 2006 وبناء على نداء من قاعة الارسال لأمن دائرة حسين داي مفاده التنقل الى منزل بالقبة للتأكد من وجود شخص ملقى على الأرض ومصاب بطلقات نارية صوبها له والده المدعو (ب·م ) 97 سنة، تم ايقاف هذا الاخير وبحوزته سلاح ناري (بندقية) وخراطيش مرميه على الارض· صرح المتهم في محضر الضبطية القضائية أنه وبتاريخ 1 سبتمبر من نفس السنة وبالتحديد على الساعة ال "10" صعد ابنه الى غرفته أي غرفة الوالدين أين اعتدى عليهما بعد نقاش حاد ، حيث ضربهما ودفع شقيقته (35سنة) واتجه لغرفته وبقي بلباس داخلي على مرأى أفراد العائلة ومن شدة غضبه أحضر الأب بندقية صيد كانت بخزانته وزودها بخراطيش وتوجه إلى غرفة ولده وأمره بالخروج من المنزل مع إلحاح من طرف أخته أن ينصاع، فبدأ الإبن (ب· س) يسب والده ويشتمة، ومع آخر إنذار أطلق الأب النار على ابنه وأصابه على مستوى بطنه فسقط أرضا· وأكد (ب·م) أن ابنه كان في حالة سكر، أما الأم فانكرت أقوال زوجها وصرحت أن أبنها تصرف مؤخرا تصرفات غريبة حيث مزق المصحف الشريف، وكثيرا ما كان يضرب والده ويخنقه ويلكمه ويصفعه ويجرحه بكلام قبيح، وفي 3 سبتمبر افتتح تحقيق حول القتل، واتهم ( ب م) بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد طبقا للمواد 251، 254 و255 من قانون العقوبات، وبتشريح الجثة تأكد أن الضحية أصيبت بواسطة عيار ناري عميق أصاب الشريان الذي سبب له نزيفا داخليا حادا أدى الى وفاته· و صرح الأب أن أساس الخلاف "فتاة" تمت خطبتها وقراءة الفاتحة مع ابنه في أفريل 2005 ثم بدأت المشاكل عاما بعدها فقد حاول ابنه الانتحار مرتين بعد أن أصر والدا الفتاة إتمام العرس فقط بعد اتمام الفتاة لدراستها بنيلها شهادة الماجستير، وهو ما أثار غضب الابن الذي أخذ يختلق المشاكل مع والديه خاصة حينما يكون في حالة سكر، وليلة الجريمة قال الوالد أنه صوب البندقية نحو الارض ولكن الطلقة أصابت إبنه، أما الوالدة فقد قالت أن ابنها استشاط غضبا عندما أخبرته الأم أنه لا يمكنه الزواج كونه عاطلا عن العمل وقال النائب العام في مرافعته أن الوالد ارتكب جرما بإزهاقه لروح ابنه بسبب خلاف عائلي، مضيفا أنه كان عليه تقديم شكوى حول التصرفات غير اللائقة لإبنه وتعديه على الاصول، والتمس عقوبة 20 سنة سجنا نافذا مع مصادرة وسيلة الجريمة· أما الدفاع، فقد صرح بأن موكله يعتبر ضحية لأنه فقد ابنه وشاء القدر أن يكون الفاعل، وأن الأب وجه الضربة نحو الارض ولكن الخرطوشة تفرقعت وأصابت بطن الضحية، وطالب بتكييف الجناية الى الضرب والجرح العمدي المفضي الى الوفاة دون قصد إحداثها، وبعد المداولات أدانت محكمة الجنايات (ب·م ) لارتكابه جناية القتل العمدي وقضت بسجنه عاما نافذا و4 سنوات مع وقف النفاذ·