يحتضن رواق ديدوش مراد بالعاصمة الى غاية نهاية هذا الأسبوع، معرضا تشكيليا جماعيا لفنانين من أجيال مختلفة سبق لهم وأن قدموا أعمالهم في هذا الرواق. يتضمن المعرض أكثر من عشرين لوحة تعكس مدارس وتوجهات فنية مختلفة ذات مواضيع أغلبها مستمد من الواقع المعيش ومن الطبيعة. المعرض متكون من لوحات عبارة عن هدايا قدمها أصحابها للرواق في نهاية المعارض التي أقاموها بالرواق، لذلك فضل هذا الأخير أن يعطي لجمهوره فرصة لإعادة اكتشاف هذه اللوحات والاستمتاع بها. من بين الفنانين العارضين جفال رضا، تحواشات بربارا أمقران، أمرار فريد، شقران، نجار موسى ميتريتار، بونادي كريم، عمر قارة، زغيلاش محمد الكمال، آمال داودي، اغيلاس جنان زولا وغيرهم، كما اشترى الرواق من الفنانة آمال داودي لوحتين ضخمتين زينتا المعرض. للإشارة، فإن هؤلاء الفنانين هم من يختارون اللوحات التي يقدمونها وليس الرواق من يفرض عليهم اختيار لوحة بعينها. من جهة أخرى عرضت لوحات لكرور حواء وحنانس وغيرهما سيتم ارجاعها لأصحابهما إذ لم يعد أي اتفاق خاص بامتلاك تلك اللوحات من طرف الرواق. حسب القائمين على المعرض، أشار بعضهم في حديثه ل''المساء'' إلى أن الجمهور لا ينقطع عن هذه المعرض وغالبا ما يزوره صباحا أو بعد الظهر ويحاول ادراك الأبعاد الفنية والفلسفية للوحات، البعض تعجبه الكثير من اللوحات ويطلب شراءها إلا أن ذلك غير مطروح بالنسبة للرواق الذي يعتبر هذه اللوحات جزءا مهما من محتوياته لكنه يرشد الراغبين في شراء اللوحات إلى أصحابها كي يقدموا لهم لوحات أخرى. إن المتجول في المعرض يكتشف ثراء فنيا زاخرا ليجد الطبيعة مجسدة عبر كل المدارس الفنية ويتمتع بتراث المنمنمات العريق ويحلم مع الكلاسيكيات ذات الإضاءة الخافتة التي يتمزج فيها الفن العالمي بالجزائري المحلي خاصة في أسلوب البورتريهات. للتذكير، فإن رواق ديدوش مراد التابع لمؤسسة فنون وثقافة يبادر دوما بلفتح فضائه أمام المتعاطين مع الفن التشكيلي والتصويري، ويوفر مجانا كل ظروف العرض من بطاقات الدعوات، الحملة الإعلامية الى العرض. ولا يزال هذا الرواق الكائن بقلب شارع ديدوش مراد مفتوحا لكل الطاقات، بشرط أن يتقدم أصحابها بطلباتهم قصد العرض، مقدمين لوحاتهم التي يشترط أن لا يقل عددها عن 25 لوحة وأن لا يزيد عن 40 لوحة، علما أن الاستقبال يتجاوز حدود العاصمة، فهو يشمل كل ولايات الوطن وربوعه، علما أنه سبق له وأن استضاف فنانين من ولايات مختلفة قدموا أعمالا في المستوى شهد لها الجمهور والنقاد ولاقت الانتشار، باعتبار العاصمة مركزا مهما لهذا الفن في بلادنا، كما سمحت بالتواصل بين الاجيال والمناطق والاتجاهات الفنية المختلفة. المعرض الذي يختتم نهاية الأسبوع سيعاد تنظيمه كلما وجد الرواق أجندته فارغة من أي معرض جديد حتى لا يبقى خاليا أو مغلقا في وجه الجمهور.