أسال مشكل نقص الوعاء العقاري بولاية تيزي وزو الكثير من الحبر، حيث أضحى حديث مسؤولي الولاية عند عقد أي اجتماع في أية دورة للمجلس الشعبي الولائي يتمحور حول واقع العقار الصناعي، والسياحي والحضري بالولاية حيث تأخر إنجاز المشاريع التي استفادت منها الولاية مما أدى إلى عرقلة المسار التنموي. ولقد أسفر الاجتماع الأخير المنعقد بمقر الولاية لدراسة ملف العقار الصناعي بالولاية على تنصيب لجنتي تحقيق لتحديد المسؤوليات بشأن استغلال وإهمال العقار الصناعي والحضري بالولاية، حيث أشار المسؤول الأول بالولاية في تدخله إلى أنه أصبح غير ممكن إنجاز أي مشروع بمدينة تيزي وزو التي تفتقر للعقار، مما ترتب عنه العمل على إنشاء أقطاب حضرية بالقرب من عاصمة الولاية، كقطب تامدة الذي احتضن عدة مشاريع هامة، خاصة منها الإقامات الجامعية والمرافق والكليات التي ساهمت في التقليل من الاكتظاظ الذي تعاني منه جامعة تيزي وزو، إضافة إلى قطب واد فالي الذي أخذ يتطور بوتيرة كبيرة نظرا للمشاريع الكبرى المبرمجة فيه، والتي منها مشروع إنجاز ملعب ب50 ألف مقعد، برامج سكانية واعدة وغيرها والتي ستعمل على احتضان المشاريع المختلفة. وأكد الوالي أن نقص العقار دفع بالمسؤولين إلى اقتناء أراض من الخواص لضمان إنجاز المشاريع التي حظيت بها الولاية، حيث قامت الوكالة العقارية بشراء 10 هكتارات من 500 مالك للأراضي، وهذا مقابل دفع ما قيمته 60 مليون دج، موضحا في سياق ذلك أن الولاية لن تتراجع عن المتابعة القضائية لكل من يحاول تحويل واستغلال الأوعية العقارية الحضرية طالما أن القانون يمنع ذلك، على اعتبار أنها مخصصة لفائدة النفع العام. ويضيف المسؤول أن الوعاء العقاري السياحي بدوره لم يسلم من عملية النهب والاستغلال غير القانوني، مثلما هو الحال بمناطق التوسع السياحي، حيث لا تزال عدة مناطق توسع سياحي والمقدرة ب 8 مناطق تتربع على مساحة قدرها 2000 هكتار تتوزع على كل من المناطق الساحلية والسياحية تيقزيرت، ازفون، افليسن وغيرها تنتظر منذ 1998 عملية إنشائها، ونفس الوضع مسجل على مستوى المناطق السياحية الجبلية. واستنادا إلى الأرقام المقدمة خلال مناقشة مسؤولي الولاية لملف العقار بالولاية، فإن عدد المشاريع العالقة يزيد عن 50 مشروعا تنتظر الشروع في عملية إنجازها منذ ما يزيد عن 5 سنوات حسب ما أكده الوالي الذي كشف أن 44 ألف مسكن لم تنجز بعد، حيث أن 16 ألف وحدة سكنية فقط توجد قيد الإنجاز، وأنه ومنذ 20 سنة لم يتم إنجاز أي مشروع سكني بمدينة تيزي وزو. وشدد الوالي على ضرورة دفع المسار التنموي وتطوير الولاية الذي يتطلب تعاون وتظافر جهود الجميع، ما يضمن بذلك إنجاز عدة مشاريع منها إيصال جميع قرى الولاية بشبكة الغاز الطبيعي، والماء، والطرق والتهيئة الحضرية التي طالما ألح السكان على الاهتمام بها وبرمجة أشغال تضمن إعطاء وجه لائق لأحيائهم والتي رصد لها ما يزيد عن 1700 مليار سنتيم، موضحا أنه يجب العمل على توزيع هذه الميزانية على جل بلديات الولاية بمعدل 30 مليار سنتيم لكل بلدية، ما من شأنه أن يضمن تهيئة الوسط الحضري لمدن الولاية التي تعاني التدهور.