أكد السيد أحمد أويحيى الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أن الوضع في بعض الدول العربية وبالتحديد في ليبيا يقلق الجزائر لأن الأمر يتعلق ببلد جار وشقيق، غير أن الجزائر واحتراما لسيادة الدول لن تتدخل في شؤونها الداخلية مثلما ترفض هي أي تدخل في شؤونها، وهي غير مستعدة للقيام بحروب في أي بلد. وفي رده على سؤال حول التزام الدبلوماسية الجزائرية الصمت حيال تدهور الأوضاع الأمنية وظهور الثورات المعارضة للأنظمة في بعض الدول العربية، قال السيد أويحيى في ندوة صحفية عقدها أمس، بمناسبة اختتام أشغال المجلس الوطني للحزب بزرالدة بالجزائر أنه ''لا يوجد أي بلد يستحق أن تسيل دماء الجزائريين من أجله'' في إشارة منه إلى أن الجزائر لا تنوي التدخل في هذه الثورات، معللا قوله هذا بموقف العديد من الدول بما فيها الدول الشقيقة التي أدارت ظهرها للجزائر في التسعينات لما كانت بلادنا تعيش أزمة أمنية، ولم تقدم لها يد المساعدة إلى درجة أن بعض المسؤولين في دول شقيقة رفضوا مصافحة وزراء جزائريين في محافل دولية وكانوا ينظرون إلينا جميعا كإرهابيين''. وذكر أويحيى بأن الكثير من البلدان تنكرت لجميل الجزائر التي يضرب بها المثل في مساندة القضايا العادلة في العالم والثورات الشرعية كمساندة الثورة الفلسطينية عام 1948 والمصرية في عام 1967 و1973 ضد إسرائيل، وقدمت شهداء في ذلك لكنها ''اليوم غير مستعدة للتضحية بأبنائها ولا يمكنها القيام بحروب في كل الكوكب'' مضيفا أن ''أي شعب مهما كان لا يستحق أن تسيل دماء الجزائريين من أجله''. وفيما يخص موقف الجزائر من الدول العربية التي عاشت وتعيش ثورات للإطاحة بالأنظمة فيها ذكر السيد أويحيى مرة أخرى أن الجزائر لن تتدخل في الشؤون الداخلية للغير قائلا بصريح العبارة ''الحكومات تمر ويبقى الشعب، فنحن يهمنا الشعب الشقيق''.