كشف المدير العام للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ حفيظ أوراق عن اقتراحات تم رفعها إلى الحكومة قصد وضع ميكانيزمات لعلاقة تكاملية بين الجامعات ومراكز ووحدات البحث ببلادنا يتم من خلالها تجسيد نتائج هذه البحوث في الميدان بتمويلها ووضع كافة لوازم تطبيقها حتى تقدم حلولا للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية لتكون في خدمة التنمية الوطنية الشاملة. وأبرز الأستاذ أوراق لدى افتتاحه أمس، بوحدة تطوير التجهيزات الشمسية ببوسماعيل (تيبازة) فعاليات الاجتماع الأول للمجلس الوطني لتقييم البحث العلمي والتطوير التكنولوجي أن المؤشرات الدولية الخاصة بالبحث العلمي بالجزائر، في حالة ازدياد ونمو دائمين، موضحا أن دورة مجلس التقييم تتمحور حول وضع الأطر الكفيلة بتحقيق الأهداف المحددة في القانون التوجيهي للبحث العلمي للخماسي (2008 2012) والبرنامج الرئاسي (2010 2014) المخصص لهذا المجال. وأكد مسؤول البحث العلمي والتطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي، أن من مهام مجلس التقييم الذي يعد هيئة علمية استشارية ترفع تقريرها للوزارة الأولى، التقييم الاستراتيجي ومتابعة آليات تقييم السياسة الوطنية في مجال البحث العلمي، ولتحقيق ذلك، أوضح الأستاذ أوراق أنه يجب اعتماد التقييم النوعي لهيئات البحث العلمي والتنمية التكنولوجية على المستوى الوطني بنوع من الشفافية والاستقلالية والنزاهة والكفاءة المهنية، مضيفا أن هذا التقييم يهدف إلى تطوير المعرفة لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة. وعن عدد البحوث العلمية التي استقبلها مجلس التقييم أكد الأستاذ أوراق، أنها بلغت 4 آلاف بحث، سنة ,2010 جرى تقييم 50 إلى 60 بالمائة منها، وستتجسد نتائجها في الميدان بتمويلها، علما بأن البحوث التي يتم استقبالها تتطلب سنتين كاملتين للتقييم النهائي الذي يشتمل على تقييم الباحثين، الأبحاث المنشورة والهيئات العلمية. وأشار مسؤول الوزارة إلى أن عملية التقييم تتم عبر تسع لجان وزارية قطاعية، تتداخل فيما بينها أهداف البحث بمقدم، علاوة على العمل بالشبكات المتخصصة والتي تضع الباحثين الجزائريين في الداخل والخارج في اتصال مباشر وتجعلهم يشتركون في إنجاز بحوث علمية تقدم حلولا للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية في بلادنا. كما أشار الأستاذ أوراق إلى مشاريع التعاون البحثية مع الجامعات الأوروبية والأمريكية، مؤكدا أن تعاونا كبيرا يرتسم في هذا المجال بين الجزائر والولايات المتحدةالأمريكية. أما بشأن التقييم في أقطاب الامتياز، فقد أكد المسؤول تواجد الجزائر في مقدمة الترتيب إفريقيا في الكيمياء، الرتبة الثالثة في الإعلام الآلي، التكنولوجيات المتجددة، المواد، والرتبة الخامسة في الرياضيات. وبدوره قدم مدير البحث العلمي الأستاذ سلامي مختار، عرضا مفصلا عن عملية تطوير البحث العلمي والنتائج المتوصل إليها لحد الآن، مؤكدا في هذا الصدد، التحسن الكبير في الكمية والنوعية للبحوث المقدمة وأن مجلس التقييم يعلن عن نتائجها النهائية يوم 25 أفريل الجاري، مشيرا إلى أن قطاعي الصحة والاقتصاد لم يتم بعد تقييم بحوثهما بشكل نهائي. وقد تمت الإشارة خلال أشغال مجلس التقييم إلى أن الجزائر تتوفر على 22 ألف باحث، ويتوقع مسؤولو البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، أن يبلغ عددهم 25 ألف سنة .2012 وبالمناسبة، تم تكريم الباحث الجزائري الماكث بفرنسا الذي يشتغل بحقل الكيمياء بجامعة تولوز الأستاذ عز الدين بوسكسو على جدارته العلمية بعد أن حاز على الميدالية الفضية للكيمياء التي يمنحها المركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا. وقد عبر الأستاذ بوسكسو عن اعتزازه بهذا التكريم، مؤكدا ارتباطه الدائم بالوطن الأم الجزائر، وأنه دائما في خدمة بلاده من أي مكان في العالم، معبرا عن فخره ببلاده التي مكنته من أن يكون أول مغاربي يفوز بهذه الجائزة. للإشارة، فإن أشغال مجلس التقييم للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي تستمر اليوم في ورشات متخصصة قبل تقديم محصلة نتائج التقييم والاختتام.