أشرف مدير البحث العلمي والتطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور «عبد الحفيظ أوراق»، أمس على انطلاق فعاليات الأسبوع الوطني الثاني للبحث العلمي، وأوضح أن هذه المبادرة تهدف إلى تقريب الباحث من مجتمعه، مضيفا أن البحث العلمي في الجزائر قفز من المرتبة السابعة إلى الثالثة على مستوى إفريقيا. كشف الدكتور «عبد الحفيظ أوراق»، في تصريح له على أمواج الإذاعة الوطنية، أن المحور الرئيسي لهذه السنة هو «الكيمياء والعلوم التجريبية» لأن اليونسكو قد قررت أن تكون سنة 2011 هي السنة الدولية للكيمياء. وأضاف المتحدث أن دور البحث العلمي في الجزائر بدأ مع البرنامج الخماسي الأول للبحث العلمي الذي نشر سنة 1998 وتم تجسيده في الميدان بعد عامين من ذلك، موضحا أنه قبل هذا التاريخ كان البحث العلمي شبه منعدم لعدم توفر المناخ الملائم لتطوره، وأبرز أن هناك قفزة كبيرة للبحث العلمي. وفي السياق ذاته أفاد «أوراق» أن القطاع لا يزال يشهد عجزا كبيرا في الموارد البشرية التي تعتبر ركيزة تطوره على المستوى الدولي فالجزائر تتوفر على 480 باحثا لكل مليون نسمة، فهذا قليل إذا ما قورن بالمعدل العالمي 1080 باحث لكل مليون نسمة، بالإضافة إلى قلة المنشآت الخاصة بالبحث العلمي، بحيث لا يتوافر بالجزائر إلا 25 مركزا أو ما يسمى بوحدات بحث والمعدل العالمي في هذا المجال يصل على الأقل إلى 100 مركز، مشيرا إلى أن عدد الباحثين يُظهر المستوى العلمي والثقافي للمجتمع. كما أكد مدير البحث العلمي والتطوير التكنولوجي أن هناك جسور ما بين البحث العلمي والتطور التكنولوجي، فالأمر يخلق ديناميكية تؤدي إلى تفكير موحد بين الباحث وبين القطاعين، فالباحث لديه اهتمامات أكاديمية ولكنه يتفاعل مع الاحتياجات الوطنية، وفي هذا الشأن أوضح المسؤول ذاته أنه هناك مجموعة من المقترحات التي طرحتها بعض اللجان بعد تبادل الرؤى في مجال البحث العلمي، وعلى إثرها قدمت حلول إلى الوزارة الأولى لمد جسور الارتباط وهم في انتظار القرارات التي تجسد العلاقة بين القطاعات. وفيما يتعلق بموضوع هجرة الأدمغة الجزائرية أقر الدكتور «أوراق» بأنها تمت قبل سنة 2000 لكن مع تحسن الوضع والإجراءات الأخيرة من رفع لأجور الباحثين والأساتذة وتوفير شروط البحث وتحسينه قد أدى بالباحثين المتواجدين خارج الوطن بطلب العودة والكثير منهم يمارس مهامه في مراكز البحث على المستوى الوطني. وقد عبّر «أوراق» عن أسفه إذ توجه بعضهم إلى التدريس بالجامعات، وأوضح أن الوطن في حاجة إلى القدرات الشابة لأنها هي المستقبل فهناك فرص تمهين كبيرة على مستوى مراكز ووحدات البحث ورغما عن ذلك نجد عجزا كبيرا في الباحثين الدائمين حيث تحصي الجزائر 1100 باحث دائم على مستوى 25 مركز بحث، مؤكدا أن العدد ضئيل جدا. وبهذا الخصوص كشف «أوراق» بأن البحث العلمي في الجزائر قفز من المرتبة السابعة إلى الثالثة على مستوى إفريقيا وهي تحتل المرتبة الأولى في الفيزياء في علوم المواد والروبوتيك، وفي عدة ميادين ومستوى البحث العلمي لا يعكس مستوى التطور التكنولوجي، وكذا تفاعل الأبحاث مع النمو الاقتصادي، فالجامعي يسعى إلى أن تصل فكرته في الميدان وتبقى مسالة الثقة في الباحث الجزائري في القطاع الاجتماعي والاقتصادي وقدرات الجزائر عالية مقارنة مع باحثين أجانب وقد أثبتوا جدارتهم في الخارج. وفي سياق آخر كشف مدير البحث العلمي والتطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن يوم تكويني يوم 26 مارس، بما أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن طريق المديرية العامة تزودت ببرمجيات وهي آلية لتحديد السرقة العلمية وحماية البحث.