ترأس رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة امس الإثنين 28 جمادى الأولى 1432 ه الموافق 02 مايو2011 اجتماعا لمجلس الوزراء. افتتح رئيس الدولة الجلسة بكلمة تناول فيها برنامج الإصلاحات التي أطلع بها الأمة يوم 15 أفريل 2011 وكان نصها كالتالي: '' قبل مباشرة جدول أعمال اجتماعنا هذا أبدأ باستئناف الحديث عن برنامج الإصلاحات الذي أطلعت به الأمة قبل بضعة أيام. لقد قوبل البرنامج هذا بردود أفعال شتى وذلك أمر عادي في بلد تسوده الديمقراطية والتنوع السياسي. كما أثار بعض التساؤلات التي استوجبت ما ارتأيت من الفائدة الإتيان به في هذا المقام من توضيحات. في المقام الأول أجزم مرة أخرى أن الإصلاحات السياسية ستكون عميقة ومراعية للمبادئ الأساسية وثوابت الهوية الوطنية ألا وهي الإسلام والعروبة والامازيغية المنصوص عليها في الدستور الحالي. هذا وإن الدستور ينص في مادته 178 أنه لا يسوغ لأي تعديل دستوري المساس بالطابع الجمهوري للدولة والنظام الديمقراطي القائم على التعددية الحزبية والإسلام من حيث هو دين الدولة والعربية من حيث هي اللغة الوطنية الرسمية والحريات الأساسية وحقوق الإنسان والمواطن وسلامة التراب الوطني ووحدته وكذا العلم الوطني والنشيد الوطني بصفتهما رمزين للثورة والجمهورية. من ثمة ما عدا هذه الثوابت الوطنية ستعكس القوانين التي ستتم مراجعتها وكذا مشروع مراجعة الدستور ما سيصدر ديمقراطيا عن الأغلبية من أراء واقتراحات. في المقام الثاني ستستشار الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية استشارة واسعة حول كل ما يزمع العمد إليه من إصلاحات سياسية. في هذا الإطار ستعقد قريبا لقاءات تحت إشراف شخصية وطنية سأتولى تعيينها لهذا الغرض. وما سيجري خلالها من المشاروات السياسية سيغتنم على الخصوص لاستيفاء أراء واقتراحات الأحزاب والشخصيات حول جملة الإصلاحات المعلن عنها وبخاصة مراجعة الدستور المقبلة. في المقام الثالث وفيما يخص بالذات إعداد مشروع مراجعة الدستور سأعين لجنة ذات الاختصاص لتنهض بهذه المهمة. وتكون هي التي سيرفع إليها ما سيصدر عن الأحزاب والشخصيات من عروض واقتراحات حول هذا الملف. وحالما تفرغ هذه اللجنة من عملها ستقدم لي مشروع المراجعة الدستورية الذي تصوغه ثم تحال صيغة هذا المشروع النهائية على البرلمان وفقا لما ينص عليه الدستور. ضف إلى ذلك لو يتبين أن مشروع المراجعة الدستورية معمق فسيناط الشعب بعد البرلمان بالبت في أمره بمطلق سيادته من خلال استفتاء شفاف. في المقام الرابع وعلى ضوء أراء واقتراحات الأحزاب والشخصيات الوطنية التي ستتم استشارتها كما أسلفت ستؤول إلى الحكومة مسؤولية إعداد مشاريع القوانين المترتبة عن برنامج الإصلاحات السياسية. من باب التذكير يتعلق الأمر أولا بثلاثة قوانين عضوية تتعلق على التوالي بالنظام الانتخابي والأحزاب السياسية وحيز المرأة ضمن المجالس المنتخبة. ويتعلق الأمر بعد ذلك بمشاريع القوانين المتعلقة بحالات التنافي مع العهدة النيابية وبالحركة الجمعوية. كما يتعلق بمشروع مراجعة قانون الولاية الذي سيعقب مراجعة قانون البلدية التي تمت مؤخرا. في هذا الإطار ستقوم الحكومة بجمع وفق مقتضى الحال عروض واقتراحات الأحزاب السياسية والحركة الجمعوية التي آمل أنها ستدلي بدلوها في الأجل الذي يتفق عليه لاحقا بما يتيح إيداع كافة مشاريع القوانين هذه لدى مكتب البرلمان في كنف احترام الاستحقاقات المترتبة عن الرزنامة السياسية التي سأتطرق إليها لاحقا. هذا وسنتولى ترقية الإصلاحات المتعلقة بالإعلام. في هذا المضمار وفضلا عن مشروع القانون حول رفع التجريم عن الجنحة الصحفية الذي سنتولاه بالدراسة اليوم تكلف الحكومة بالتشاور مع الأسرة الإعلامية بتعجيل صياغة مشروع القانون العضوي المتعلق بالإعلام. وفضلا عن الضمانات القانونية الجديدة حول حرية الصحافة التي سيعززها القانون المأمول هذا فإننا سنسعى من اجل تحديث المجال الإعلامي الوطني للارتقاء به إلى مستوى تعدديتنا السياسية وطموحات شعبنا ومن أجل تعزيز الاحترافية وترسيخ الأخلاقيات. ذلكم هو بالذات الإطار الذي سيتم فيه إنشاء لجنة مستقلة من الخبراء الجزائريين في مجال الإعلام السمعي البصري والاتصال والإعلام. وستوكل لها مهمة اقتراح السبل والوسائل الكفيلة بتحسين المجال السمعي البصري وترقية الاتصال بواسطة تكنولوجيات الإعلام الجديدة وتحديد الميادين التي ستسهم المساعدة العمومية من خلالها في ازدهار الصحافة المكتوبة. سيتم تنصيب سلطة ضابطة تعنى بالأجهزة الإعلامية حالما يتم إصدار قانون الإعلام الجديد. تكون مهمتها السهر على مراعاة ما تكرسه حرية التعبير من مبادئ وضمان ارتفاق الأحزاب السياسية للوسائط الإعلامية السمعية البصرية بالقسطاس والمساهمة في احترام الأخلاقيات ومراعاة الواجبات. وانتهز هذه السانحة لتذكير الحكومة بأنها مكلفة أيضا بإعداد مشاريع القوانين المتعلقة بالإشهار وبسبر الآراء عبر الوسائط الإعلامية. يشمل برنامج الإصلاحات السياسية الذي أعلنته كذلك انفتاحا أكبر للسلطات العمومية تجاه مختلف الرابطات والجمعيات الوطنية لحقوق الإنسان. لهذا الغرض ستعرض الحكومة علي مشروع نص تنظيمي يفي بتعزيز هذا المسعى حيث ستحتفظ اللجنة الوطنية الاستشارية المكلفة بحماية حقوق الإنسان وترقيتها بطبيعة الحال بتمام الدور الذي أسنده لها القانون. في المقام الخامس وفيما يتعلق برزنامة تطبيق الإصلاحات السياسية يجب أن أقول أولا أنه يتعين على الحكومة أن تعجل إعداد مشاريع القوانين المترتبة عن هذه الإصلاحات لكي يتأتى عرضها أولا بأول على البرلمان فور الفراغ منها. ومهما يكن من أمر يجب أن تودع كافة المشاريع هذه لدى مكتب المجلس الشعبي الوطني في أجل أقصاه بداية دورته الخريفية المقبلة كي تناقش ويصوت عليها كلها خلال الفترة التشريعية الحالية. إن الأمر يتعلق هاهنا بهدف سياسي مهم بالنسبة للجميع سيتيح تنظيم الانتخابات التشريعية والمحلية وفقا للقوانين الجديدة. وأما مشروع مراجعة الدستور فإنني عازم على عرضه على البرلمان بعد الانتخابات التشريعية المقبلة. وقد اخترت هذا لأسباب موضوعية منها أملي في أن يتم تنظيم الانتخابات التشريعية المقبلة في كنف الشفافية التامة وتفضي إلى تمثيل كافة الأحزاب السياسية الكبرى القائمة في بلادنا في البرلمان. بعد هذه التوضيحات والتوجهات حول الإصلاحات السياسية اغتنم هذه المناسبة لتحديد المعالم لمسار الورشات الأخرى تلك التي لا تقل أهمية وأسلفت الحديث عنها خلال خطابي الأخير إلى الأمة. بهذا الخصوص وفيما يتعلق بمحاربة الآفات الاجتماعية باتت بلادنا تملك عدة قانونية كاملة لمحاربة الفساد وكافة الأشكال الأخرى من المساس بالأموال والممتلكات العمومية. وقد تم تعزيز دور كل من المفتشية العامة للمالية ومجلس المحاسبة وسنستكمل اليوم هذا الجهاز القانوني بمشاريع لمراجعة القوانين المتوخى منها حماية الإطارات والمسيرين أثناء أداء مهامهم والتعاطي مع مخاطر التسيير. أدعو إذن قضاتنا إلى الإسهام في ذلك تمام الإسهام خدمة لحماية الأموال والممتلكات العمومية في كنف الاحترام الدقيق للقوانين. يجب لزاما تحسين العلاقات بين الإدارة والمواطنين وذلك بدحر البيروقراطية وبالقضاء على ما يعتور الإدارة من اختلالات وبإعادة الاعتبار للخدمة العمومية. من هذا الباب أكلف الحكومة بتعجيل الورشات التي باشرتها من اجل تخفيف الإجراءات الإدارية وتقديم توصياتها إلى مجلس الوزراء في نهاية هذا السداسي. من منطلق هذه الروح على الحكومة إيجاد صيغة جديدة تعزز الشفافية والإنصاف في استفادة المواطنين من المساعدات العمومية في السكن وفي منح السكن العمومي الإيجاري. بالفعل ومثلما سنقف عليه اليوم بمناسبة دراسة مشروع قانون المالية التكميلي ان الدولة لا تدخر جهدا من أجل الاستجابة للطلب على السكن. ولا يبقى إذن سوى تعزيز ثقة مواطنينا في أن حقهم في السكن محفوظ ومكفول. لقد أعلنت ايضا تنظيم تشاور خلال السنة هذه لتحديد أهداف تنمية محلية أفضل ومساوقتها مع تطلعات الساكنة. سيتولى المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي تفعيل هذا التشاور بمساعدة تامة من قبل الحكومة والجماعات المحلية وبمشاركة الكفاءات الجديرة بتمثيل الساكنة والمنتخبين المحليين وممثلي الإدارة المحلية. سيباشر هذا التشاور الذي سيتم توضيح كيفيات إجرائه من خلال ''خارطة طريق'' توجه قريبا الى المكلفين بإدارته وينطلق من البلديات ليخلص إلى جلسات على المستوى الوطني. وينتظر منه الخروج بالتوصيات المناسبة الكفيلة بتحسين حكامة الجماعات المحلية وكذا العلاقات بين الإدارة والمواطنين. وبرسم تحديث الحكامة أيضا ومواصلة إصلاح الدولة كلفت الحكومة بالعمل على ترقية دور المجالس المنتخبة المحلية وموقعها في تسيير التنمية والشؤون العامة. ولقد قطع هذا المسار شوطا هاما بمراجعة قانون البلدية التي ستليها مراجعة قانون الولاية. فالمطلوب إذن هو تدعيم هذه التحسينات خاصة على مستوى البلديات بإمداد مجالسها المنتخبة بالكفاءات الإدارية والتقنية المطلوبة بما في ذلك الاعتماد انتقاليا على آليات دعم الإدماج المهني لحملة الشهادات وعند الاقتضاء مضاعفة الإسهام المالي للدولة في موارد البلديات الضعيفة القدرة المالية. ومهما يكن من أمر يتعين على المجالس المحلية المنتخبة مستقبلا أن تثبت قدرتها على النهوض بمسؤولياتها من حيث الحكامة والنيابة عن ناخبيها من المواطنين بكل ديمقراطية وشفافية. وفي نفس الوقت وتيسيرا لمشاركة المواطنين في التصدي لأي قرار إداري يكون محل اعتراض من قبلهم ستتولى الحكومة تعبئة الوسائل اللازمة حتى يتمكن قطاع العدالة من فتح كافة المحاكم الإدارية المرسوم إنشاؤها عبر سائر التراب الوطني وفق وتيرة توفر المستخدمين المطلوبين والقضاة على الخصوص. هذا وأكلف السلطات القضائية بالقيام بمساعدة هيئات الإعلام بتعميم معرفة مكانة الجهات القضائية الإدارية ودورها من حيث هي الملاذ الذي يلجأ إليه للتصدي لأي قرار إداري يعتبر مجانبا للعدل. وهو ما سيكون له مفعوله في بناء علاقات أكثر سلاسة بين الإدارة والمواطنين. وقد أعلنت أيضا في خطابي إلى الأمة أننا سنباشر عملا معمقا باتجاه المؤسسة الوطنية عمومية كانت أو خاصة من أجل إنمائها. سيعزز المسعى هذا الإجراءات التي تم اتخاذها من أجل تنويع الاقتصاد الوطني وتثمير الإنفاق العمومي الهام في الاستثمارات من حيث هو كم من الأعمال يوكل تنفيذه للمؤسسات المحلية. وعليه فإنني أكلف الحكومة بتعجيل دعوة شركائها الاقتصاديين والاجتماعيين الى تشاور ثلاثي يعنى خصيصا بإيجاد السبل والوسائل الكفيلة بدعم تطوير المؤسسة وترقية مناخ أكثر مواتاة للاستثمار وللنشاط الاقتصادي على أن يتم تنفيذ نتائج هذا التشاور والورشات التي قد يتفق حولها خلال هذه السنة. زيادة عن ذلك سيقوم المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي في إطار تقاريره الدورية بمتابعة تنمية الاقتصاد من دون المحروقات وبالأخص اقتصاد المؤسسة بما يتيح له إصدار توصيات حول الإجراءات التكميلية أو التصحيحية التي قد تكون فائدة في الأخذ بها. وإلى جانب ذلك يتعين على الحكومة أن تعد العدة لتنظيم اجتماع عام للثلاثية يكون مناسبة لمناقشة الملفات المتعلقة بالمسائل الاجتماعية مع ممثلي أرباب العمل والعمال. بعد أن سبق وأن استرجعنا السلم وحركنا عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية ستكون هذه الإصلاحات تتويجا للتجدد الوطني. وعليه أتعهد باحترام ماسيرسم من نطاقات لهذه الإصلاحات على أن تراعي الثوابت الوطنية التي سبق وأن أعفاها الدستور الحالي من كل تغيير وألا تخل بالوفاء لإرادة الشعب الذي نبذ دعاة العنف من الحياة السياسية. إن الإصلاحات السياسية هذه وكذا تحديث مناهجنا في تسيير الشؤون العمومية التي سترافقها والتي أسلفت ذكرها إنما تنبثق من المرحلة التي بلغتها تنميتنا الوطنية ومن طموحات شعبنا وعلى الخصوص شبيبتنا التي غايتها المنشودة هي أن تحيا حياة عصرها. فالأمر إذن أمر شعبنا في النهوض بإصلاحاته العميقة بكل سيادة ورصانة في كنف احترام ذلكم الثمن الذي دفعه في سبيل استرجاع استقلاله والوفاء للتضحيات التي قدمها في عهد بعيد من اجل صون النظام الجمهوري والديمقراطية ومصداقا ملموسا لتطلعاته إلى بناء جزائر ديمقراطية وعصرية جزائر متمسكة بأصالتها وغيورة على استقلالية قرارها ''. تطرق مجلس الوزراء بعد ذلك إلى معالجة جدول أعماله فتناول بالدراسة والموافقة مشروع قانون المالية التكميلي لسنة .2011 المتوخى من المشروع هذا هو أن يرافق على وجه الخصوص من حيث تراخيص البرامج واعتمادات الدفع والتدابير القانونية عند الاقتضاء القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء في شهر فبراير الماضي بغرض حماية القدرة الشرائية للمواطنين والاستجابة للطلب الخاص على التشغيل من قبل الشبيبة ومواصلة ترقية تطور الأداة الاقتصادية المنتجة. في هذا الاطار سترتفع النفقات العمومية لسنة 2011 بنسبة 25 ? بحيث تنتقل من 6618 مليار دج برسم قانون المالية الساري إلى 8275 مليار دج في قانون المالية التكميلي المقترح. وتتوزع النفقات هذه كالآتي: 1- 400 مليار دج موجهة لأنظمة تعويض الموظفين بما في ذلك المستحقات المتأخرة تماشيا مع صدورها أولا بأول. 2- 178 مليار دج موجهة للدعم الإضافي لتثبيت أسعار القمح والحليب والزيت والسكر وبذلك سيرتفع هذا الدعم من 93 مليار الى 271 مليار دج برسم سنة .2011 3- 139 مليار دج من الاعتمادات الإضافية موجهة إلى: أ) توسيع آلية دعم الادماج المهني للشباب ب) تكثيف برنامج الأشغال الشديدة الحاجة إلى اليد العاملة. ج) ورفع الحصة السنوية من مشاريع الاستثمار المصغر والمزايا الجديدة المخصصة لها. 4- 897 مليار دج لتراخيص البرامج من أجل التكفل بالقرارات المترتبة عن السياسة العمومية للسكن منها. أ) تكثيف البرنامج الخماسي لبناء السكنات الاجتماعية الايجارية الذي ينتقل من 800.000 الى مليون وحدة سكنية سيتم تعجيل إطلاق 410.000 وحدة منها. ب) رفع البرنامج الخماسي لدعم السكن الريفي الذي سينتقل من 700.000 الى 900.000 وحدة سكنية. ج) وانجاز 50.000 سكن ترقوي مدعم موجهة للشباب. 5- 24 مليار دج لتهيئة الفضاءات المخصصة للنشاط الاقتصادي منها: أ) انجاز أسواق بهدف تأطير التجارة غير الرسمية في المدن. ب) اعادة تأهيل مناطق النشاط البلدي في عدة ولايات. ج) والتكفل ب20 ? من تكاليف انجاز 36 منطقة صناعية جديدة على أن تتم تعبئة ما تبقى من هذا الانفاق بواسطة قروض طويلة المدى من الصندوق الوطني للاستثمارات. 6- 67 مليار دج لإكمال الاعتمادات الموجهة للقطاعات الصناعية والري والأشغال العمومية والسكة الحديدية وكذا البرامج التنموية البلدية. 7- وفي الأخير مخصصات مالية موجهة خاصة لتغطية حاجات قطاعات التكوين من المناصب المالية الجديدة للموسم المدرسي المقبل والمصروفات الطارئة. لم ينص مشروع المالية التكميلي في شقه التشريعي على ضريبة جديدة ولا على رسم أو زيادة في الضرائب والرسوم وانما جاء بتشجيعات جديدة للنشاط الاقتصادي وعلى الخصوص: 1- رفع سقف استفادة النشاطات الاقتصادية من الضريبة الجزافية الوحيدة من 5 إلى 10 ملايين دج. 2- تخفيف الأعباء الاجتماعية بنسبة 80 ? في ولايات الشمال و90 ? في ولايات الهضاب العليا والجنوب بالنسبة للمؤسسات التي توظف طلاب الشغل أول مرة. 3- منح فترة تقدر بثلاث سنوات بعد فترة الإعفاء الجبائي يتعين خلالها على المؤسسات المصغرة تسديد التزاماتها الجبائية تدريجيا. 4- التصديق على استفادة المستثمرين من العقارالصناعي بتكاليف جد مخففة اي 10 ? من قيمة الإتاوات السنوية خلال سنوات الانجاز الثلاث و50 ? من ذات القيمة خلال مباشرة النشاط التي يمكن أن تمتد الى خمس سنوات. وتوخيا لتشجيع سياسة تهيئة الإقليم والإسهام في تنمية ولايات البلاد الداخلية ستخفض هذه الإتاوات إلى الدينار الرمزي مدة 10 سنوات في ولايات الجنوب والهضاب العليا. 5- والإعفاء من الرسوم الجمركية ومن الرسم على القيمة المضافة المطبقة على الواردات من الزيت الغذائي الخام والسكر الأبيض والأسمر من باب الحفاظ على القدرة الشرائية. واصل مجلس الوزراء أعماله متناولا بالدراسة والموافقة مشروع تعديل أحكام تشريعية يتعلق بإلغاء تجريم فعل التسيير. يتعلق الأمر أولا بمشروع تعديل الحكم ذي الصلة في قانون العقوبات لحماية الإطارات المسيرة أثناء أداء مهامهم والتعاطي مع مخاطر التسيير من خلال حصر الأسباب القانونية لتوجيه تهمة السرقة وإهدار أو تبديد الأموال والسندات العمومية بفعل الغير في تقصير المسير المعني في واجباته المهنية من حيث الحيطة أو الأمن أو الحينية العادية في التصرف. كما يتعلق الأمر بتعديل حكمين لهما صلة من قانون 20 فبراير 2006 المكمل المتعلق باتقاء الفساد ومحاربته. من ثمة سيتم من الآن فصاعدا اشتراط ثبوت العمد الصريح لمتابعة المسير قضائيا بتهمة محاباة الغير أثناء إبرام عقد أو صفقة عمومية أو بتهمة تبديد أموال عمومية لفائدته أو لفائدة الغير. وإضافة إلى ذلك سيشترط أيضا الصدور المسبق لشكوى الأجهزة المديرة للمؤسسة قبل مباشرة أية متابعة جنائية في حق الإطارات المسيرين. وإذ علق رئيس الجمهورية على مشاريع التعديلات هذه بعد مصادقة مجلس الوزراء عليها أكد أنها تحمل رسالة تقدير وثقة من الدولة تجاه مسيري البلاد وإطاراتها. وأوضح رئيس الدولة انه لا يحق لأحد أن يسئ تأويل هذه الخطوة على أنها تساهل مع أي مساس بالأملاك العمومية المساس الذي ستستمر معاقبته بصرامة في إطار القانون. كما تناول مجلس الوزراء بالدراسة والموافقة مشروع تعديل قانون العقوبات المتعلق برفع التجريم عن الجنحة الصحفية. يقترح هذا التعديل أولا إلغاء عقوبة الحبس والاكتفاء بالغرامة المالية المنصوص عليها في المادة 144 مكرر المتعلقة بالطعن في ذات رئيس الدولة. كما يقترح إلغاء عقوبة الحبس المنصوص عليها في المادة 146 المتعلق بالاهانة والشتم والقذف في حق البرلمان والهيئات القضائية والجيش الوطني الشعبي وكافة الأسلاك النظامية والهيئات العمومية الأخرى. ويقترح المشروع هذا الإلغاء الكلي للمادة 144 مكرر 1 التي كانت تتضمن العقوبات المطبقة في حال تناول رئيس الجمهورية بالسوء عن طريق منشور والتي تنص في هذا الإطار على متابعة مسؤولي النشر والتحرير والمطبوعة بحد ذاتها. لدى تدخله عقب المصادقة على مشروع التعديل ذكر رئيس الدولة أن ''الأمر هذا يتعلق بتحقيق الانسجام بين قوانيننا وقناعاتنا كما أنه رسالة تقدير موجهة لعائلة الصحافة الوطنية ''. وختم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالقول '' أن حرية الرأي والتعبير مكسب يكفله الدستور. وسنسهر على تعزيزه كما أشرت إليه عندما أعلنت الإصلاحات السياسية التي سيتم تنفيذها خلال الأشهر المقبلة ''. عقب ذلك تناول مجلس الوزراء بالدراسة والمصادقة مشروع مرسوم رئاسي يتضمن إنشاء المعهد الجزائري للتكوين في الهندسة النووية. يندرج إنشاء هذه المؤسسة ضمن البرنامج النووي الوطني الممتد من 2010 إلى غاية 2025 والذي يرمي على المدى البعيد إلى المساهمة بقسط معتبر في إمداد البلاد بالطاقة الكهربائية. المتوخى من المعهد هذا هو توفير دورات تكوينية متخصصة في الهندسة النووية وفي صيانة واستغلال المفاعلات والتجهيزات النووية وفي الأمن الإشعاعي والنووي وفي مجالي التقنيات النووية وكذا الفيزياء الطبية. سيكون مقر المعهد بالجزائر العاصمة على مستوى محافظة الطاقة الذرية وستقام الدورات التكوينية على مستوى مراكز الأبحاث النووية بالجزائر العاصمة ودرارية والبيرين وتمنراست. أخيرا أن هذا المعهد الذي سيتم إنشاؤه في كنف التقيد الصارم بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها الجزائر بصفتها عضوا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيتم اقحامه طرفا في التعاون الذي تقيمه بلادنا في مجال الاستعمال السلمي للطاقة النووية مع شركاء أجانب من مثل جنوب إفريقيا والولايات المتحدةالأمريكية والأرجنتين والصين وفرنسا. هذا وتناول مجلس الوزراء بالدراسة والمصادقة مشروع مرسوم رئاسي يعدل ويتمم مرسوم يونيو2002 المتضمن القانون الأساسي لشركة سونالغاز. يتوخى التعديل هذا تكييف القانون الأساسي لهذه الشركة العمومية مع تدابير القانون المتعلق بالكهرباء وتوزيع الغاز بواسطة الأنابيب. وهو يدعم التنظيم الجديد لسونالغاز التي تم تحويلها إلى شركة قابضة تتولى تسيير حافظة الأسهم التي تمتلكها في فروعها. وأكد المرسوم الرئاسي المصادق عليه في الأخير صفة رأس المال الاجتماعي للشركة العمومية سونالغاز وجميع فروعها غير القابل للتقادم وغير القابل للتصرف. وإضافة إلى ذلك تناول مجلس الوزراء بالدراسة والموافقة مشروع مرسوم رئاسي يتضمن إلغاء ستة عقود خاصة بالبحث والتنقيب عن المحروقات والموافقة على ستة عقود أخرى تحل محلها. العقود الستة الملغاة كانت مبرمة بين سوناطراك وكل من شركات بيتروفيتنام وريسول ألجيريا في ديسمبر 2003 وسينوباك وغولف كيستون بتروليم. وأصبحت المحيطات الستة المعنية بهذه العقود الملغاة محل عقود أبرمت بين الوكالة الوطنية لتثمين المحروقات ''النفط'' والشركة العمومية سوناطراك. وواصل مجلس الوزراء أعماله متناولا بالدراسة والموافقة مشروع مرسوم تنفيذي يتضمن مهام وتنظيم وسير المندوبية الوطنية للمخاطر الكبرى. ينبثق إنشاء المندوبية هذه من القانون المتعلق باتقاء المخاطر الكبرى وإدارة الكوارث في إطار التنمية المستدامة. هذه الوكالة التابعة لوزارة الداخلية من حيث هي السلطة الوطنية المكلفة بتسيير مخططات تنظيم الإسعافات الاستعجالية والكوارث الطبيعية ستكون بوتقة تتجمع فيها جملة الكفاءات الموجودة بالمراكز والهيئات التقنية المتخصصة وكذا القطاعات الحكومية المعنية بالموضوع. إنها ستعنى على وجه الخصوص بإعداد بنك معطيات متخصصة وتقويم المنظومة للوقاية من المخاطر الكبرى واقتراح إجراءات للزيادة من فعاليتها والإسهام في ترقية المعارف وتطوير التكوين في مجال تخصصها. عقب ذلك استمع مجلس الوزراء لعرض جاء فيه تقييم لنشاطات قطاع الاتصال. ثم واصل مجلس الوزراء أعماله متناولا بالدراسة والمصادقة جملة من مشاريع صفقات عمومية طبقا للتدابير الخاصة بقانون الصفقات العمومية. وختم مجلس الوزراء أعماله بالموافقة على قرارات فردية تتعلق بتعيينات وإنهاء مهام في مناصب عليا في الدولة.