نظم الأطباء المقيمون، أمس الأربعاء، تجمعا بالمرادية (الجزائر العاصمة) احتجاجا على ''تقاعس'' الوزارة الوصية في تلبية المطالب الاجتماعية والبيداغوجية المرفوعة من قبلهم منذ شهر مارس الفارط. وقد عرف هذا التجمع -حسب تقديرات المديرية العامة للأمن الوطني- مشاركة ''نحو 400 طبيب مقيم'' الذين حاولوا في منتصف النهار الوصول إلى قصر الرئاسة لتسليم أرضية مطالبهم ليواجهوا من طرف قوات الأمن التي حالت دون ذلك. ورفع المحتجون عددا من اللافتات دعوا من خلالها إلى تحسين الظروف البيداغوجية والمهنية والاجتماعية للطبيب المقيم وإلغاء الخدمة المدنية التي تعد المطلب الرئيسي لهذه الفئة، مهددين بالاستقالة الجماعية في حال عدم التوصل إلى أرضية اتفاق مع الوصاية. وقد أكد المحتجون على لسان الناطق الرسمي باسم ''الهيئة المستقلة للأطباء المقيمين الجزائريين'' الدكتور يلس توفيق استعدادهم للبقاء في الشارع ومواصلة الإضراب حتى يتم إيجاد حل لكل انشغالاتهم المطروحة. وحوالي الساعة الواحدة والنصف زوالا تمكنت مجموعة من المحتجين الانفصال عن الطوق الأمني الذي ضرب عليهم غير بعيد عن المديرية العامة للوظيف العمومي لتتوجه إلى ساحة الوئام (أول ماي) وتحديدا أمام مستشفى مصطفى باشا الجامعي أين واصلت حركتها الاحتجاجية. وحسب ما أكدته مصالح الأمن ل(واج) فإنه ''لم تكن هناك أية توقيفات في صفوف المشاركين''. للتذكير كان الأطباء المقيمون قد باشروا في 28 مارس الماضي إضرابا مفتوحا للمطالبة بإلغاء القوانين والمراسيم المتعلقة بالخدمة المدنية الإجبارية ومراجعة القانون الأساسي الحالي للمقيم وإعادة تقييم الأجور مع مراجعة منحة المداومة ورفعها إلى 4000 دج بدلا عن 690 دج المطبقة حاليا. كما تجدر الإشارة إلى أنه كان قد تم نهاية مارس المنصرم تنصيب ثلاث لجان مختلطة تضم ممثلين عن وزارة الصحة ومندوبين عن الأطباء المقيمين غير أن هؤلاء أعلنوا انسحابهم من هذه اللجان بسبب ''رفض'' مطلبهم الأساسي المتمثل في إلغاء الخدمة المدنية. وكان عميد كلية العلوم الطبية بجامعة الجزائر البروفيسور موسى عرادة قد دعا المضربين إلى استئناف الدروس ''في أسرع وقت ممكن'' لتفادي سنة بيضاء سيما وأن مطالبهم ''تم التكفل بها'' حسب قوله. وفيما يتعلق بإلغاء الخدمة المدنية الذي وضعه الأطباء المقيمون على رأس قائمة المطالب أوضح عميد كلية الطب أن وجودها هو نتيجة ''عدم الانسجام'' في التغطية الصحية بين الشمال ومناطق الهضاب العليا والجنوب. (واج)