آلاف الطلبة يكسّرون حظر المسيرات في العاصمة المطالب الجامعية والبيداغوجية ''تتحول'' إلى شعارات سياسية! إغماءات وعشرات الجرحى في صفوف الطلبة والشرطة بعد مواجهات عنيفة استجاب أمس حوالي 5 آلاف طالب لنداء التنسيقية الوطنية للطلبة الجزائريين لتنظيم مسيرة من ساحة البريد المركزي بالعاصمة باتجاه مقر رئاسة الجمهورية، ولم يتمكن الطلبة من الوصول إلى ساحة الصديق بن يحى بالمرادية نظرا إلى الطوق الأمني المفروض، في الوقت الذي سقط فيه عشرات الجرحى في صفوف الشرطة والطلبة، فضلا عن الإغماءات. تجمّع آلاف الطلبة بساحة البريد المركزي عند الحادية عشر صباحا، محاولين تجاوز الحصار الأمني المفروض من قبل رجال وأعوان الشرطة، قبل أن تمكن عددهم الكبير من كسر الحواجز الأمنية البشرية التي كانت محيطة بالساحة وتوجهوا مباشرة إلى مقر رئاسة الجمهورية بالمرداية عبر شارع محمد الخامس، مكسّرين بذلك حظر المسيرات في العاصمة. وشهد الطريق الذي سلكه الطلبة عبر شارع محمد الخامس إلى قصر الشعب، ومن ثمة إلى فندق ''الجزائر'' مواجهات عنيفة بينهم وبين أفراد الشرطة، الذين كانوا يشكّلون في كل مرة حواجز أمنية لمنع وصولهم إلى ساحة الصديق بن يحيى المحادية لمقر رئاسة الجمهورية، في الوقت الذي تعددت فيه واختلفت الشعارات التي رددها الطلبة الذين أجبروا أعوان الشرطة على غلق حركة المرور أمام السيارات إلى ساعات. عند منتصف النهار تمكن الطلبة من الإقتراب من قصر الرئاسة، ولم يعد يفصله عنهم سوى 100 متر، وبعد أن كانت الشعارات التي ردّدوها عند انطلاق المسيرة تتمثل أساسا في منح لهم حقوقهم البيداغوجية ورد الإعتبار للشهادات الجامعية في تصنيف شهادة المهندس وتسوية ملف النظامين الجديد والقديم، مرددين ''المهندس مهندس''، ''حراوبية إرحل''، تحولت المطالب إلى شعارات ومطالب سياسية بعد التصعيد بينهم وبين رجال الشرطة، حيث ردد الطلبة عند وصولهم بالقرب من قصر المرادية شعارات مناهضة للنظام وأخرى منادية على الحرية والديمقراطية، منها ''جزائر حرة ديمقراطية''، ''حنا الطلبة مازالنا كاينين''. وعرفت المواجهات التي حدثت بين الطلبة ورجال الشرطة تعرض العشرات من الطلبة إلى الإغماء وسقوط العديد من الجرحى من الطرفين، ففي الوقت الذي أغمي فيه على حوالي 15 طالبا بسبب التدفق الكبير لهم لكسر الحواجز، أصيب بعض رجال الشرطة بالحجارة التي كنت ترمى عليهم، كما تسبب هؤلاء في جرح بعض الطلبة الذين تم إسعافهم من طرف مصالح الحماية المدنية التي كانت حضارة في المكان، ووصل عددهم إلى حوالي 30 جريحا. إغماءات وعشرات الجرحى في صفوف الطلبة والشرطة بعد مواجهات عنيفة وإلى غاية الثانية زوالا لم يتمكن الطلبة من تجاوز الحاجز الأمني الأخير، وبقوا في مد وجز بينهم وبين قوات الشرطة، كما تعرضوا إلى رشق بالحجارة والزجاجات من طرف بعض الشباب القاطنين بحي المرادية، قبل أن يتم طرد هؤلاء من طرف الشرطة، وقد اضطر الأطباء المقيمون الذين كانوا في اعتصام بالقرب من مقر الرئاسة، إلى إخلاء المكان بعد تدفق الكم الهائل من الطلبة الذين قاموا بتكسير الحواجز الحديدية التي وضعتها الشرطة لمنع تقدّم الأطباء. وقد شرع الطلبة في مغادرة المكان حوالي الثالثة زوالا، بعد أن تمكنت قوات الأمن من تفريقهم، وبعد أن تم تسجيل حوالي 03 جريحا في صفوفهم، فضلا عن تعرض العشرات إلى الإغماء، واعتبر الطلبة الذين قدموا أغلبهم في مسيرة أمس من بجاية وتيزي وزو، أن مسيرتهم ''ناجحة بكل المقاييس''، والأهم بالنسبة إليهم كسر حظر المسيرات في العاصمة، بعدما تمكنوا من السير من البريد المركزي إلى غاية قصر الرئاسة. وأشار هؤلاء إلى أنهم سيواصلون الإحتجاج إلى غاية تلبية كافة المطالب. عمال وأطباء يهدّدون بتصعيد الموقف إن لم تتم الإستجابة لمطالبهم مقر رئاسة الجمهورية تحت وقع الإحتجاجات والإعتصامات أعلنت العديد من التنظيمات المستقلة، من ضمنها الأطباء المقيمون وأساتذة الجنوب المتعاقدون وضحايا الأخطاء الطبية، وممثلون لعمال شركة مطاحن الشرفة بسيق، عزمها اللجوء إلى التصعيد بالإعتصام والإحتجاج أمام مقر رئاسة الجمهورية، إلى غاية تحقيق مطالبهم، التي يرونها مشروعة، بعد أن أضحى محيط مقر المرادية قبلة الغاضبين على الوزراء والمسؤولين المكلفين بتسيير شؤونهم. 150 عامل من مطاحن الشرفة بسيڤ يطالبون برفع أجورهم اعتصم أمس أمام رئاسة الجمهورية جمع من عمال مطاحن الشرفة بسيڤ، ولاية معسكر، للتنديد بالأوضاع المزرية التي يعيشها العمال داخل المؤسسة، متهمين صاحب المِؤسسة، باتخاذ إجراءات تعسفية في حقهم وذلك بتطبيق الحڤرة والإهانة والضغط وطرد العمال لأسباب تافهة، حيث لم يتم رفع أجورهم منذ خوصصة الشركة التي تتراوح من 11 ألف دج و 17 ألف دج للعمال الذين لديهم أكثر من 15 سنة عمل في الشركة، وعدم تطبيق الإتفاقيات التي سنتها الدولة بخصوص رفع الحد الأدنى للأجور، وبتأزم هذه المشاكل التي أدت إلى انفجار الوضع الإجتماعي للعمال والتعبير عنها خارج المؤسسة منذ 2 مارس 2011 ، أين تم إيقاف رواتبنا طيلة شهر ونصف بسبب احتجاجنا. وقال ممثل عن المحتجين ل ''النهار'' أمس؛ أنّ مطالبهم مشروعة وقانونية، والمتمثلة في رفع الأجور وتطبيق ما جاء في عقد البيع الذي تم بين المؤسسة وبين الوزارة الوصية، بالإضافة إلى تفعيل الإتفاقية الجماعية للشركة وتثبيت العمال المتعاقدين الذين يتم استغلالهم، رغم أن مناصب عملهم دائمة، مطالبين في الأخير بإيفاد لجنة تحقيق بخصوص عقد البيع المبرم من قبل الوزارة الوصية أساتذة الجنوب يطالبون بمنحة الجنوب والسكن ''ارفعوا الحڤرة عن أساتذة الجنوب''، '' أعطينا المنحة يا بوزيدي''، هي الشعارات التي رفعها جمع ممثل لأزيد من20 ألف أستاذ رئيسي للتعليم الإبتدائي والمتوسط بالجنوب، أمام مقر رئاسة الجمهورية أمس، حيث قال أحد الممثلين عن الأساتذة، أن الهيئات المعنية ترفض في كل مرة أحقيتهم في الإمتيازات الخاصة التي يقرها المرسوم التنفيذي 09/530 ، والمتمثل في منحتي الجنوب والسكن التي تطبق بازدواجية وجهوية بين الولايات المذكورة في هذا المرسوم، حيث يتقاضاها زملاؤهم في ولاية بسكرة بينما يحرمون هم منها، بل الغريب أنّه تصرف هذه المنح إلى أساتذة في بلديات شمال ولاية الجلفة، بينما يحرم منها نظراءهم في جنوب الولاية، مصرّين على المطالبة بمنحتي الجنوب والسكن بأثر رجعي الأطباء المقيمون يواصلون الإعتصام لليوم الثاني أعلن التكتل الوطني للأطباء والصيادلة، أطباء الأسنان، في ثاني يوم من الإعتصام أمس أمام مقر رئاسة الجمهورية عن مواصلة احتجاجهم واعتصامهم إلى غاية تحقيق مطالبهم، في مقدمتها إلغاء الخدمة المدنية حصة الأسد من هتافات المقيمين، حيث جدّد هؤلاء تمسّكهم بالإضراب المفتوح إلى غاية التّكفل بعريضة المطالب، وتحديدا الجانب المتعلق بإلغاء الخدمة المدنية التي اعتبروها تعديا صارخا على الحقوق الدستورية، فضلا عن إعادة تقييم أجرهم الشهري ومراجعة منحة المداومة. ضحايا الأخطاء الطبية يطالبون بتأسيس لجنة تتكفل بمطالبهم من جهتهم نظم ضحايا الأخطاء الطبية وقفة احتجاجية أمام مقر رئاسة الجمهورية أمس، للتنديد بالجرائم البشعة التي ارتكبت في حقهم ولم تنصفهم العدالة فيها، حيث يطالب هؤلاء -حسب ما أكدّه ممثل عن الضحايا ل''النهار''- بتأسيس لجنة للتّكفل بجميع مطالب هذه الشريحة من المجتمع، مضيفا أنّ اللجنة المذكورة يجب أن تضم في تشكيلتها، بالإضافة إلى المعنيين بالأمر، محامين وأطباء ونوابا من البرلمان وخبراء في القانون، للبحث في حقيقة الجرائم البشعة التي تعرض لها عدد كبير من المواطنين، ومن جملة مطالب الضحايا، هو التدخل الشّخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، لحل هذه القضية الشائكة والتكفل التام بهؤلاء الضحايا الذين يتزايد عددهم من سنة إلى أخرى، وكذا المطالبة بضرورة إصدار تعليمة للقضاة، تلزمهم بأخذ شكاوى ضحايا الأخطاء الطبّية بعين الإعتبار، لأنّ الملفات المودعة لدى هذه المصالح ما تزال عالقة، ولم يسبق أن فصل في قضية من هذا النوع والحكم بتعويض مادي لصالح المتضررين، كما أنّه لم يجرّم أي طبيب حتّى وإن كانت الأدلة تدينه.