ما فتئت تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' تكرّس تواجدها في المشهد الثقافي والفني العالمي من خلال استضافتها لعدد معتبر من النشاطات الفنية والعلمية ذات البعد الدولي، حيث باتت جوهرة الغرب الجزائري قبلة لعشاق التميّز وفضاء رحبا للراغبين في تجديد الوصال مع الأصالة والرقي، وعلى غرار شهر أفريل الذي جاء برنامجه ثريا بالمواعيد مختلفة المواضيع والبنى، يحمل شهر ماي الجاري العديد من المحطات الإبداعية في شتى المجالات العلمية والفنية وكذا الفكرية.. ففي مجال الملتقيات، وبعد أن تمّ التطرّق إلى ''مفكرو وأعلام تلمسان'' في النصف الثاني من أفريل الماضي، من المنتظر أن تنظم جامعة تلمسان ''أبو بكر بلقايد'' بالتعاون مع المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، علم الإنسان والتاريخ أيام 15 ,14 و2016 ماي الجاري ملتقى دوليا حول ''أعمال محمد ديب''، وذلك بعد أن شهد شهرا فيفري ومارس المنصرمين تنظيم ثلاثة ملتقيات حول ''تاريخ حاضرة تلمسان وضواحيها''، ''الشعر النسوي في تلمسان'' و''الإسلام في المغرب ودور تلمسان في انتشاره''. ومن ضمن المهرجانات الثقافية الدولية التي كيّفت مع تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، المهرجان الثقافي الدولي للمنمنمات والزخرفة الذي يحتضنه قصر الثقافة بالإمامة من العاشر إلى العشرين ماي الجاري، حيث سيتم تنظيم عدد من النشاطات الهادفة إلى إبراز هذا الفن من خلال أعمال الأساتذة الرواد الكبار كالإخوة راسم وتلاميذهم المعاصرين الذين عرّفوا بهذا الفن الراقي في بلادنا، وتعدّ هذه التظاهرة الثقافية محطة هامة للمعجبين الذين يرغبون في الاستمتاع بموهبة الفنانين الجزائريين والأجانب. أمّا عن المعارض، فيتواصل إلى غاية العشرين من الشهر الجاري تنظيم المعرضين اللذين انطلقا في السابع عشر أفريل المنصرم، الأول عن ''الحياة اليومية في تلمسان'' حيث يقدم المعرض مشاهد من الواقع اليومي للحياة في تلمسان من خلال الولوج إلى منزل حضري بكل محتوياته، وكذا عبر الدخول إلى بيت تقليدي ريفي من بني سنوس حيث تعرض الصناعة التقليدية المتمثلة أساسا في النسيج وصناعة السلل. أمّا المعرض الثاني فهو حول ''المخطوطات الإسلامية، المجموعات الوطنية''، ويهدف بالأساس إلى التعريف بالمخطوطات الإسلامية في الجزائر وطرق المساهمة في حماية وحفظ هذا التراث، إضافة إلى ترقية الفنون الإسلامية مثل الخط العربي، الزخرفة، التجليد وصناعة الورق. وكما جرت عليه العادة كل يوم أربعاء منذ بداية مارس، تشهد دار الثقافة ''عبد القادر علولة'' بتلمسان خلال هذا الشهر عرض أربعة أفلام وثائقية ضمن الفعاليات السينمائية لهذه التظاهرة، إذ تمّ يوم الأربعاء الماضي عرض الفيلم الوثائقي ''الحاجة لالة مغنية'' لمصطفى حسيني، يليه ''تلمسان شجرة طيّبة'' لرابح لاراجي، ''الشيخ الحاج عبد الكريم دالي'' لبونوار بكار و''الشيخ عبد الكريم المغيلي التلمساني'' للعربي لكحل. مسرحيا، سيعرف شهر ماي الجاري، تقديم مسرحيتين هما ''ليالي الموت'' عن نصّ لاحميدة العياشي، وإنتاج المسرح الجهوي لسيدي بلعباس وإخراج عز الدين عبّار، أمّا العمل الثاني فهو ''مقهى الرمان'' وهو عمل مقتبس عن نصين لمحمد ديب الأدبية، أحدهما موسوم ب ''شجرة القول''، والثاني يحمل عنوان ''المقهى''، ويمثّل شكلا احتفاليا، تتخلّله نوبات موسيقية أندلسية حول شجرة الرمانة، وعنه يقول عبدون ''هو مكان تاريخي بمدينة تلمسان القديمة، كان يعرف بفندق المدينة في القرن الرابع عشر ميلادي، وكان يستهوي محمد ديب الذي كتب به إحدى قصصه القصيرة، في بداياته الأدبية'' وسيكون هذا العمل اكتشافا لأعمال محمد ديب خارج ''الحريق'' و''الدار الكبيرة''. وبعد أن ودّعت تلمسان ومنها الجزائر الأيام الثقافية العراقية، لتستقبل حضارة وثقافة بلاد الأناضول من السابع إلى الرابع عشر ماي الجاري من خلال الأيام الثقافية لجمهورية تركيا، ستكون تونس الخضراء ضيفة على الجزائر وهي تتوّج جوهرتها عاصمة للثقافة الإسلامية، في الفترة الممتدّة من العشرين إلى السابع والعشرين ماي الجاري، لتليها الأيام الثقافية لجمهورية ماليزيا من الواحد والثلاثين إلى السابع جوان القادم. وضمن الأسابيع الثقافية الوطنية، تحلّ ولايات بجاية، تيزي وزو وسطيف ضيفة على عاصمة الزيانيين من 14 إلى 17 ماي الجاري، على أن تتبعها ولايات بسكرة، باتنة، أم البواقي وخنشلة من 24 إلى 27 ماي الجاري، وذلك بعد أن كانت كلّ من المسيلة، برج بوعريريج ومستغانم ضيوف شرف من السادس إلى التاسع ماي الجاري. برنامج الجولات الفنية لشهر ماي يحمل الكثير من الحفلات التي تحييها كوكبة من الفنانين الجزائريين، على غرار حمدي بناني، ابراهيم حجاج، مريم بلدي، فرقة ''تريانا الجزائر''، آمال زان، فرقة ''قناوي إفريقا''، نصر الدين حرة، وردية عيساوي، جمال علام، دليلة نعيم، إلى جانب خالد بركات، زين الدين بوشعالة، آكلي يحياتن، نور الدين علان، عبد القادر شرشام، وكذا حكيم صالحي، يوسف دالي، فرقة ''الفردة''، محمد روان، بوعلام بوقاسم، مريم وفاء، أنور، كمال شنان، حسان دادي وغيرهم من الفنانين والفرق التي ستجول ولايات تلمسان، عين تيموشنت، وهران، سيدي بلعباس، سعيدة، تندوف، البيض، النعامة وبشار.