أضحى اختناق حركة المرور بعاصمة الشرق الجزائري (قسنطنية) من النقاط السوداء التي باتت تؤرق المواطنين وتشكّل هاجس المسؤولين في قطاع النقل خاصة مع اختلال التوازن بين عدد المركبات التي زادت في السنوات الأخيرة مع شبكة الطرقات التي أصبحت ضيّقة مقارنة بكثافة حركة المرور، حيث تشير الإحصائيات إلى أن شبكة طرق قسنطينة يتراوح معدل عرضها ما بين 6 و9 أمتار زيادة على تواجد طرق ذات تصنيف وطني داخل النسيج الحضري تتحمّل الحركة المرورية الخفيفة والثقيلة العابرة نحو شرق الجنوب الشرق ووسط الوطن، كما أن الوضع العام لهذه لهذا الطرقات متوسط يستدعي عمليات ترميم مستمرة. كشفت الدراسة التقنية الأخيرة التي قامت بها لجنة من مديرية النقل خلال السنوات الثلاث الأخيرة أن كل الطرقات المؤدية إلى وسط المدينة مختنقة وتعرف اكتظاظا كبيرا خاصة تلك الطرق التي تمر عبر العديد من الشوارع الرئيسية المعروفة كشارع الجمهورية، سيدي راشد، الكم الرابع، الصنوبر أو أنها طرقات ذات حركة مكتظة كشارع رحماني عاشور، شارع بغريش مصطفى وقيطوني عبد المالك زيادة على باب القنطرة، مما أصبح -حسب الدراسة- يشكّل ضغطا كبيرا واختناقا على مستوى جلّ مفترقات الطرق الرئيسية وحتى الثانوية المؤدية إلى وسط المدينة. كما أضاف القائمون على الدراسة التقنية أن العديد من المحاور والشوارع المتواجدة بوسط المدينة هي محاور ذات حركة كثيفة، مما يشكّل صعوبة في حركة المرور عبرها وهو الأمر الذي أثر سلبا على السير الجيّد لوسائل النقل الجماعية العابرة بهذه المحاور، والتي تتسبب في ازعاج مستعمليها من المسافرين الذين يقارب عددهم ال28 ألف مسافر يوميا بسبب ضياع الوقت وغياب الراحة، حيث أن هؤلاء غالبا ما يجدون أنفسهم رهينة داخل وسائل النقل الجماعية هذه الأخيرة التي تعرف زيادة كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث سجل إلى غاية نهاية السنة الفارطة ما يعادل 1333 متعاملا يمارسون هذا النشاط مستغلين في ذلك حظيرة إجمالية تقدر ب 2471 حافلة وعربة مجهزة توفر أزيد من 141996 مقعدا تنشط عبر مختلف شبكات وطرقات الولاية وتساهم في الضغط على كثافة حركة المرور. وتضم شبكة النقل الحضري وشبه الحضري التي تنشط عبر ولاية قسنطينة 91 خطا، 1029 حافلة سعتها 65932 مقعدا، زيادة إلى 50 حافلة أخرى تابعة للمؤسسة العمومية للنقل الحضري لمدينة قسنطينة والموزعة عبر 16 خطا بسعة 5050 مقعدا، وقد تمّ تدعيم شبكة النقل الحضري السنة الفارطة بفتح العديد من الخطوط الجديدة بواسطة حافلات المؤسسة العمومية للنقل الحضري، خاصة منها المؤدية إلى مطار محمد بوضياف، حي القماص العلوي وكذا المدينةالجديدة ''ماسينيسا''، إضافة إلى تدعيم جيمع الخطوط العاملة على مستوى مدينة قسنطينة ب200 حافلة حضرية و41 شبه حضرية في إطار تطبيق المنشور الوزاري الأخير الذي يحث على فتح الاستثمار في هذا المجال لكسر الاحتكار وخلق منافسة جديدة ومناصب شغل للشباب. كما عملت مديرية النقل بعاصمة الشرق خلال السنتين الأخيرتين على خلق خطوط النقل الحضري داخل مراكز البلديات التي تشهد توسعا عمرانيا كبيرا، حيث شرع في تطبيق مخطط خاص على مستوى الدوائر والبلديات المعزولة على غرار مخطط توفير خدمات النقل لأزيد من 15 ألف مواطن ببلدية الحامة بوزيان، وكذا مخطط تسهيل تنقل أزيد من 25 ألف مواطن على مستوى المدينةالجديدة علي منجلي نحو وسط المدينة، وهو المشروع الذي دخل حيّز التنفيذ في انتظار الإفراج عن المخطط الثالث والذي سيشمل كلا من بلدتي عين أعبيد وعين السمارة خلال الأشهر القليلة المقبلة. وفي شق النقل الريفي، تنشط هذه الشبكة بقسنطينة على 54 خطا مستغلة ب 256 حافلة وعربة مجهزة ب 8011 مقعدا، كما تمّ تدعيم هذا النوع من الخدمات مؤخرا ب 52 حافلة وعربة قصد تحسين الخدمات المقدمة لسكان البلديات والقرى الريفية، على غرار الخطوط العاملة على مستوى قرية علوك عبد اللّه، قطار العيش ببلدية الخروب، وكذا بكيرة وحامة بوزيان ومنطقة شعبة المذبوح، زيادة على قرية الدغرة ببلدية زيغود يوسف، والتي تمّ تمديد الخط الريفي بها إلى غاية قرية الكنتور التابعة لولاية سكيكدة التي تدعمت نهاية 2010 ب 03 حافلات بعد عملية تهيئة الطريق البلدي المؤدي إلى هذه الأخيرة. وبخصوص النقل ما بين الولايات، فتنشط وسائل النقل الجماعية على 40 خطا مستغلة 277 حافلة سعتها 12244 مقعدا، حيث تمّ تدعيم هذه الشبكة خلال 2010 ب 60 حافلة إضافية وجّهت عبر خطوط جهوية ووطنية هامة، كون هذه الأخيرة تلعب دورا رئيسيا في توطيد العلاقات الاجتماعية والاقتصادية بين عاصمة الشرق ومقرات الولايات الأخرى كولاية سكيكدة، أم البواقي، جيجل وكذا ولاية ميلة، كما تمّ خلق خطوط جديدة تربط ولاية قسنطينة بولايات أخرى كولاية سعيدة، عين تيموشنت. كما تضم حظيرة النقل لسيارات الأجرة 4009 رخصة موزعة عبر بلديات الولاية، حيث تحتوي بلدية قسنطينة لوحدها على 3470 سيارة أجرة منها 2870 تنشط داخل المحيط الحضري للمدينة وحوالي 600 سيارة أخرى تضمن النقل ما بين الولايات وكذا 787 سيارة تنشط على مستوى المحيط شبه الحضري ويوفر ما يعادل 4210 منصب شغل. إلى جانب ذلك، سجلت مديرية النقل وخلال السنوات الأخيرة تحسنا ملحوظا في تجديد الحظيرة، بحيث قفز معدل السن من 20 سنة في 1999 إلى 10 سنوات في 2010 وهذا بعد التسهيلات المقدمة من طرف مختلف أجهزة الدولة لاقتناء سيارات جديدة، حيث تمّ اعتماد ثلاث شركات جديدة لسيارات الأجرة لتعزيز الشركة الوحيدة التي سبق وأن انطلقت في الاستغلال سنة 2006 بحظيرة إجمالية تقارب ال 80 سيارة أجرة مجهزة بنظام اللاسلكي، كما يترقب دخول العديد من الشركات الأخرى حيّز الاستغلال بعدما أعطيت الموافقة المبدئية لأصحابها من أجل البدء في ممارسة هذا النوع من النشاط. وتمتد شبكة النقل بواسطة السكة الحديدية بولاية قسنطينة على طول 90 كلم، كما تتميّز هذه الشبكة بازدواجية السكة علما أن قسنطينة تعتبر ناحية جهوية تربط عدة ولايات من الوطن، فيما يخص نقل 700 ألف مسافر و500 ألف طن من البضائع سنة .2010 كما شهد مطار محمد بوضياف خلال السنة الفارطة حركة طائرات وصلت إلى 8500 رحلة ومن المنتظر أن تتسلم قسنطينة المحطة الجوية الجديدة نهاية أكتوبر المقبل من أجل الرفع في طاقة استيعاب المسافرين إلى مليون مسافر سنويا.