باشرت مصالح أمن مدينة تيزي وزو أول أمس الخميس عملية مداهمة للأسواق الفوضوية الموزعة بشوارع المدينة، حيث جندت مجموعة من أعوانها الذين تم توزيعهم في ساعات مبكرة عبر المناطق والأماكن التي حوّلها التجار غير الشرعيين إلى محلات فوضوية، وقد سهر الاعوان طيلة العملية التي دامت يوما كاملا على إتمام المهمة ووضع حد نهائي للتجارة غير الشرعية، حيث اشرف الوالي السيد عبد القادر بوازغي على انطلاق العملية التي طالب بتنظيمها يوميا لمدة شهرين على الأقل لضمان عدم عودة التجار مجددا للمدينة حسب ما ذكره مصدر موثوق. وكانت الساعة تشير إلى حدود الرابعة صباحا، عندما انتشر أعوان الأمن بكل زاوية وشارع من مدينة تيزي وزو، حيث هيأت مصالح الأمن نفسها مبكرا لتكون بعين المكان قبل وصول التجار غير الشرعيين، وقد تفاجأ سكان مدينة تيزي وزو وحي ليجوني الذي يعرف بالانتشار الواسع للتجارة غير الشرعية به، بعناصر الأمن التي خرجت بقوة وتوزعت في كل مكان، ليكتشفوا أنهم في مهمة، حيث وفي حدود الساعة السابعة والنصف بدأت الأمور تتضح بعد قيام حوالي 500 شرطي بمنع التجار غير الشرعيين من عرض سلعهم عبر كل من شارع لعمالي أحمد بالقرب من المستشفى الجامعي نذير محمد، شارع شفا أحمد القريب من عيادة متعددة الخدمات مدوحة، شارع عبان رمضان وغيرها، كما باشرت قوات الأمن عملية هدم عدة أكواخ اتخذها التجار محلات لهم لا سيما تلك الواقعة بالقرب من ملعب أول نوفمبر المعروف بالمذبح سابقا. وحاول بعض التجار غير الشرعيين الاعتراض على قرار السلطات المحلية للولاية بالقضاء النهائي على التجارة الفوضوية، فيما اكتفى البعض الآخر بالتأكيد أنهم متعودون على مشاهدة مثل هذه العمليات التي تقوم بها قوات الأمن من حين لآخر، وحسب بيان أصدرته خلية الاتصال التابعة لأمن تيزي وزو، فإن مصالح الأمن لم تلجأ إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع لتنفيذ العملية وأنها اكتفت باستخدام الكلاب المدربة من نوع ''بيت بون'' لمنع أي تصد أو اعتراض وأسفرت العملية عن إيقاف 93 شخصا وهدم ما لا يقل عن 26 كوخا اتخذها التجار غير الشرعيين محلات لهم على مستوى الجهة السفلية لسوق حسناوة. كما تم غلق عدة شوارع منها شارع لعمالي أحمد لتمكين العمال المجندين من طرف مصالح الولاية من جمع النفايات ووفرت مديرية الأشغال العمومية الآلات والعتاد لجمع البقايا التي يتركها التجار والتي يزداد حجمها يوما بعد يوم، إضافة إلى الطاولات وبعض الأغراض التي تعود التجار تركها بالأماكن التي يمارسون فيها تجارتهم، وتم إعادة دهن جدران الشوارع المعنية بعملية التنظيف لتستعيد جمالها الذي يليق بعاصمة الولاية وتضفي عليها جمالا . من جهتها أصدرت خلية الإتصال لولاية تيزي وزو بيانا ذكرت فيه، أن سبب إقدام السلطات المحلية على استخدام القوة العمومية كان بهدف تسهيل المهمة وضمان القضاء على التجارة غير الشرعية التي أضحت تنافس التجارة الشرعية مما اغضب التجار الشرعيين الذين يدفعون الضرائب مقابل ممارستهم لنشاطهم، كما أن ممارسي التجارة غير الشرعية اختاروا المناطق الأكثر حركة ونشاطا بالولاية لمزاولة نشاطهم كالمؤسسات الصحية مثلا مما يعرقل حركة السير من جهة ويخلق اكتظاظا وازدحاما من جهة أخرى. ولقيت العملية استحسنا كبيرا من طرف سكان المدينة الذين تنفسوا الصعداء بعدا أن أصبح بإمكانهم التنقل بحرية بعيدا عن الضجة والازدحام.