اختتمت أول أمس الخميس بعين الدفلى فعاليات الملتقى الدولي السابع حول المذهب المالكي الذي كان موضوعه هذه السنة ''الاجتهاد في الفقه المالكي''. حيث تميزت أشغال اليوم الثاني من الملتقى بكثافة النشاط العلمي نظرا للعدد الكبير للمناقشات والتعقيبات وكذا الأسئلة المطروحة خلال الجلسات العلمية، حيث فاق عدد المداخلات عشرين مداخلة. وتناول المشاركون بالتحليل والدراسة عدة نمادج لفقهاء وعلماء في الاجتهاد والفتوى عند كل من الإمام الفقيه أبوجعفر أحمد بن ناصر الداودي المالكي وعند الإمام ابن عبد البر والإمام المازري وكذا العلامة الفقيه محمد باي بلعالم الذي حملت الطبعة السابقة للملتقى اسمه. وكان من بين المساهمين في هذا الملتقى شخصيات من الجزائر من مختلف جامعات الوطن كجامعة الجزائر وقسنطينة ووهران وبشار وأدرار وتمنراست والمدية وغيرها من جامعات الوطن ومساجدها، فضلا عن ضيوف من عديد الدول منها المغرب وتونس والسعودية وسوريا والأردن وتركيا. وقد توجت أعمال الملتقى الذي تناول على مدار يومين كاملين بالتحليل والنقاش أصول الفقه المالكي بجملة من التوصيات منها ضرورة ''إنشاء جائزة وطنية لأحسن بحث فقهي'' يخدم القضايا الوطنية ويجد حلولا لمشكلات المجتمع و''تشجيع البحوث الفقهية والأصولية'' التي تساهم في ترقية ملكات الاجتهاد و''الاهتمام بالدرس الفقهي'' و''إحياء الكراسي العلمية''. ودعا المشاركون الى ''إنشاء مجلس وطني للفتوى'' يجمع المختصين من أهل الفقه وأصحاب الخبرات من باقي التخصصات وذلك للنظر في النوازل والقضايا المستجدة. وشدد البيان الختامي للملتقى على الحفاظ على تنظيم هذه التظاهرة العلمية ''التي أصبحت مكسبا علميا'' يتبارى فيه أساتذة وطلبة العلم والدين لتبادل الآراء والفقه في الدين. واقترح المشاركون في ختام هذا اللقاء الذي أصبح تقليدا حميدا بالولاية أن يكون موضوع الطبعة الثامنة للملتقى الدولي حول المذهب المالكي ''التخريج الفقهي''. وتميز الملتقى بتكريم عدد من الأساتذة عرفانا لهم بالمجهودات التي يبذلونها للحفاظ على مقومات الأمة الإسلامية.