الجامعات والمعاهد العليا تطلق مبادرة مواجهة البطالة العلمية أطلقت بعض المعاهد العليا والجامعات، منها جامعة باب الزوار للعلوم والتكنولوجيا مبادرة تهدف الى اقحام الشباب الجامعي في مجال الشغل والمقاولة قبل التخرج والحصول على الشهادة وذلك بهدف التقليص من البطالة في وسط الشباب خاصة منهم خريجو الجامعات والتي اضحت واقعا يشغل السلطات المحلية وحتى على المستوى الدولي. ومن أكبر التحديات التي تحاول السلطات معالجتها والتركيز عليها خلال البرامج التي تم اطلاقها والهادفة خاصة الى خلق مناصب شغل لفائدة هذه الشريحة التي يعول عليها كثيرا لبناء اقتصاد ما بعد البترول..علما ان 10 بالمائة من الشباب البطال في الجزائر هم من خريجي المعاهد العليا والجامعات منهم 67 بالمائة فتيات. وحسب السيدة فتيحة يوسف التومي استاذة جامعية ونائبة رئيسة منتدى سيدات الاعمال فإن المبادرة فريدة من نوعها بالجزائر وتهدف اساسا الى تشجيع الشباب المتعلم وخريجي المعاهد العليا المتخصصة على خلق مؤسسات خاصة بهم يتم التحضير لها اثناء المسار الدراسي الجامعي بحيث ما ان يتخرج الطالب من الجامعة حتى يجد نفسه مندمجا في عالم الشغل بشكل مباشر. يندرج ذلك بكون الجزائر كانت السباقة الى الانخراط في اهداف الالفية للتطور والتي من بين اهدافها الثمانية ترقية المساواة في التشغيل بين الجنسين وكذا مضاعفة المخططات والاجراءات الخاصة بمحاربة البطالة وادماج الشباب والشابات في سوق العمل وهو التوجه الذي حققت فيه نتائج مشجعة بحيث اصبحت التجربة الجزائرية في هذا المجال محل اعجاب العديد من الدول. وتضيف السيدة فتيحة التومي أن الجامعة واكثر من أي وقت مضى يجب أن تشكل حجر البناء لاقتصاد ما بعد البترول وعلى جميع المعاهد العليا التي وضعها في اطار تأهيل الانظمة الجامعية ببلادنا ان تلعب دورا اساسيا في هذا السياق، وعلى هذا الاساس ينعقد بالمعهد الوطني العالي للاشغال العمومية ملتقى وطنيا موجها بشكل خاص لمسيري واساتذة المعاهد والجامعات بهدف حملهم على تشجيع الطلبة على التفكير منذ الان وخلال مسار دراستهم الجامعية في خلق مؤسساتهم. وسيتكفل الاساتذة الجامعيون ومسؤولو الجامعات والمعاهد العليا بمهمة تبسيط الاجراءات الاخيرة التي اعلنها رئيس الجمهورية والخاصة بتشجيع الشباب على خلق مؤسساتهم الصغيرة والمتوسطة وتشجيعهم على خوض المغامرة انطلاقا من الافكار التي يحملونها والتي سيطورونها انطلاقا من الجامعات والمعاهد، ومن هذا المنطلق سيتم تذليل جميع المخاوف والصعوبات التي قد يفكر فيها الطالب حسب السيدة تومي التي تشير الى أن تحقيق هذه التجربة قد يخفف وبشكل كبير من نسبة البطالة المسجلة وسط الجامعيين بنحو 10 بالمائة على الاقل. وستسمح هذه التجربة التي شرع فيها بتخرج الطلبة من جامعاتهم ليس فقط بشهادات بل بمؤسسات مصغرة وبإمكانهم حتى خلق مناصب شغل وتوظيف الشباب الجامعي من امثالهم وبالتالي خلق الثروة استنادا الى الاهداف المسطرة ضمن مخطط اصلاح التعليم العالي، ويتم هنا الاعتماد على بعض التجارب الاجنبية الحديثة خاصة تلك المسجلة بجامعة ليون بفرنسا منذ سنة 2000 بالاضافة الى تجارب حديثة وناجحة لعدد من الشباب الجزائري الذين خاضوا تجارب خاصة بإنشاء مؤسسات كانت بدايتها في شكل مذكرة أو مشروع تطبيقي لنهاية الدراسة لتتحول بفعل الارادة والتشجيع الى مذكرات ناجحة ومؤسسات واقعية وذلك بفضل تبسيط اجراءات التشغيل وخلق المؤسسات والتي توافقت مع حماس الشباب مما ساهم في الرفع من نسبة نجاح المشاريع. وتضيف السيدة تومي ان العديد من الهيئات والمؤسسات من شأنها التدخل لانجاح هذا المشروع الناجح على غرار الهيئات المساعدة على خلق المؤسسات والمشجعة على تشغيل الشباب كالبنوك والمؤسسات المالية.